تأثرت المملكة يوم الجمعة بحالة من عدم الإستقرار الجوي العنيفة والواسعة تختلف عن حالات عدم الإستقرار المعتادة حيث أن الوضع الطبيعي لحالة عدم الإستقرار هو امتداد لمنخفض البحر الاحمر، وهو منخفض جوي حراري رطب يؤدي الى هطول مطري غزير مصحوب بأمطار رعدية غزيرة وخاصة عندما يترافق مع منخفض بارد في طبقات الجو العليا.

وقد تميزت هذه الحالة عن غيرها من حالات عدم الاستقرار بانها إمتدت من بحر العرب جنوب الجزيرة العربيه وامتدت بشكل متمحور حول البحر الأحمر، وقد يطلق على مثل هذه الحالة بانه منخفض استوائي عملاق يختلف عن منخفض البحر الاحمر المعتاد من حيث انه يجلب كميات كبيرة من الرطوبة من منطقة خط الإستواء بحيث تصل هذه الرطوبة الى قلب الجزيرة العربيه وشمالها.

وفي نفس الوقت الذي كانت تغرق فيه الاردن بهذا المنخفض، كانت الكثير من المدن في المملكة العربية السعودية الشقيقة في المناطق الوسطى والشمالية وكذلك مدينة الكويت تشهد امطاراً غزيرة بنفس الوقت.

اي ان هذه الحالة يجب وسمها بانها حالة عدم استقرار واسعة، مصاحبة لمنخفض إستوائي عميق (انظر الخارطة) يختلف عن منخفض البحر الاحمر من حيث شموله لكل الجزيرة العربية ومن حيث كميات الرطوبة الضخمة التي صاحبت تقدمة من المناطق الإستوائية. ومن الجدير بالذكر ان دائرة الأرصاد كانت قد نوهت الى خطورة هذه الحالة.

الدكتور قاسم الطراونه: خبير الأرصاد الجوية الاستاذ المشارك في جامعة الملك سعود/ الرياض