عمون - قال وزير البيئة الدكتور نايف حميدي الفايز إن الوزارة لن تتوانى عن دعم أي مشروع تعديني خصوصا في منطقة ضانا إذا ثبتت جدواه الاقتصادية بالأرقام ومحافظته على البيئة.

جاء ذلك خلال مداخلة للفايز في لقاء حواري نظمته جمعية إدامة للطاقة والبيئة والمياه، اليوم الاثنين تحت عنوان "التعدين وحماية الطبيعة"، بمشاركة رئيس مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة المهندس خالد الإيراني ورئيس سلطة المصادر الطبيعية سابقاً الدكتور ماهر حجازين، وأدار الجلسة رئيس مجلس إدارة شركة النميرة للأملاح المختلطة الدكتور معن النسور.

وقال إن الحكومة هي اللاعب الرئيس في إنفاذ اجراءات التخفيف من آثار التعدين بمحمية ضانا، لكنها ليست الوحيدة في إشارة الى دور القطاع الخاص، مؤكدا أن محمية ضانا لها مكانة خاصة ما يستدعي تفهُّم القيمة الحقيقية للتعدين وواجب الحكومة النهوض بالمجتمعات المحلية في الجنوب.

من جانبه قال الإيراني إن الرفض ليس للاستثمار في التعدين، وانما هو للتعدين داخل المناطق المحمية، مطالبا بجهات محايدة لإعداد دراسات دقيقة حول الجدوى الاقتصادية للعملية التعدينية تدرس أيضا الآثار البيئية والاجتماعية في مناطق الاستثمار بالتعدين.

وبين الإيراني أن الأردن يحتوي على ما نسبته 1 بالمئة من النباتات في العالم، فيما تحتوي محمية ضانا بالتحديد على 3 أنواع نادرة تتواجد فقط في المحمية و900 نوع مختلف من النباتات.

وقال الإيراني إن محمية ضانا تعد من أكثر المحميات المتنوعة حيوياً مقارنةً مع المحميات الطبيعية في العالم، كما ورد في تقارير وكالة اليونسكو، كما أنها توفر فرصا اقتصادية للمجتمعات المحلية عبر السياحة البيئية.

من جهته، بين حجازين أنّ مساهمة قطاع التعدين متقاربة مع القطاع السياحي، حيث يساهم قطاع التعدين بما نسبته 8 بالمئة من الناتج المحلي، مؤكدا ضرورة وضع معايير بيئية ومجتمعية وإطار عام للصحة العامة والبيئة تضمن التزام المستثمرين فيها للحفاظ على الطبيعة.

واكد الحاجة للاستثمار لتعزيز فرص التنمية في مناطق الجنوب، مستعرضا العوائد المتحققة من الاستثمار بقطاع النحاس في محمية ضانا وتقدر قيمتها بحوالي 4ر7 مليار دولار تعود على الحكومة بما مقداره من 25 الى 30 مليون دولار سنويا.

وأشارت مداخلات الحضور الى ضرورة أن تكون النشاطات التعدينية ضمن الشروط البيئية، وأن يحكمها اطار تشريعي قوي يلزم المستثمرين بحماية الطبيعة، إلى جانب استراتيجية وطنية للتعدين تتضمن الجوانب الاقتصادية المتوخاة من الاستثمار في التعدين.

ودعا السفير الفرنسي لدى الأردن ديفيد بيرتولوتي خلال اللقاء إلى عقد حوار وطني خصوصا في مناطق الاستثمار بالتعدين لتشارك المعلومات والآراء بهدف الحكم على جدوى عملية الاستثمار في التعدين بكل جوانبها.

وحضر اللقاء مدير عام شركة الكهرباء الوطنية عبدالفتاح الدرادكة ورئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية ادامة وناشطون بيئيون.