facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أنقذوا الأرشيف الملكي الهاشمي في التلفزيون


15-03-2009 02:31 PM

لم يعد بالإمكان السكوت ... على ما يجري لثروتنا الوطنية ؛ من الأرشيف التلفزيوني وخاصة الملكي في تلفزيوننا الاردني العتيد ، الذي أصبح في آخر قائمة المهنية والحرفية على مستوى العالم ، إذ كان في مقدمة الاهتمام الرواتب الخيالية التي وضعها المسؤولون في التلفزيون لأنفسهم دون غيرهم من صغار الموظفين ، ومعظمهم ممن يحملون عبء العمل على أكتافهم من سنين طويلة ، حيث تفوق رواتب هؤلاء بكثير رواتب الوزراء ، ولم لا فثروتنا ومال دولتنا اصبحت على ما يبدو كزيتون برما كما وصفه عرار.
كنا سابقا في تلفزيوننا حتى بداية التسعينات في المقدمة مهنيا وفنيا ، كنا القدوة دون منازع ، كنا الرواد ، والمبدعون ، كنا المهنيون ، كنا حملة الرسالة الإعلامية ، كنا المنتجون ، وأصبحنا اليوم عالة على غيرنا ،كنا الأكثر سماعا ومشاهدة من بين المحطات الاخرى ، كنا من علم الآخرين العمل الإعلامي ؛ فقد أسس شبابنا المهنيون تلفزيونات وصحف وإذاعات العديد من الدول ، كنا الخبراء في المهنة ، فأصبحنا الخبراء في اللا مهنية ، هذا حال تلفزيوننا منذ نحو عشر سنوات في ظل مجلس إدارته النائم واللا معني به ، وفي ظل التعيينات العشوائية للمدراء وربما (التنفيعية) في كثير من الأحيان ، لمن هم ليسوا من حقل الإعلام وميدانه ، فكانت النتيجة وبالا على إعلامنا التلفزيوني الرسمي .
ويبدو وربما ان المسؤولين في تلفزيوننا الوطني لا يعون معنى ان يكون للوطن ذاكرة ممتدة ، وارث معلوماتي ، وثروة أرشيفية لا تقدر بثمن ؛ في عصر أطلق عليه المختصون عصر المعلوماتية والانفجار المعلوماتي ، فبات المسؤولون في التلفزيون يتفننون في قتل الانجاز ، والقضاء على الثروة الحقيقية لتلفزيوننا ، التي شكلت نتاج عمل التلفزيون منذ ان أسس عام 1969 الى اليوم ؛ من أجهزة وكادر وظيفي وإنتاج وبث ، أي قيمة أرشيفنا التلفزيوني المادية تقدر بكل ما كلفه التلفزيون من مال على خزينة الدولة الأردنية منذ ان أصبح لنا محطة تلفزيون الى الآن ،أما المعنوية فلا تقدر بثمن مادي على الإطلاق .
المسؤولون عن الإعلام في حكومتنا الرشيدة والمسؤولون عن التلفزيون في تلفزيوننا البائس ، لم يعرفوا معنى ان يكون تلفزيوننا دون ثروة حقيقية من الأرشيف ، ودون إدارة فاعلة لموجوداته من المخزون المعرفي لتطويره وصيانته والحفاظ عليه لقيمته التي لا تقدر بثمن ، وقد تكلف تلفزيوننا مبالغ طائلة في اقتناص اللقطات الأرشيفية الهامة ؛ فقد سبق ان قام التلفزيون الاردني بشراء 25 ثانية أرشيفية من أرشيفنا الملكي الهاشمي من (بي. بي. سي) بحوالي 1700 دينار على سبيل المثال ، وفي الوقت نفسه باعت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون العديد من المواد الأرشيفية والبرامج الوثائقية للعديد من المحطات ، ومنها تلفزيون قطر الذي حصل على أرشيف محاكمات (المهداوي) التي حدثت بعد انقلاب عبد الكريم قاسم في العراق من الأردن ، كما ان إذاعتنا وتلفزيوننا يضم العديد من البرامج والأحاديث والوقائع للإحداث والحروب ، ومنها برامج هامة كانت موجهة ضد الأردن من بعض الدول الشقيقة ودولة الكيان الصهيوني منها برنامج ( اسمع يا حسين ) وبرنامج ( أكاذيب وحقائق ) وغيرها ، وقد كاد هذا الأرشيف ان يكون وقودا للمحرقة في مكب النفايات لولا بعض الخيرين والغيورين من أبناء بلدنا .
كنا قبل ان تقوم الحكومة بالتعديل الأخير نظن أنها ستضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، كما كنا نسمع دوما في ذاكرتنا الشعبية ، ظننا ان الوزير الذي فشل فشلا ذريعا في الإعلام وخاصة إعلامنا التلفزيوني ... ظننا انه لن يكون على قائمة الوزراء الجدد في التعديل الأخير ، فوجدناه يتسنم مسؤولية اخطر من الإعلام ألا وهي شؤون وطننا الخارجية وعلاقاتها مع العالم ... مع انه لم يتمكن ان يصيغ أسلوبا مهنيا للعمل الإعلامي ، ولا ان يدير دكاكين الإعلام التي استحدثت وفصلت لفلان وعلان ، والتي سرعان ما ذابت بعد ان جنى حراسها محصولهم ، وغادروا مواقعهم ، أو أطيح بهم لفشل مؤسساتهم ، وبات عودة وزارة الإعلام مطلبا على مستوى الوطن .
لا ندري كم تعاني مؤسساتنا من حراسها ؛ فصرنا نخاف عليها من حماتها ، فلم يعد بالإمكان السكوت على ما يجري في تلفزيوننا من تدمير لثروته الوطنية وانجازه وقدرته على التحدي ومواكبة العصر والارتقاء الى مستوى فكر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي أعلن أكثر من مرة ان إعلامنا ليس بالمستوى المطلوب وكأنما الحكومات لم تلتفت الى ما قاله جلالة الملك في كتب التكليف حول الإعلام الوطني الذي يعتبر صوت وصورة جلالة الملك والوطن .
أرشيفنا التلفزيوني الضخم يقبع من زمن طويل في (بركس) من الزينكو كان أقيم أصلا ليكون مدهنة لقسم الديكور ، قبل ان يبدع المسؤولون في التلفزيون في اختياره كأفضل مكان للأشرطة التلفزيونية والأرشيف الوطني وخاصة الملكي . فهم لم يفكروا من جانب مصلحة التلفزيون وبالتالي مصلحة الوطن ، فرأوا ان يحيلوا المدهنة الى مكتبة .
وعندما عدت أنا شخصيا الى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في عام 2003 ، وأصبحت في زمن المدير العام نارت بوران مسؤولا عن المكتبات والتوثيق ، كان حريق أستوديو واحد المتعمد ربما سببا رئيسيا في رحيل هذا المدير ، فجاء المدير أيمن الصفدي ثم المدير د.محمد الصرايرة ، وكان الحمارنة صاحب فكرة ( إعادة الانطلاق ) للتلفزيون ، والتي كانت انطلاقة من الأعلى الى الأسفل ، أدت الى تدهور هذه المحطة خاصة مع مجيء المدير العام السابق فيصل الشبول الذي فشل في إدارة التلفزيون ، إلا انه وللحقيقة تمكن من إعادة جهاز لنقل الأشرطة 2 أنش الذي كان قد اخرج بطريقة أو بأخرى من التلفزيون الى المنطقة الإعلامية الحرة استعاره منهم لنقل أرشيفنا وتحويله الى الأشرطة والأوعية الحديثة للحفظ ، أما رئيس مجلس الإدارة د.صبري اربيحات فلم يربح القدرة على العمل في هذا الجهاز الخطير ، و لم يستطع ان يعمل شيئا لتحسين العمل التلفزيوني .

نعود لأرشيف تلفزيوننا لا بل لثروتنا الوطنية ، فقد كنت منذ ان تسلمت المسؤولية في المكتبات في التلفزيون قد عملت على تفعيل دورها المهني ، وإعادة صياغة دورها الفني تصنيفا وفهرسة وتكشيفا واستخلاصا ونقلا وحفظا واسترجاعا ، ومحاولة حل مشكلة المكان ببناء سدة معدنية في مبنى محمد كمال ، تحولت بحمد الله بجهود مدير الهندسة والمهندس فيكتور البهو لتصبح فكرة انتهت ببناء مبنى صغير للأرشيف كان المبلغ المخصص لتنفيذه قد حول إليه بعد القناعة من المدير العام أيمن الصفدي وبدعم من منسقة مشروع ((capmed ارشيف حوض المتوسط هالة زريقات ، بضرورة إيجاد مقر دائم للأرشيف ، بعد ان حصل الأرشيف على معدات وحواسيب وسيرفرات وتدريب وأجهزة نقل من مشروع أرشيف حوض البحر المتوسط فقمت مع العاملين في الأرشيف والمكتبات بمتابعة موضوع المبنى الى ان أنجز محاولين تأثيثه والانتقال إليه ، قبل ان تتجه الأنظار إليه لإشغاله مكاتب (لطق الحنك) لا مكانا للعمل الذي أسس من اجله .
وكنا قد اعددنا العدة فعلا للسيطرة على المقتنيات الأرشيفية الضخمة وتنظيمها ، والبدء فورا بنقلها من شكلها القديم خاصة السينما الى شكلها الحديث قي أشرطة البيتكام والأوعية المتطورة عالميا والسيرفرات ذات القدرة العالية ، ومنها واحد لا يزال يقبع في غرفة نقل الأرشيف من سنين حصلنا عليه كهبة من أرشيف حوض المتوسط ، لا يزال باق في مكانه بانتظار انتهاء العمل في مبنى الأرشيف لينتقل الى الغرفة العليا الشرقية من المبنى الجديد ، الذي قام المسؤولون في التلفزيون باحتلال الطابق السفلي منه والمخصص للأرشيف الملكي الهاشمي ، وتحويله الى وحدات مونتاج ، فهل عجز التلفزيون بملايينه ان يبني مكانا لوحدات المونتاج ؟ ام هي النية السيئة في التخلص من ارشيف الوطن ؟ لقد كان في الطابق الثاني مكان للسيرفرات التي من المفروض ان تربط مع غرفة البث مباشرة لتصبح المكتبة مباشرة (on line) وسمعت ان المسؤولين في الإعلام الرسمي زاروا المكان واقترح بعضهم ان يصبح المبنى مكاتب للمدير العام ، ولا اعرف ان كان ذلك على سبيل التندر ام هي الحقيقة ( الكارثة ).
كنا نخطط ونرسم الطريق وبدأنا العمل في نقل الأرشيف وإدخال الحاسوب في العمل ، ثم أصبحت مستشارا بالإضافة الى وظيفتي مراقبا عاما للمكتبات والتوثيق ودون مخصصات ورواتب ، لأنني لم أكن من ( مسامير الصحن ) للمدير العام السابق لعدم مهنيته وفشله في الأداء ، كل ذلك قبل ان يزرنا رئيس الوزراء المعروف آنذاك أي عام 2007 ، الذي ما ان عرف ان هناك موظفا ملفه نظيف جدا ومواظب ، وفي السنة الخامسة من الدرجة الخاصة ومن عشيرة تمت لدولته بصلة ، فكان ان أراح مدير عام التلفزيون منه ، حتى لا يقال ان موظفا في عهده من القبيلة التي ينتمي إليها هذا الرئيس اسميا ، قد أنصف أو بقي في مكانه بعد ان انتقد بعض التصرفات وأشار الى بعض قضايا الفساد في المؤسسة ، فأراد ان يثبت ـ ولا اعرف لمن ـ فهو الرجل الثاني في دولتنا أراد ان يثبت مقدرته على التخلص من اقرب الناس إليه ليعين جيشا من المستشارين في الرئاسة يزيد عن المائة . هذه الخطوة بإبعادي عن الأرشيف التلفزيوني أفشلت كل مشاريع تطوير الأرشيف التلفزيوني وبددت الآمال لتحويله الى مركز هام من مراكز الثقافة والمعلوماتية ، مع ان في من تحمل المسؤولية بعدي وبموظفي الأرشيف بشقيه الإخباري والبرامجي فيهم المقدرة والمهنية لإتمام العمل لولا العراقيل ، وأصبح الأرشيف مأكلة ومطمعا لكل متسلق وكل منتفع ينتسخ منه ما يشاء الى حيث ندري أو لا ندري وكل يجر النار الى قرصه والانتفاع على ظهر موظفي الأرشيف والانتقاص من قيمة أرشيف الوطن .
آن الأوان ان يلتفت المسؤولون في الحكومة وفي التلفزيون الى أرشيفنا التلفزيوني والإذاعي ، وان يصان ويحفظ ، ويوقف السيل الجارف لاستنزافه وتوزيع نسخ منه لمن هب ودب ، لحصد الأوسمة والجوائز ربما والمكافآات بجهود ليس لهم وبمال للوطن وليس لمن ادعى بذلك .
وأخيرا أقول الإحداث تصنعها الإنسانية والكلام يصنعه التاريخ ، والحقيقة تصنعها الوثائق ، وقد ارتبط الزمن والروح بشكل ودي وحميم ، ليصنع أرثا خلدته لنا دور الأرشيف .
أنقذوا وأغيثوا أرشيفنا التلفزيوني واخرجوه من (بركس الزينكو)، فهل من مغيث ؟ ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :