facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفن التصويري في المسيحية .. والاسلام


أمل محي الدين الكردي
28-12-2018 12:05 AM

إن تاريخ الفن التصويري مرتبط إرتباطاً وثيقاً بتاريخ الأنسانية .. فهو يثأتر بأي تغيير يحدث نتيجة آي تطورات سياسية أو أقتصادية أو أجتماعية .

والفن يعتمد على الدوافع الروحية التي تختلف من بيئة الى بيئة ومن عصر الى عصر . وأرتباط الفن في الاديان ,إيجاباً أو سلباً ,أرتباط وثيق .عندما بدأت الديانة المسيحية وهي من أصل سامي حملت معها كل ما في الساميون يكنونه من الكراهية للصورة المحفورة والمرسومة للوثنية .وأضافت المسيحية الى هذه الكراهية كراهية من نوع آخر هي الأسراف في حب المحسوسات والشهوات الجسمانية منها ,والتي كانت شائعة في عهد الرومان .وفي بداية الدعوة المسيحية كانت في روما قيوداً شديدة ضدها ,وضد أنتشارها حتى أصبحت أشبه بالحركة السرية .العبادات والصلوات تتم في الخفاء في سراديب داخل المقابر وتحت ستار من السرية والخوف .وأدت هذه القيود الى تحول المسيحية تدريجياً الى تشجيع الفن في ظلمات الكهوف لا من أجل الفن نفسه ولكن لأستخدامه كلغة او رموز سرية للنشر المسيحية بعيداً عن نظر الحكام الذين يحاربونها.

وبدأت الديانة المسيحية في الانتشار ودخل فيها بعض من كانت صناعتهم بالرسم او النحت .وقام هؤلاء الفنانون بمحاولات لتزيين معابدهم السرية التي تقع داخل المقابر والكهوف واعداد هياكل للعبادة فيها .

وفي هذه الفترة كان الفن فناً رمزياً ,لأنه لم يكن غاية في نفسه بل وسيلة الى غاية أكبر .وتحول الفن الى نوع من الأختزال ,فمثلاً كان الفنان المسيحي يرسم راعياً عندما يريد أن يشير الى السيد المسيح ,أو غصن الزيتون او حمامة إذا أراد الأشارة الى الصليب ,وتغير الحال في عصر الأمبراطور الروماني قنسطنيطين في بداية القرن الرابع ,وبدأ عهد التوسع في إنشاء الكنائس في العاصمة الجديدة القسطنطينية ومع هذا التوسع تحول الفن المسيحي من المصادر الروحية الرمزية الى بداية عهد الفن للفن ..وفي هذا العصر بدأت صور السيد المسيح والعائلة المقدسة تظهر في الكنائس مرسومة بالموزايك الملون ونشأ أيضاً نوع جديد من الفن وهي الرسوم الدينية التي أضيفت الى المخطوطات التي كانت مكتبة الاسكندرية تقوم بنسخها في ذلك الوقت وكان الغرض الرئيسي من هذه الرسوم هو توضيح وشرح الأساطير المسيحية ولتأدية هذا الغرض بدأت هذه الرسوم تتخذ شكلاً جديداً عن الروسومات الرومانية القديمة فهي تتميز بالحركة الأنسانية وتمتاز ايضاً بالرمزية فالعيون الكبيرة تدل عندهم على النقاء والقدسية واللون الذهبي يرمز عندهم الى الجنة .
وظل رسم السيد المسيح والعذراء والقديسين ظاهرة في الفن المسيحي وأصبحت صورة العذراء Madonna مادة يتنافس عليها كبار الرسامين في مختلف عصور النهضة وقاموا برسم أجمل اللوحات العالمية وأثمنها .
ولا نستطيع ترك الموضوع بدون الأشارة الى ما جاء به الاسلام فالاسلام بناؤه على التوحيد الله وتوحيد الله معناه كراهة عبادة غير الله والعبادة التي سبقت الاسلام في مكة المكرمة كانت عبادة أوثان فركزت باكورة الاسلام على تحطيم هذه الاوثان والقيام بصناعة او رسمها ظل شيئاً محرماً ويجب أن يكون محرماً خشية من أن يعود اليها أحد الى تلك العبادة المقيتة عقلاً ومنطقاً .
وظل رسم النبي صلوات الله عليه ورسم أسرته ,وحتى الصحابة الآكرمين على خشبة المسرح ,ظل كل هذا ينكره المسلمون ينكرونه ذوقاً وعقلاً وينكرونه خشية أن يقع هذا التصوير او التمثيل ما يمس تلك الطهارة التي يؤمن بها كل مسلم .
واليوم الخشية التي كنا نخاف منها لم تعد موجودة وقد زالت لانه لا يعقل اليوم أن يقوم أحد الى حجر او غير حجر ويعبده .اللهم أهدنا الى الصراط المستقيم والحمد لله رب العالمين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :