facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفيلم الوثائقي والريبورتاج فن وصناعة


د. تيسير المشارقة
01-08-2017 09:18 AM

نحتاج إلى خبراء في صناعة الأفلام الوثائقية. ويظهر عبر متابعة العديد من التجارب في صناعة الأفلام الوثائقية أن صنّاع الأفلام يخلطون ما بين الفيلم الوثائقي والريبورتاج. الدراية في الفروق بين الربورتاج التلفزيوني والفيلم قليلة، لذلك تحدث عملية خلط بين الجنسين والفنيْن. الفرق الجوهري يكمن في الفكرة، فحين لا يجوز تصميم تصوّر حول فيلم وثائقي دون فكرة ومحاور لها وبحوث في المحاور ونص ومعالجة بصرية وسيناريو.. يمكن أن يكون الربورتاج التلفزيوني دون الفكرة والمحاور والبحوث والنص، والمعالجة البصرية للنص والسيناريو.

الفكرة كمتغير ولازمة ضرورية للفيلم الوثائقي منذ البداية، وهي الأساس لأي عمل وثائقي فيديوي أو سينمائي. ولكن الربورتاج تنضج فكرته في الميدان، حيث الدهشة وذكاء عين المصوّر.

وحينما لا تكون الفكرة ناضجة ومكتوبة للفيلم الوثائقي، أي مصاغة بشكل جيد وقابلة للفهم وأصيلة وتهم المجتمع، فإن الفيلم الوثائقي يتعثّر من بدايته.

أما الربورتاج فهو وليد الدهشة في المكان والزمان.. فعين المصور تصيد وتأتي لنا بالمثير والمشوّق والغريب والجديد. وما يدهش مُعد ومُقدم التقرير والمصور معاً، يُدهش المشاهد لأنهما من المشاهدين أيضاً.

وبخصوص الموضوعية والذاتية، فان الربورتاج هو ذاتيٌ من ناحية رؤيةِ المُعد والمُقدم ولكنه ينبغي أن يكون موضوعياً بالنسبة للمخرج وصاحب القناة، فالصراع ووجهتيْ النظر والرأي والرأي الآخر (كلها) مهمة، أما بالنسبة للفيلم الوثائقي فإن موضوعية الفكرة والصراع أساسيان. والموضوعية هي العلمية وتعني وجود نظرتين متصارعتان في فضاء الصوت والصورة.

وحينما نقول "سينما المؤلف" أو فيلم لمؤلفه يعني أننا نقترب من الذاتية وزاوية النظر الشخصية لمؤلف الفيلم. شخصياً لا أتفق مع الربورتاج الذاتي وإنما يفترض أن تكون الموضوعية هي الأساس. وفيما يتعلّق بالبحث في مصادر المعلومات حول الموضوعات المراد تصويرها في الربورتاج والفيلم الوثائقي، فإن ذلك يراه البعض شرطاً ضرورياً. ولكن الربورتاج من ناحيته لا يحتاج إلى بحوث دقيقة وتفصيلية وإنما نحن نبحث بالصوت والصورة عن معاني الأشياء وصيرورتها في الزمان والمكان المحددين.

وفي الفيلم الوثائقي، فإن البحث شرط أساسي لاشتقاق النص من تلك المحاور المؤسسة للفكرة، ويكون النص شاملاً لمُلخصات البحوث في المحاور الأساسية وفي فقراته كافة باختصار.. وبالتالي فإن ذلك النص(الـ سكريبت script) هو من يجب معالجته بصرياً لكتابة السيناريو.

الزمن بالنسبة للربورتاج يفترض أن يكون قصيراً، وزمن الربورتاج الفيديوي التلفزيوني لا يتجاوز الأربع دقائق، وفي صناعة الربورتاج ينبغي أن تكون المدّة قصيرة تماشياً مع الأخبار والأحداث وحدوثها.

أما في الفيلم الوثائقي فالتحضير له، أي مرحلة الإعداد ( preproduction) فهي طويلة ومهمة و تحتل 80% من العملية الإنتاجية، أما التصوير (production ) وما بعد الإنتاج (postproduction ) فيحتل النسبة المتبقية.

واشتراط التقيّد بزمن إنجاز الفيلم يختلف عن زمن الفيلم (السياق التاريخي له) ومدته. وقد يحتمل الفيلم الوثائقي أن يكون أكثر من ساعتين ويزيد عن ذلك.

الصراع مهم في كل من الربورتاج والفيلم الوثائقي، وذلك شرطٌ للموضوعية المطلوبة في تلك الأشكال والأعمال. إلا أن عنصر الصراع في الفيلم الوثائقي ينبغي أن يكون واضحاً وجلياً وضرورياً لانحيازات المشاهد.

ربما لا يكون الصراع مهماً في الربورتاج، ولكن الصراع ينبغي أن يتجلّى أكثر في التحقيق التلفزيوني (الاستقصاء والتحرّي). وهنا ينبغي التوضيح، أن الربورتاج لا يوازي التحقيق وهناك من يساوي بينهما.

الفروق عديدة ما بين الربورتاج والفيلم الوثائقي. ولكن وبعجالة المقالة اقتصرنا على النقاط الخمس المذكورة أعلاه. وهي متغيرات جوهرية في الفروق ما بين النوعين. وهذه النقاط بالضرورة تحتاج لتوسّع أكثر من أجل التمييز والفصل ما بين النوعين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :