عمون - عبدالله مسمار - عليك أن تنظر إلى رئيس الوزراء عمر الرزاز وحكومته جيدا كيف يعملان.. عليك أن تتصدر الموقف بداية لتقول للجميع أنا بينكم، وتعلن عن تشكيل لجنة أعضاؤها "ستر وغطى عليك"، وتحقق في الأمر، ثم تخرج للعامة وتقول "ملناش خص".

هذا كان الدرس الأول الذي علمته الحكومة لمؤسسات الدولة في التخلي عن المسؤوليات وإلقاء اللوم على الآخر، وبدأ العمل به في حادثة البحر الميت والتي كانت مفصلية في آلية تعامل الحكومة مع الأحداث وطريقة خروجها للإعلام.

مؤسسات الدولة لم تكن تهتم كثيرا في السابق لتقول للمواطن من يتحمل المسؤولية بل كانت تصمت ويصمت المواطن.

أما الآن وبعد الفاجعة الكبيرة لم يعد المواطن يرضى بالصمت، والمشكلة أن مؤسسات الدولة لا تتجاوب مع طلب المواطن، بل تعمل على تبرئة نفسها، كما شاهدنا في أحداث السيول وسقوط الطفلة وما سبقها من أحداث.

الآن لا تكتفي المؤسسات بالصمت إذا ما وقع خطب ما، لكن حديثها بات يورطها أكثر، فهي تعمل على طريقة الوزراء بمحاولة إلقاء اللوم كل على غيره، فيبقى الأمر في رأس الحكومة.. حكومة ترفع يداها وتقول "مالناش خص".

في حادثة سقوط الطفلة لا يوجد وزراء مسؤولين، ربما كان ذلك صحيحا، لكن أمانة عمان ومياهنا أيضا أخلتا مسؤوليتهما عبر لجان التحقيق، وفي المقابل لا يوجد مديرة مدرسة سمحت للطفلة والشاب الذي حاول إنقاذها بالخروج وتغيير الوجهة، فمن سيستقيل ومن سيسجن.

السؤل محير فعلا، لكن لا بد من مخرج.. فهل علينا أن نحاسب مالك القرطاسية لماذا اختار هذا الموقع وفتح محله؟ إذا.. اسجنوا صاحب القرطاسية..