عمون - واصلت الفعاليات الرسمية والشعبية في المملكة احتفالاتها بالذكرى الـ50 لمعركة الكرامة الخالدة "اليوبيل الذهبي" ويوم الأم.

في عمان اقام صرح الشهيد، احتفالاً بمناسبة اليوبيل الذهبي لمعركة الكرامة، تخليداً لتاريخ عابق بالبطولات والتضحيات التي سطرها أبطال الكرامة.

وقال مدير عام الصرح، المقدم أحمد الدروع،:" إن هذا اليوم الوطني الذي نحتفل فيه ليس مجرد احتفال عابر فقط، وإنما يعكس حالة الانتماء والإهتمام الكبير بالإنجازات والإنتصارات التي حققت، واستذكاراً لانتصار حققه جنود الجيش العربي بقيادة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه".

وأكد أن يوم الكرامة علامةً فارقةً دافع فيه أبناء القوات المسلحة عن شرف الأمة العربية، وبث الأمل في النفوس، وكان يوماً تشهد فيه جميع القلوب الحرة.

واشتمل الحفل، الذي شارك فيه عدد من مرتبات القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية، على عروض لعدد من الآليات والأسلحة وعروض عسكرية مختلفة، بالإضافة إلى عرض لأفلام تاريخية وصور تتحدث عن قصص المعركة الخالدة وفقرات ثقافية متنوعة.

من جهة أخرى، عقد حزب الوسط الإسلامي-فرع عمان، ندوة بعنوان "في ذكرى معركة الكرامة" استضاف خلالها أحد أبطالها وجرحاها الفريق الركن المتقاعد فاضل علي فهيد وأدار الندوة عضو الحزب أ.د.محمد الرواشدة عميد كلية الشريعة في جامعة مؤتة.

واستذكر الفهيد يوم الكرامة الذي فكك فيه الجيش العربي الأردني الباسل أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وألحق به الهزيمة بفضل صمود أبناء الجيش العربي ومحاربيه وتضحية الشهداء البواسل الذين دافعوا باستماتة عن ثرى الأردن وفلسطين رغم شُح الإمكانات وقتها، وإصرارهم على النصر أو الشهادة نابعاً من إيمانهم بعدالة قضيتهم، مشيرا إلى الحيثيات العسكرية والسياسية التي ساعدت في رسم ملامح تلك المعركة.

وتحدث رئيس الدائرة السياسية في الحزب الدكتور هايل داود، عن أهمية إحياء يوم الكرامة في قلوب الأردنيين وأن المفاخرة بهذا اليوم هو حق مشروع لهم، فهم الذين قدموا الشهداء من أبنائهم وإخوانهم وأهليهم للدفاع عن الأرض والمبادئ، وليس فقط بالكرامة بل منذ عام 1948م ومروراً بيوم الكرامة ومعارك الاستنزاف.

من جهة أخرى، أقامت مديرية التربية والتعليم للواء القويسمة حفلاً اشتمل على العديد من الفعاليات التربوية والفنية المعبرة عن معركة الكرامة ويوم الأم، بحضور مدير الشؤون التعليمية الدكتور محمـد الجبور ورؤساء الأقسام والمشرفين التربويين ومدراء ومديرات المدارس، ورئيس وأعضاء مجلس التطوير التربوي وأولياء أمور الطلبة.

وفي نهاية الاحتفال قام راعي الحفل مدير التربية والتعليم هايل الدعجة بتكريم طلبة الثانوية العامة الحاصلين على أعلى المعدلات، وكذلك تكريم المعلمين الذين حصل طلبتهم على أعلى المعدلات وتكريم المدارس التي حصلت على أعلى نسبة نجاح في كافة الفروع في حفلً أقيم على مسرح مدرسة أم قصير والمقابلين الثانوية بنات.

وأكد الدعجة أن معركة الكرامة معركة تاريخية سطر فيها جيشنا العربي أسمى معاني البطولة والتضحيات.

من جهة أخرى، كرمت وحدة ذوي الإعاقة في أمانة عمان، اليوم الأحد، أمهات من ذوي الإعاقات المختلفة بمناسبة يوم الأم، في حفل أقيم في مركز الحسين الثقافي.

وقال المدير التنفيذي للشؤون الإجتماعية والرياضية، المهندس عبد الرؤوف الروابدة، إن الأمانة تستوعب عددا من العاملين من ذوي الإعاقة بشقيها الإداري والفني وفي كافة دوائرها ومناطقها، وإنها تتواصل مع كافة الجمعيات والمؤسسات ذات العلاقة والإهتمام بقطاع ذوي الإعاقة وتلتزم بتشريعات حق المعاق بالعمل والعطاء.

وقالت مديرة الوحدة، خديجة النسور، إن أمانة عمان تحرص ومن خلال وحدة ذوي الإعاقات على القيام بدورها المجتمعي الذي يعتبر انعكاساً لرؤاها في التفاعل الإجتماعي وتعبيرآ عن وشائجها الرابطة للمجتمع الأردني والأسرة الواحدة.

وأضافت أن تكريم أمانة عمان لعدد من الأمهات اللواتي مارسن الأمومة رغم الإعاقة يأتي في إطار محور التنمية المجتمعية.

وفي الرمثا، زار وفد من عمادة شؤون الطلبة ودائرة تنمية المجتمع بجامعة العلوم والتكنولوجيا، اليوم الأحد، إحدى وحدات حرس الحدود على الواجهة الشمالية بمناسبة ذكرى معركة الكرامة؛ حيث كان في استقبالهم قائد كتيبة حرس الحدود وعدد من كبار ضباط الكتيبة وجنودها البواسل.

واستمع الوفد إلى إيجاز عسكري قدمه قائد الكتيبة حول طبيعة المهام والواجبات التي تقوم بها تشكيلات ووحدات حرس الحدود، إضافة إلى التجهيزات المتطورة التي يستخدمها جنود الجيش العربي بهذه المواقع، وعن أهمية المنطقة وطبيعتها من الناحية الجغرافية والاستراتيجية.

وأشاد عميد شؤون الطلبة بجامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور عوني العتوم، بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه وحدات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، إضافة إلى المعنويات العالية التي يتمتع بها ضباط الجيش وأفراده البواسل.

وبين العتوم أن القوات المسلحة ستبقى القلب النابض للوطن وسياجه المنيع، وأنها قدمت وستقدم الغالي والنفيس في سبيل تحقيق أمن الوطن واستقراره والذود عن كرامة أهله، وخير شاهد على ذلك قوافل الشهداء الذين تزين أرواحهم سماء الوطن وتروي دماؤهم ثرى الأردن الذي يفوح بعبق المجد ومعاني الحرية.

وقدمت فرقة فلكلور الجامعة عروضا فنية نالت إعجاب ضباط وضباط صف وجنود كتيبة حرس الحدود على الواجهة الشمالية.

وفي نهاية الزيارة، تم تبادل الدروع بين كتيبة حرس الحدود والجامعة، كما تم تقديم الهدايا من قبل الجامعة لمجموعة من منتسبي كتيبة حرس الحدود الأبطال.

وفي اربد، احتفلت مديرية التربية والتعليم في عدة مدارس تابعة لها بذكرى معركة الكرامة.

وأكد المتحدثون أهمية معركة الخالدة بتشكيلها نقطة تحول كبيرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وإعادتها للروح المعنوية للأمة العربية بعد حالة من الإنكسار ووضع حد للأطماع الصهيونية في التمدد وفرض الشروط الإسرائيلية لأي تسوية مقبلة.

وأشاروا إلى الروح المعنوية التي سادت في المعركة وبثتها القيادة الحكيمة للمغفور له جلالة الملك الحسين في نفوس نشامى القوات المسلحة الاردنية –الجيش العربي والتفاف الشعب حولهما فكان النصر المؤزر، رغم فارق الإمكانات والعدة والعتاد والأسلحة ليثبت الأردنيون أنهم، بقيادتهم وانتمائهم النقي لتراب الوطن الطهور، قادرون على رد العدوان وتجاوز الصعاب والتحديات.

وأشادوا بالإنجازات التي حققها الاردن في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني والتي ما كانت لتتحقق لولا حمايتها والحفاظ عليها من قبل المؤسستين العسكرية والأمنية وأبناء الوطن المخلصين ووصفوا ميلاد جلالته بأنه موعد مع الوعد أن يمضي الأردنيون بحنكة قيادتهم نحو معارج التقدم والرقي والازدهار والنماء.

وتضمن الاحتفال فقرات فنية وشعرية عبرت عن الولاء والإنتماء للوطن والقائد.

وفي عجلون، احتفل منتدى الأرقم الثقافي، اليوم الأحد، في بلدة الهاشمية بذكرى معركة الكرامه الخالدة.

وأكد مدير ثقافة عجلون، سامر فريحات، على المعاني التي تجسدها معركة الكرامة، مشيراً إلى أن مسيرة الدفاع عن الوطن والمقدسات هي ثقافة لدى جميع أبناء الوطن، فالكل مسؤول عن ذلك وهذا الجيل يقع على عاتقه جزء من هذه التحديات التي تواجه وطننا الغالي.

وقال رئيس المنتدى، الدكتور عقله القواقنة، إن ذكرى معركة الكرامة سطرت عبر التاريخ صفحات تروي قصص الشهداء الذين دافعوا بأرواحهم ليبقى الوطن ساحة أمن وأمان، مشيرا إلى أن جلالة الملك الحسين رحمه الله كان الملهم لجنده يمدهم بالعزيمة والإصرار لدحر العدو عن تراب هذا الوطن.

واستعرض الأكاديمي، الدكتور راكز الزعارير، مكانة معركة الكرامة عبر التاريخ المعاصر والآثار المعنوية التي تركتها في نفوس أبناء الوطن.

واشتمل الحفل على كلمات تتحدث عن الشهداء ألقاها أبناء الشهداء وهم العميد المتقاعد هاني القواقنة وشوكت ناصر الغرايبة، وكلمة باسم المجتمع المحلي قدمها رئيس بلدية الشفا، ابراهيم الغرايبه، وكلمة باسم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ألقاها العميد المتقاعد محمد سليمان الزعارير وكلمة عن الأسرة التربوية قدمها عضو نقابة المعلمين أيمن الربابعه وكلمة لرئيس المجلس المحلي في بلدة حلاوة محمود سحاحلة، مشيرين فيها إلى كل تفاصيل معركة الكرامة؛ التاريخ الزمان والمكان والمحاور التي جرت فيه المعركة الخالدة.