الوفاء فطرة في النفس اودعها الله لضبط الحياة وتوازنها وعلاقة الناس بعضهم ببعض ، وهي مصلحة من يعتنقها ويدرب نفسه عليها يجد ان مضامينها رصيد مواقف لصاحبها ان لم يجدها في الرخاء يجدها في الضيق من اؤلئك الذين يعترفون له بالوفاء،

ومن هنا لا بد ان ندرك ان السياسة التي هي فن الممكن وتقاطع المصالح يجد فيها العقلاء من الساسة، وكثير من السياسين الكبار ايضا ان الوفاء غرس وجداني ومصلحة سياسية ايضا ، تضمن بعضا من الامان من تقلب المواقف غير المحسوبة او ما يمكن وصفه بالمراهقة السياسية ، او من اؤلئك الذين يمارسون السياسة بمسلك المراهقة..

سياسي بارع وشاعر مخضرم الامير خالد الفيصل كتب ابيات في الوفاء ، وجدت فيها كيف يكون الوفاء في السياسة ، وكيف انها رصيد عند الضيق، وكيف انه يناشد ان تبقى بين الاصحاب والاصدقاء.

وتاليا ما انشد شعرا:

‏ياصاحبي هانت عليك المحبه
لا وحسايف عقب هاك المواثيق..
جمر الغضا في وسط قلبي تشبه
نارٍ حطبها يابسات المعاليق..
كاسٍ مليته بالوفا لاتكبه
خله يبلل بالوصل يابس الريق..

وهكذا نجد ان جفاء السياسة يحتاج الى رطب الوفاء ، وعندما تعتنق السياسة بعض الوفاء نختصر كثير من التخبط والمآسي وتعب البال.

د.محمد جميعان
drmjumian7@gmail.com