لاشك ان اقل الناس تحملا للصيام هم فئة المدخنين .. فهم اكثر من غيرهم يشعرون بالصداع الشديد مع اول يوم صيام وتراهم في حالة عصبية شديدة تستحق الشفقة .. واكثر من يعاني من عصبيتهم وغضبهم الناس المحيطين بهم كأفراد العائلة حيث يصبون جام غضبهم ونرفزتهم على الزوجة والاولاد وعلى زملائهم في العمل ...

ان نقص النيكوتين في الدم بشكل مفاجئ هو المسؤول عن هذه الحالة من التوتر العصبي عند المدخنين وخاصة الشرهين منهم...

هذا ناهيك عن نقص نسبة الكافيين في الدم حيث انه من المعروف شغف المدخنين بشرب القهوة اثناء التدخين مما يسبب

ادمانا على الكافيين وهذ يزيد الطين بلة فيما يتعلق بالعصبية اثناء الصيام ..

ان هذه الحالة المؤسفة من العصبية تؤثر على خشوع الصائم بالإضافة الى عدم تمكنه من اداء عمله اليومي بشكل جيد

وقد يؤدي الى مشكلات ومشاحنات غير مرغوب فيها ..

ان الامتناع عن التدخين ساعات طويلة قد تصل احيانا الى اربعة عشر ساعة لهي فرصة ذهبية للإقلاع نهائيا عن هذه الافة والتخلص من اضرارها السيئة على الجيب

ان سلوك المدخنين عند الافطار والمتمثل بتدخين سيجارة او سيجارتين قبل تناول الطعام والشراب لهو سلوك خطير وذلك لان الجسم الجائع يمتص كميات هائلة من النيكوتين والمواد السامة الاخرى عن طريق الاغشية الداخلية للمعدة والقصبات الهوائية مما يؤدي الى ضرر كبير في الشرايين التاجية والجهاز التنفسي مؤديا الى احتمال حدوث نوبات قلبية حادة او ازمات ربو تحسس قصبي حاد بالإضافة الى خطورة الاصابة بسرطان المعدة والرئتين.

لذلك ادعو كل المدخنين ان ينتهزوا شهر الصيام افضل بالإقلاع نهائيا عن التدخين وفتح صفحة بيضاء نقية في دفتر صحتهم ...