facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عرق ريحان


د. محمد عبدالكريم الزيود
12-07-2017 12:14 AM

أول ما يصادفك وأنت تدلف بيوت أهلنا ، قواوير مصطفة على الممرات العتيقة ، ربما تكون علبا من التنك ؛ فلا يهم إن كانت علبة سمنة أو حليب أو دلو لبن من البلاستيك ، المهم مزروع به عروق الريحان على الممرات الضيّقة ، ربما ليستْ متناسقات بالطول والحجم ، ولكنها تتسابق بعروق الريحان المنتشية ، وربما في الصباح الباكر رفعتها الأمهات على أطراف الشبابيك ، وبلّلتْ يديها ببضع حبيبات ماء ثم نثرتها على الأوراق الخضراء ، وكلمّا هزّها نسيم الصباح ، جلب معه رائحة الريحان التي لا يشبهها شيء إلا رائحة الجنّة الموعودة ربما .

كانتْ الأمهات في ساعات الغروب واقتراب المساء ، عندما يحلّ ضيف على البيت ، يقرّب منه قوّارة من الريحان تكريما له ، ولينتشي بعطرها ، ولربما لامس براحتيه أوراقها ، أو قطف عرقا صغيرا احتفظ به ، وخبئه بجيبه خلسة.

الريحان من نبات الجنّة وله فوائد جمّة ، وقد ذكر في القرآن مرتان : (والحب ذُو العصف والريحان ) و(فَرَوح وريحان وجنّة نعيم ) ، لذا لا نستغرب أن أمهاتنا كُنّ يتسابقن لزراعته في البيوت ، وعلى الممرات ، وعلى أطراف الشبابيك.

الريحان كالحياة ، عمره قصير ، يصاب بالذبول سريعا ، وكُنّ أمهاتنا يقلن : ماله روح ، ربما عرق الريحان يشبه بعضنا ، يأتي سريعا ويذهب على عجل ، كان زاهيا منتشيّا بعطره ، ما أن لبث ذبل واصفر وحيدا ، عندما غابتْ الأيادي عنه ..!!





  • 1 شحاده ابو بقر 12-07-2017 | 10:54 PM

    رائع أخ محمد أنت كاتب متمكن وموهوب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :