لقد ثبت ان هذا المجلس ضعيف اداريا وليس فقط رقابيا وتشريعيا.

في العرف البرلماني ، لا تقدم مذكرة حجب الثقة عن الحكومة الا اذا كان النواب ضامنون للاطاحة بالحكومة.

وهذا ما حصل مع حكومة طاهر المصري حيث استقالت حكومته عندما استشعر انها سوف تسقط تحت القبة.

البرلمان السادس عشر ايضا اخطأ نفس الخطأ عندما تقدم بمذكرة حجب الثقة عن حكومة د عبدالله النسور وكانت النتيجة ان حصلت الحكومة على الثقة مرة اخرى.

من ناحية ثانية، وافق النواب المحترمون على الموازنة المقدمة من الحكومة قبل عدة جلسات بما تضمنته من رفع للدعم عن سلع وفرض ضرائب على اخرى وهذا يعني منح الثقة للحكومة على خطتها المالية التي تمثل برنامجها الاقتصادي للعام القادم وملامح اقتصادية للاعوام التي تليها ان قدر لها البقاء على سدة ااولاية العامة.
بالتالي كان من السذاجة طرح الثقة بالحكومة بعد ان تم منحها اياها قبل عدة الجلسات، هذا اذا ما علمنا ان السبب الرئيس لطرح الثقة هو السياسة الاقتصادية القائمة على الجباية بموجب الموازنة التي وافق عليها السادة النواب في جلسات سابقة
والحال كذلك، اعتقد اننا امام مجلس لا يمكن وصفه الا بالفاشل اداريا بعد ان فشل رقابيا وتشريعيا.

ولا يمكن ان نفهم من تلك الزوبعة الا رغبة من بعض الحاجبين في استمالة قواعدهم بعد ان لاحظوا الغضب العارم والسخط الجارف من تلك القواعد.
لذلك نقول لهذا المواطن المكلوم عليك بتحمل هذه الحكومة وهذا المجلس لغاية اكمال المدة المقررة لان صاحب الشان بات متيقنا من التوافق التام بين الحكومة والمجلس ولن يقدم على اي قرار بتغيير او حل اي منهما
ولاننا لم نتعظ على مدى عقود خلت فانني اراهن على عودة معظم النواب الحاليين للمجلس الثامن عشر والعشر طعشر عشرعلى ايدي السحيجة ما لم نغير ثقافتنا الانتخابية.

فهنيئا للحكومة الثقة الثالثة وحظا اوفر للنواب، وانت اخي المواطن عليك التعايش مع هذا الخازوق ومحاولة الاستمتاع به قدر المستطاع، بشرط ان
تتعظ من كل ما جرى؟!