facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحلقة المفقودة في الإعلام !!!


خيري منصور
25-10-2017 12:21 AM

ما لا يتنبه اليه الذين يستخفهم الطرب عندما يسمعون الاطراء والمديح، هو ان علماء النفس يقولون بان التكرار والالحاح في اي مجال من حياتنا يؤدي الى ردود افعال مضادة، بحيث يتسرب الضجر الى السامع او القارىء، وينصرف عن التكرار الى اي شيء آخر.
والاعلام العربي في نماذجه التي تجسد النفاق السياسي باوضح صورة ساهم من حيث يدري او لا يدري في الاساءة لمن يتوهم بانه يمدحهم او يجعلهم اكثر جاذبية للرأي العام، انه اشبه بالدب الذي القى حجرا على صاحبه النائم لينقذه من ذبابة، فقتله ولاذت الذبابة بالفرار! والنوايا كما يقال قد تكون طريقا معبدا الى الجحيم، اذ لا بد من التفكير والتأمل؛ لأن النفس الانسانية بالغة التعقيد، والبشر لهم لحظات يضجرون فيها حتى من الاشياء التي عشقوها وكدحوا طويلا في سبيل الوصول اليها!
ومن يستشهدون احيانا بغوبلز النازي قد لا يدركون ان نظريته كانت لها نتائج مضادة للنوايا، فالكذب مهما طالت حباله يبقى على موعد مع الفضيحة وكشف المستور وما من خداع يدوم، وهنا اتذكر موقفا باسلا وحكيما اختتم به نيلسون مانديلا حياته المفعمة بالنضال والتسامح ، حين رفض اختيار عبارات بليغة كي تنقش على قبره، ومنها عبارات استخدمها الاغريق القدماء على اضرحة المحاربين الذين دافعوا عن اثينا، وقرر مانديلا ان يُكتب على قبره سطر واحد هو : يرقد هنا رجل حاول القيام بواجبه !هكذا اضاف هذا الخالد الى صفاته التواضع ، ولا ادري لماذا تبقى السايكولوجيا بكل ابعادها وتجلياتها الحلقة المفقودة في حياتنا السياسية والاجتماعية، فهي وحدها التي تفتضح المسكوت عنه وتقدم ما يشبه صور الاشعة، لكن ما يدور في اعماق الذات وليس ما يعاني منه الجسد، وهي التي اكتشفت ان خير وسيلة لتنفير الناس من اي شيء هو التكرار والالحاح، وقد ذهب ضحية هذا التكرار المضجر فنانون وكتّاب ورؤساء ايضا!
وذات يوم حين يعثر العرب على هذه الحلقة المفقودة قد يعيدون النظر في معظم ما يتصورون انه من البديهيات !!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :