facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القدس ـ معانيها ورموزها الإعلامية


د. تيسير المشارقة
18-07-2017 02:27 AM

أذكر كيف كانت أول صلاة لي في المسجد الأقصى، تحت الصخرة المشرّفة وسط المسجد. هدوء عظيم وخشوع أعظم. لهذا المكان قداسة كبرى. دخل مسلمون آسيويون. أفسحت لهم المجال واقتربت من جدران الصخرة في ذلك اليوم الحار ..أغمضت عيني ..غفوت دقيقة واحدة. استيقظت نشطاً وذهني أنشط (لحظة من العمر تساوي الدنيا كلها، انصهرت من خلالها بالمكان المقدّس، راحة ما بعدها راحة، كنت أحتاج لهذه اللحظة من العشق). ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني من إجراءات بغيضة تحول دون الاستمتاع بهذه القداسة، لا يجوز أن تمر بسهولة. إن تكميم المنابر ومنع الأذان، ووضع بوابات كاشفة للمعادن والحواجز الإسمنتية ودخول المستوطنين غير المبرر بالأحذية للحرم ، والتضييق على المصلين والمتعبّدين والمؤمنين من الأعمار الصغيرة ، وإيذاء النساء الراغبات في التعبّد.. إجراءات عنصرية وجرائم كبرى يقوم بها هذا المحتل. ـ

*جرائم الاحتلال وتجييش المسجد بالأسلحة والعساكر وصعود الجنود بأحذيتهم بمحاذاة القبة الذهبية للمسجد ووضع كاميرات تصوير في كل أرجاء الحرم القدسي الشريف،، كلها إجراءات قذرة احتلالية تسيء للمكان والمتعبدين من المؤمنين المسلمين. المقاومة لهذه الإجراءات واجب إنساني.ـ

*درب الآلام الذي سار عليه السيد المسيح (عيسى بن مريم) والبلاط الحجري القديم يشعرك بأنك تسير على درب المسيح الفلسطيني(ولد في بيت لحم ، وترعرع في الناصرة ، وعاش في القدس). تتلمس أنفاسه وهو يسير حاملا صليبه. السير على خطى المسيح رياضة فلسطينية عادية ويومية يعكر صفوها المحتل بجنوده المدججين بالبنادق والمسدسات بأيديهم لحماية قطعان المستوطنين وما يسمونهم بالسياح. مشهد يسيء للمكان : حارس إسرائيلي يحمل مسدسه بيده ويلهث خلف سائحة(!!). مقرفون بتدخلاتهم، يزاحمون المارة من المواطنين ويعكرون صفو المدينة.ـ
*ما يقوم به المجرمون الصهاينة (الاحتلال الإسرائيلي) في المدينة العربية الفلسطينية المقدسة، لا يتخيله عقل عاقل. قام المحتل بالتضييق على السكان الأصليين من العرب. المحتلون وضعوا المواطنين العرب في بيوت وأقفاص حديدية كأقفاص الدجاج. لا يجوز للعربي ترميم مسكنه ولا متجره. الضرائب المتراكمة التي يطلق عليها العدو المحتل (أرنونا) عالية وكبيرة، تكسر ظهر أي مواطن عربي فلسطيني.. أما بالنسبة للأعمال والأشغال القليلة والشحيحة فالعربي يحلم بها كما يحلم بالتحرك بهدوء دون إعاقات عبر عشرات الحواجز الاحتلالية.

عكّر الاحتلال الإسرائيلي خلوة العربي المسلم مع نفسه وربه في ساحات المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة في القدس العربية. التقييدات والحواجز ومنع المصلين من الصلاة وحجب صوت "الله أكبر" من الارتفاع في سمّاعات (الجامع /المسجد) جعل المكان حزينا والموت يعشش في أرجائه. والحواجز الإسمنتية والبوابات الضيقة ضيّقت الآفاق على المؤمنين والوافدين للتعبّد. لم اشعر بالهدوء طوال 8 سنوات في القدس وبيت حنينا. القلق والخوف هو المُخيِّم على أرجاء المكان. حاول جندي خنقي بيديه وسحب ربطة عنقي بعنف شديد عند أحد الحواجز على ابواب المدينة المقدسة. لا أمان للمؤمنين ولا للعرب في مدينتهم. الحياة تموت هناك، والمعربدون من المستوطنين والمتدينين اليهود وسموا المكان بالسواد. المحتل العدو لا يستحي أن يرتكب الجرائم المتتالية من أجل إحكام قبضته على المدينة وهدم بيوت العرب وتهجير السكان وإقلاق راحتهم يومياً. أنقذوا القدس والمواطن العربي هناك.. قبل فوات الأوان.

*زيارتي لكنيسة القيامة للمرة الأولى عام 2000 أعتبرها مذهلة ، حيث الفخامة وعبق التاريخ والتعددية الداخلية . هناك شاهدت اللوحات وشممت رائحة البخور ولامست المسابح والأيقونات. القديسة هيلانة(البيزنطية) أمرت ببناء هذه الكنيسة بعد اكتشاف قبر المسيح وصليبه في المكان. الذين اكتشفوا المكان المقدس أرسلوا العلامات لهيلانة في روما عبر المشاعل على رؤوس الجبال ووصلها الخبر ذات سبت، اندلق فيه النور ليعم الكون. هذا البناء (كنيسة القيامة/ كنيسة القديسة هيلانة) عمره يقارب ال 2000 سنة. تشرفت بالزيارة بالرغم من التضييقات الهائلة للمحتل العدو الغادر.

ذات عيد حاولت مشاركة صديقي الناشر (نيقولا عقل) طقوسه الدينية. اشعلت الشموع لعلّي أضيء فسحة المكان المعتم. الجنود الصهاينة ملأوا المكان ببنادقهم وخوذهم وضيّقوا على المؤمنين فرصة التلاقي ومسيح المحبة والسلام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :