معرض يجمع بين الفنون الإسلامية والمعاصرة في القاهرة
02-01-2018 03:38 PM
عمون- في قاعة ثلاثية الأضلاع امتلأت جدرانها باللوحات الفنية وشغلت حيزاً من الفراغ فوق أرضيتها طاولات مختلفة الأحجام وُضعت فوقها تماثيل ومنحوتات، سُلط من ارتفاع بسيط ضوء أكسب المعروضات بهاء جعلها «تتحدث» عن نفسها.
استطاع الفنانان التشكليان محمود مرعي وتامر رجب مزج الفن المعاصر بالفنون الإسلامية من خلال أعمالهما من لوحات ومنحوتات عرضت في القاعة الفنية في فندق إنتركونتيننتال القاهرة أخيراً.
وعبّرت اللوحات التي رسمها مرعي عن التحرّر من النمط التقليدي للفنون التشكيلية مع الحفاظ على روح الأصالة الذي استمدها من شارع المعز (أشهر الشوارع في القاهرة بناه المعماري الإسلامي جوهر الصقلي في عهد الخليفة المعز ومسجل في تاريخ الآثار العالمية)، وامتزجت بالمعاصَرة على نحو أعاد الروح إلى الفنون الإسلامية.
ويعود المزج بين الإصالة والمعاصرة في أعمال مرعي إلى دراسته المتخصصة في كلية التـــربية الفنية في جامعة الأزهر- القاهرة، إذ يتبع نهج الفـــن الإسلامــــي في معظم أعماله الفنية ممزوجاً بالمعاصرة، لكنه يقدم العمل في قالب فني مختلف وفق رؤية حديثة.
وقدم رجب منحوتات تكشف وجوه أشخاص من عصور الخلافة الإسلامية، وقد برع في استخدام الإزميل والمطرقة لابتداع فن معاصر رفيع المستوى. كما أنه معروف بين الفنانين الذين يستخدمون الورقة وقلم الرصاص في نسج وجوه أبطال الأعمال قبل الشروع في نحت الشخصية، وهو ما يعرف في مجال الفنون التشكيلية بالتخطيط للرسم التحضيري للنحت الذي يبرر تنفيذه قبل بناء النموذج النحتي، أو بمعنى آخر درس الفكرة نظرياً ثم كسر عناصرها وتحديدها.
يذكر أن المتاحف العالمية تحتضن العدد الأكبر من القطع الأثرية للفن الإسلامي المتناثرة معظمها في العالم الغربي، أبرزها متحف اللوفر في فرنسا ومتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك ومتحف فكتوريا أند ألبرت في لندن والمتحف البريطاني.
وشهـــد متحـــف الفــن الإسلامي في منطقة باب الخلـــق في وسط القاهرة الاحتفال بمرور 114 سنة على افتتاحه في 28 كانون الأول (ديسمبر)، وسط نشاطات وجولات إرشادية نظمت لزواره، أبـــرزها إقامة معرض بعنوان «القدس لنا»، وعـــرض لوحات للمرة الأولى تتضمن شروحاً للمكفــوفين بطريقة برايل تضم 50 قطعة، وتنظيم حفــلـــة موسيقية لفرقة النيل للإنشاد الديني وفــرقــة النيل للآلات الشعبية في حديقة المتحف. (الحياة)