facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إما ان تصوت وإلا ..


د.فايز الربيع
30-12-2017 11:31 AM

كانت هذه العبارة هي فحوى الرسالة التي أراد ترامب - وسفيرته في الامم المتحدة ذات الأصول البنجابية ان توصلها للدول التي ستشارك - ثم شاركت- في التصويت على القرار احادي الجانب الذي تبنته أمريكا بخصوص القدس - المال مقابل الصوت أو قطع المساعدات .

من المعلوم أن أمريكا ليست جمعية خيرية تعطي المال لوجه الله تعالى ، فكل شيء محسوب ، نفوذ سياسي اقتصادي استخباراتي خبراء شركات مواقف - ولعل هذا المدخل قد استفز كثيرا من الدول التي رأت فيه انتقاصا لكرامتها - حتى في العلاقات الشخصية - وفِي أشد حالات الفقر - يأبى الناس مثل هذا التصرف - وقديما قيل ( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها) -

ولكن ماذا بعد من مخاطر لهذا القرار - وكيف يمكن مواجهته - إذ ان الموضوع أعمق وأطول من ان يعالج بسطحية او ببساطة لقد كانت خطة الحركة الصهيونية وهو معروف لكل متتبع - الدولة - ثم القدس ثم الهيكل - وبناء الهيكل جزء من العقيدة الإنجليكانية التي ترى انه مرتبط بعودة السيد المسيح ويؤمن بها عشرات الملايين في أمريكا وتركز عليها دولة الاحتلال.

لقد تم احتلال الارض - والقدس- وقال قادتهم جاء الان دور الهيكل ويقصدون بناءه على أنقاض الأقصى - وهم يجاهرون بيهودية الدولة - وضم الضفة - وهذا يعني اللجوء الى وسائل مختلفة من اجل التهجير والتوطين

ان هذا القرار يعني مرحليا ضم احياء وقرى فلسطينية الى القدس - والاقدام على سحب هويات المقدسيين واعتبارهم سكانا غير شرعيين - ودفن موضوع حل الدولتين - وتكريس عاصمة لدولة محتلة - وتشجيع دول على متابعة تنفيذ هذا القرار - وهذا يعني في حالة القبول به - انطباقه على الضفة الغربية - وأصبح ترامب بشجاعته التي لم يتحلى به غيره من الرؤساء - وخروج الوسيط الحيادي من دائرة المفاوضات - وتحرج الولايات المتحدة - بالتهديد والترغيب - كل من له علاقة بهذا الموضوع من العرب - ويضع الأردن امام تحد كبير اكبر من امكاناته في ظل تقلب التحالفات القديمة ويمثل اختراقا لكل من الاتفاقات التي تم قبولها .

لقد فهم العرب (عملية السلام) انطلاقا من الكلمة الانجليزية (peace process) - بأنها مفاوضات للسلام - بينما فهمها الأمريكان واليهود بأنها ( صيرورة زمنية ) - وهي مفاوضات تشتري الوقت وتثبت الواقع - وتقيم المستوطنات .

اذ علينا اردنيا وضمن المتاحات أن نخلق توازنا في السياسة الخارجية الاردنية مع الدول التي ترفض القرار - وصياغة خطاب وطني جديد ينسجم مع المرحلة والتحديات والتواصل مع الدول التي ترفض القرار - وصياغة خطاب وطني جديد ينسجم مع المرحلة والتحديات والتواصل مع الدول التي ايدت المشروع العربي - وان نختار الميدان الدولي كإحدى ساحات الصراع - والتركيز على الجوانب القانونية لعزل قرار ترامب - والذهاب الى المحكمة الدائمة للشعوب في روما والتي تعمل بشكل مستقل عن سلطات الدول - وتغذية الغضب العالمي ضد اسرائيل وسلوكها العنصري وفضح الادعاء الامريكي انها تعمل من اجل السلام - وهو قرار يتناقض مع ادعاء ترامب بأنه يعمل لمحاربة التطرّف - لان هذا القرار يغذي التطرّف .

لابد من تشكيل خليه من السياسيين والمفكرين والاعلاميين لوضع البرامج ومتابعة التطورات في المواقف فالموضوع اكبر من ان يدار فرديا - ثم مأسسة أدوات الجبهة القانونية والذي تقوم به نقابات المحامين وحقوق الانسان على صعيد المنظمات العربية والإسلامية وتجميع وتوثيق الجرائم الإسرائيلية وترجمتها ونشرها في كتيبات متصلة بكل لغات العالم - وننتبه الى المقولات التي تقول ان الخطر لا يكمن في الكيان اليهودي وإنما في دول اخرى أشد خطرا وذلك لتحويل ميدان الصراع كما لابد فلسطينيا من صياغة مشروع وطني فلسطيني يتوافق مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني موظفا الرفض العربي والإسلامي للقرار ، وانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة على الارض - واحياء الخيارات الاخرى للشعب الفلسطيني بما فيها خيار الانتفاضة ودعم صمود المقدسيين بخاصة في القدس من خلال احياء صندوق القدس - وإحالة اسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية - وحث دول العالم على الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس والبناء على قرارات منظمة التعاون الاسلامي - ودعم الاردن في موقفه الصلب والرافض - وإعادة الاعتبار فكريا من خلال المناهج والإعلام للقضية الفلسطينية - ووضع خطة واضحة المعالم ومجدولة زمنيا - تشمل القمة العربية والإسلامية - ودعم انشاء جبهة وطنية فلسطينية جديدة عابرة للفصائل والمنظمات - ضمن المشروع الفلسطيني الجامع
ان النملة اذا تحركت واصطدمت بصخرة لا تستطيع اختراقها ، تفكر في تغيير مسارها لتصل الهدف - فهل تكون النملة اذكى منا - اذا أردنا أدوات جديدة لابد ان يحملها من يؤمنون بها - ولا يغيرون جلدهم حسب لون الطبيعة - ومقتضيات الحال - لقد وضعت الصهيونية أهدافها وغيرت في اساليبها ولكنها بقيت ثابتة عليها - لان هناك من يؤمنون بتطبيقها . لقد أُكل الثور الابيض - فلا ننتظر ان يتم اكلنا بعد الانتهاء من اكل الثور الأبيض.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :