عمون – محمد الخوالدة

لم ينل وادي الموجب او وادي 'ارنون' في العهد الروماني رغم غناه التاريخي والطبيعي الفريد وشهرته العالمية بحسب الباحثين والرحالة الذين زاروا المكان عبر تاريخه الطويل مايستحقه من عناية ليكون رافدا حقيقيا للمنتج السياحي الوطني ،

المطالبة باستثمار وادي الموجب سياحيا ليس مطلب سكان المنطقة الباحثين عن تنمية منطقتهم وتوفير فرص العمل لابنائهم او غيرهم من المهتمين بامر التنمية السياحية في الكرك، بل هو ايضا مطلب كافة الادلاء السياحيين الذين يرافقون الافواج السياحية القادمة باتجاه جنوب المملكة حيث تحرص هذه الافواج لعلمها بالاهمية التاريخية والغنى التضاريسي لطريق وادي الموجب او الطريق الملوكي سابقا على المرور عبرهذا الطريق الذي يربط بين محافظتي مادبا والكرك، بل حتى بعض السياح الاجانب انفسهم يلفتون الى ان "الطريق الملوكي" يفتقد للكثير من الخدمات السياحية التي تتناسب وروعة المكان واطلالاته الخلابه وملامحه المبهرة .

كل اولئك يطلبون باعادة تاهيل هذا الطريق الذي يبهر النظر بمنعطفاته الحادة وانحداراته الشديدة وبالوادي السحيق الذين تمر الطريق على حافته ، وذلك من حيث توفير الخدمات السياحية في المكان وتخضيره ليكون المرور عبره ممتعا ومؤنسا بدل تلك الجرود الجبلية الجرداء القاحلة .

يقول ادلاء سياحيون يفتقد الطريق الملوكي لاية خدمات سياحية رغم ابهاره لكل من يمرمن خلاله خاصة في المسافة الممتدة بين مطليه الجنوبي والشمالي ، مايعني الحاجة وفق اولئك الادلاء الى ايجاد استراحتين سياحيتين ، فيما يحتاج المكان ايضا بحسبهم الى احداث لمسات جمالية تشجيرا وتخضيرا، فالوادي كما يقولون مليء بالاطلالات البديعة والمتميزة والتي اضاف اليها سد الموجب المنشأ حديثا ميزات اخرى مايغري هواة التصوير والباحثين عن التمتع ببهاء الطبيعة ، اذ الاطلالات البديعة المفضية غربا حيث مشارف البحر الميت ، ويتساءل الادلاء السياحيون اليس بالامكان ادخال خدمة السلال الكهربائية المتحركة (التلفريك) التي تتنقل بك من مشهد جميل الى اخر اكثر جمالا.

وينقل الادلاء السياحيون اياهم عمن يرافقونهم من الافواج السياحية انتقاد السياح الاجانب للحالة التي عليها وادي الموجب والطريق المار عبره ، اذ يرى اولئك

ان جمالية المكان وروعة مشاهده تستدعي ولو قدرا بسيطا من الاهتمام به ، فهو برايهم لايخلو فقط من وجود استراحات سياحية بل يخلو ايضا من اية مساحات خضراء او حتى من اطلالات لمشاهدة مختلف زوايا واركان الوادي الساحرة.

ان من شان الاهتمام بوادي الموجب وابرازه سياحيا من وجهة نظر مهتمين بالشان السياحي توفير مقومات السياحة الداخلية والخارجية اليه مايخلق براي هؤلاء ثقافة اقتصادية مختلفة لسكان المنطقة ويوفر فرص العمل للباحثين عنها .

ومطالب المهتمين بالشان السياحي لاتقتصر على منطقة الوادي فقط بل في جزء الطريق الملوكي المار من خلال تجمع قرى العمرو وجبل شيحان الشهير باطلالاته الملفتة الى حيث المشهد ولو عن بعد للشاطىء الشرقي للبحر الميت وحيث مدينة القدس الشريف بكل تفصيلاتها الليلية وحيث ايضا بلدات الربة والقصر باثارها الرومانية المهملة التي اضحت مجمعا لنفايات المجاورين والاوراق والاكياس البلاستيكية التي تذروها الرياح .

فيما يلفت المهتمون بالشان السياحي ايضا الى ان سد الموجب اصبح يستقطب الكثيرين من هواة صيد الاسماك التي قالوا انها تتوفر بكثرة في مياه السد ، ويقترح هؤلاء ايجاد كفتيريات او مطاعم صغيره تتولى صيد الاسماك وطهوها وتقديمها طازجة للمستهلك مما يشجع السياحة الداخلية للمكان سواء من داخل محافظة الكرك او من خارجها.