facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




واقعنا بين الانغلاق والانفتاح


د.فايز الربيع
29-10-2017 10:04 AM

عاش المسلمون في إطار الدولة التاريخية للمسلمين تجربة حضارية، كان احتكاكها الاول مع أكبر حضارتين في ذلك الوقت الحضارة الفارسية والحضارة الرومانية.

حتى عام (٧٠هـ) بقيت العملة ساسانية وبيزنطية وكانت إدارة الدواوين غير إسلامية ، وكانت إدارة الدولة تسير في اتجاه صاعد.

الحضارة الانسيابية هي الحضارة التي تعرف ان لها جذورا ضاربة في العمق ولكنها لا تخشى الحضارات الأخرى. فسجلت حركة الترجمة أبهى عصورها وتم حفظ تراث الأقدمين ، مضافا اليه التجربة الاسلامية.


كانت الحضارة نهرا صبت فيه روافد من حضارات شتى أغنت الحضارة وأبدع كل عنصر بما يستطيع لهذه الحضارة التي لازلنا نقرأ عن انجازاتها وتجلت اكثر ما تجلت في الحضارة الاسلامية في الأندلس ، التي كانت سببا في نهوض الحضارة الغربية وتجلياتها التي قدمت للعالم هي الاخرى إنجازات لا زلنا نتمتع بها.

عندما نقرأ عن المرأة وواقعها نجد منها من عمل في الحسبة وفِي المدينة وفِي زمن عمر بن الخطاب، وكانت المحتسبة بيدها سوط تؤدب به من يخالف في السوق.

كانت المحاربة التي تذود بسيفها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتشارك في الغزوات ، وكانت العالمة والفقيهة و المؤرخة والمحدثة وغيرها.

هذا الانفتاح الذى رافق هذه الحضارة وهذه المجتمعات وبهذه الكيفية هو السبب في وصول الحضارة الى ما وصلت اليه كحضارة إنسانية عالمية مئات الآلاف من الكتب والمخطوطات حفظتها لنا مكتبات العالم.
ولازلنا ننهل منها ونشرحها ونعتمد على متونها.

ثم دارات دورة الحضارة وانغلق المسلمون على أنفسهم، وأصبحنا نتهيب من مجرد البحث والاستقصاء، وأصبحت مشكلتنا، إنزال النصوص المقدسة من القرآن وما ثبت من السنة، منزلة آراء الفقهاء، وهم بشر قدموا في زمانهم ومكانهم بل وتقدموا عصرهم ولكن العصور تتغير والحياة تأخذ مجرى لم تكن تأخذه سابقا، ونريد أن نحافظ على هويتنا وديننا وفِي نفس الوقت نريد ان نتقدم.

ومن هنا نادى البعض بالانفتاح ونحن مع الانفتاح ولكنه انفتاح منضبط لا يقتلعنا من جذورنا فنصبح بلا هوية ونكون كالغراب الذى لم يحافظ على مشيته ولَم يستطع ان يقلد الحمامة.

اخذنا قشورا من الحضارة ولَم نأخذ لبها ، واقف عند ثلاث سُوَر من القرآن الكريم لنقارن حالنا على ضوئها.

الاولى سورة الحديد التي تطلب منا ان نستفيد من هذه المادة في الصناعة ، والثانية سورة الشورى التي تطلب منا مشاركة شعبية في ارساء قواعد الحكم ، والثالثة سورة القلم التي تطلب منا العلم وتقسم بأداته وهو القلم.

وواقعنا أمية على مستوى العالم الاسلامي ، وديكتاتوريات ضاربة أطنابها وتخلف صناعي لا يتناسب مما هو مطلوب منا كفرض كفاية نأثم اذا لم نقم به.

الانفتاح لا يعنى التفريط بالأصول ، وأمامنا دولة الكيان الصهيوني التي جمعت اليهود على أساطير التوراة، وتلقنهم مبادئها صباح مساء ويسعون الى تحقيق ما هو موجود فيها على مستوى الحكم والعلاقات . ونحن نسير في اتجاه التفريط شيئا فشيئا، وكأن العيب في ديننا وليس فينا، الذين لم نحسن التعاطي معه حضاريا وإنسانيا.

نحن مع التواصل والتنوير وأخذ كل ما هو مفيد ، دون اقتلاع ، ودون مجاراة لما يريدون لأنهم لا يريدوننا بكل أشكالنا حتى وإن قلنا اننا وسطيون معتدلون، فالمطلوب ليست الوسطية والاعتدال وإنما المطلوب في مخططاتهم تطرفا يكون سببا في حربنا والقضاء علينا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :