facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإعلام ما بين النظرية والتطبيق


د. تيسير المشارقة
08-06-2017 03:52 AM

العدوان هو عنوان المرحلة الحالية التي يواجهها العرب ودولهم. وبما أن الشارع العربي مُقيد منذ زمن٬ ويصعب عليه مواجهة هذا العدوان المستشرس٬ سينكفئ الشارع العربي(المواطن) على ذاته وينكمش٬ ويتحوصل ٬ لتتحول مواجهته للعدوان الخارجي بشكل سالب عكسي إلى الخلف٬ بالارتداد إلى الذات وتعزيز العدوان الداخلي .
من المحتمل أن يكون المواطن العربي غير قادر على مواجهة العدوان الخارجي بسبب التواطؤ٬ أو لأسباب ذاتية تحول دون تحّرك المواطن أو خروجه للشارع (علماً بأننا نطلق على المواطنين العرب تعبير: الشارع العربي). لذلك٬ سيكون أمام هذا المواطن خيار آخر وهو اللجوء إلى البيت وإلى عنف داخلي وعدوان داخلي بدلاً من ردع أو دفع العدوان الخارجي.ـ 
يتحول المواطن العربي إلى إبراز عضلاته في معارك هامشية جانبية، وإلى حروب أهلية داخلية٬ وفق (نظرية التعزيز) التي تبحث في تأثيرات العنف المشاهد وفي الواقع، أو المتوقع على الذات من الخارج دون إمكانية مواجهة هذا العدوان. فتأثيرات العدوان المحيط والمتلفز والآتي من الخارج سيرتد على النفوس المكبوتة والمقهورة بنوازع عدوانية قد تطال بعض الحكومات وبعض الحكام العرب أنفسهم الذين كبلوا الأيادي بالسلاسل وحرموا الناس الحرية والخبز في آن.ـ 
ووفق النظريات الإعلامية الأميركية الجديدة "الأمر اليومي" أو" كذبة اليوم" .. يطلق وكلاء الدعاية كل يوم أمراً أو كذبة شبيهة بحكمة اليوم أو بالأمر اليومي حسب منطق العسكر، أو كلمة اليوم التي تتلقفها وكالات الأنباء وشبكات التلفزة العالمية. الرئيس الأميركي (دونالد ترامب مثلاً) يقول أشياء كثيرة. لكن من لديه الوقت من الناس العاديين ليدقق خلفهُ ٬ يقول كلمته ويمشي. ومثال ذلك عندما قال الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن إنه سيقوم بحرب صليبية ضد العراق، تلقّفت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية النبأ وكأنه أمر يومي ردده الجميع دون وعي ـ
يقوم على عاتق الماكينة الإعلامية الكبرى٬٬ أي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، أن تلعب دوراً في غاية الأهمية ٬ ولها الدور الأكبر في الإعداد لهذا الأمر ٬ .. و تتورط أحياناً في الكذب٬ فلولا هذا (الكذب المشوّق) لما قامت قائمة لوسائل الإعلام، والناس يُحبّون الأكاذيب أحياناً٬ يحبون وسائل الإعلام التي تكذب عليهم.ـ
خلاصة المتابعة لحراك الناس ومكانة وسائل الإعلام في التحريك ٬٬ نكتشف أن المواطن العربي "منزلي لا ينتمي للشارع" وهو ضحية الإغراق (حسب نظرية الإغراق)، فقد بطّل وانتهى المفهوم الإعلامي الشائع "الشارع العربي" الذي يطلقه الإعلاميون مجازاً على "المواطن العربي" أو على "الإنسان العربي". انقلبت المفاهيم وتغّيرت التعابير والمصطلحات. فالمواطن العربي المُدمّر عاطفياً٬ أو المقموع والمقهور عاطفياً٬ لسبب أو آخر، نتيجة القهر الداخلي أو العدوان الخارجي٬ لجأ إلى منزله٬ ولم يعد قادراً على النزول إلى الشارع. أقعدته الأحداث وبات تعاطيه مع هذه الأحداث سلبياُ، كيف؟ بالتلقي المحايد (النائم) [وفق نظرية التأثير النائم] من خلال محطّات البث الفضائي المباشر.ـ 
ووفق (نظرية الإغراق) التي يستخدمها الأميركان بذكاء٬ تقوم ماكينات الدعاية والإعلام الذكية بإغراق العالم بالمواد والمعلومات التي تشاء٬ مُفبركة ومُنمقة بمنطق دعائي خالص٬ من خلال الشبكات التلفزيونية الكبرى عالمية المنشأ٬ بالمقولات والمفاهيم والتفسيرات (الخاصة) للأحداث والتاريخ. وأصبحت وسائل الإعلام الجماهيري هي التي تضع وتُحدّد أجندة وأولويات المؤسسات الإعلامية (محطات التلفزة العربية الكبرى و"الفضائيات عبر ـ العربية" ك((الجزيرة وغيرها)) وفق منظور ( نظرية: ترتيب الأولويات أو وضع الأجندة)٬ وبالتالي هي التي تحدد أجندة المشاهد العربي إذا ما كررت وركّزت على قضية محددة.ـ 
وإذا أردنا أيضا محاكمة الإعلام وفق مناهج البحث الإعلامي ٬ نجد أن وسائل الإعلام الكبرى(مثل: الجزيرة) تتحرك وفق المسار المرسوم لها من قبل الإدارة السياسية ٬ فهذه الإدارة(القوّة السياسية) باتت تهيمن على آليات عمل وسائل الإعلام ،وعلى مضامين الإعلام ٬ وبحجة وقائع تاريخية تعيشها الجزيرة، أصبح بالإمكان فرض شروط خاصة في الذين يعملون فيها.ـ
الإغراق الذي تمارسه ماكينات الدعاية تَحوّلَ إلى (وظيفة تخديرية) تقوم بها تلك الوسائل  ٬ فقد لعبت الفضائيات دوراً مهماً في آلية تخدير المشاعر والعواطف بضخ كم هائل من المعلومات وتكرار ذلك على مدار الساعة، أدى ذلك إلى سلبية هائلة لدى المتلقي العربي٬ وهذا الأمر جرى أثناء حرب الخليج عام 1991 عندما ضخّمت وسائل الإعلام الأميركية من حجم قوة النظام في العراق وبأنه يمتلك أسلحة ضخمة تفوق التصّور ٬ وقد قامت وسائل الإعلام العراقية باستعراض عضلاتي غير مبرر في "أم المعارك" في حالة انتشاء هائلة بعد "الانتصار" في الكويت.ـ 
ما يحدث هو عملية غزو للعواطف . ومما نشاهد ونتابع٬ سنلحظ ٬٬ أن الغزو للعقل العربي من خلال شاشات التلفزيون (والعدوان المباشر ـ إذا تحقق لاحقاً) سيعكس نفسه على "عواطف" المجتمع العربي أفرادا وجماعات. سنرى الاندحار إلى الذات والتحوْصُل والتقوقع والاغتراب والقلق والخوف سينتاب أي عربي في بيته وهو جالس مع عائلته (حتى لو كان) يشاهد أحد المسلسلات الدرامية من نوع سوب اوبرا (المسلسلات العاطفية الاجتماعية). إذن، ووفق (نظرية الرعاية) فإن العدوان والعنف الخارجي سيؤثر في العواطف العربية وسيؤلمها أيّما إيلام. العواطف العربية الجديدة سيشوبها القلق والخوف والاغتراب.





  • 1 السفير الدكتور موفق العجلوني 08-06-2017 | 05:24 AM

    شكرا دكتور تيسير ، نعم :ا يحدث هو عملية غزو للعواطف . ومما نشاهد ونتابع٬ سنلحظ ٬ أن الغزو للعقل العربي من خلال شاشات التلفزيون (والعدوان المباشر ـ إذا تحقق لاحقاً) سيعكس نفسه على 'عواطف' المجتمع العربي أفرادا وجماعات. سنرى الاندحار إلى الذات والتحوْصُل والتقوقع والاغتراب والقلق والخوف سينتاب أي عربي في بيته وهو جالس مع عائلته (حتى لو كان) يشاهد أحد المسلسلات الدرامية من نوع سوب اوبرا (المسلسلات العاطفية الاجتماعية). إذن، ووفق ( نظرية الرعاية) فإن العدوان والعنف الخارجي سيؤثر في العواطف العربية .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :