عمون - وليم سلايطة - ديترويت - أصبحت رشيدة طليب اليوم اول أمرأة اميركية فلسطينية عضوا في الكونغرس الاميركي بعد فوزها في انتخابات نوفمبر الماضي لعضوية الكونجرس ممثلة لإحدى افقر مناطق مدينة ديترويت!

أقسمت طليب يمين الولاء للولايات المتحدة الاميركية مرتدية الثوب الشعبي الفلسطيني واضعة يدها اليمني على القران الكريم "النسخة الأصلية التي ترجمت من العربية الى الإنكليزية والعائدة للرئيس الاميركي الثالث تامس جيفرسون احد المشاركين الأساسين في كتابة وثيقة الاستقلال الاميركي عام ١٧٧٦ .

نسخة القرآن الكريم تلك هي النسخة الشخصية للرئيس الثالث للولايات المتحدة تامس جيفرسون الذي استخدمها اثناء مشاركته في كتابة فقرات "دستور فرجينيا للحريات الدينية" حيث قرأ القرآن بتمعن وراجع كتب دينية أخرى لمعرفة كيفية التعامل مع اليهود والمسلمين والهنود والمسيحيين لانه يصعب التعامل مع بني البشر الا بعد فهم عقائدهم الدينية خاصة وان مجموعات كبيرة من الأفارقة الذين احظروا من أفريقيا كعبيد كانوا مسلمين وكان جيفرسون نفسه يمتلك عبيداً قبل ان يحررهم . نسخة جيفرسون من المصحف تمثل اول نسخة وجدت في اميركا الشمالية اشتراها الرئيس جفرسون اثناء دراسته للقانون في جامعة " وليم وميري " في العام ١٧٦٥ . ويقول احد المؤرخين وهو "كريس وورن" ان جفرسون اثناء دراسته للقانون رغب في الاطلاع على تاثير الإسلام على النظام القانوني الدولي ، ويضيف ان المسلمين كاتباع الديانات والعقائد الأخرى هم المهاجرون الاوائل للولايات المتحدة . ويشير احد كبار المسؤولين في مكتبة الكونجرس اننا انتدبنا موظفا لحمل نسخة القران بعناية وحذر والبقاء داخل قاعة الكونجرس منتظرا انتهاء اداء القسم ليتم إرجاعها فوراً الى مكتبة الكونغرس . هذه النسخة موجودة في جناح خاص مع ٦٤٨٧ مجلدا وكتبا دينية لا تقدر بثمن لأهميتها التاريخية.

وبخلاف الاعتقاد السائد في المجتمع الاميركي بضرورة استخدام الكتاب المقدس حين اداء القسم يؤكد الاختصاصيون في القضايا القانونية والدستورية ان لا ضرورة لاستخدام اي كتاب ان كان مقدسا او غير مقدس ولأعضاء الكونغرس الحرية التامة في اختيار الكتاب الذي يرغبون حمله اثناء القسم وفي الحقيقة ان تأدية القسم من قبل أعضاء الكونجرس مجتمعين لا يتطلب حمل او وضع اليد على اي كتاب ، وأشار مقال حول هذا الموضوع كانت نشرته نيويورك تايمز ، انه لا ضير من استخدام كتاب (قصص أطفال مسلية ومضحكة اثناء القسم)

منذ الإعلان عن فوزها بعضوية الكونجرس الاميركي كاول فلسطينية اميركية ومسلمة ارتفعت بعض الأصوات المناهضة لوصول ما يسمونهم بالأجانب الى المراكز المرموقة في الهيئات الاميركية العامة . وعارض المعلق الاذاعي المتطرف اي دبلبيو جاكسون اداء القسم في الكونجرس باستخدام كتاب غير الكتاب المقدس محذراً " ان ردهات الكونجرس وقاعاته سوف تتحول قريبا الى جمهورية إسلامية" .

رشيده طليب أكدت انها لا تابه بمثل هذه التعليقات لانها لا تمثل وجه التسامح الحقيقي لاميركا مضيفة ان الآباء المؤسسين للولايات الاميركية يعرفون عن القرآن والإسلام اكثر مما يعرفه أغلبية أعضاء الكونغرس وان اهتماماتها ستتركز على محاولات تحسين الأوضاع الاقتصادية والحياتية وكيفية خدمة منطقتها الانتخابية في ديترويت التي بحاجة الى جهود وطاقات كل الخيرين في ديترويت وواشنطن، قائلة "انني سأكون كأميركيةمن اصل فلسطيني وغيري " شوكة في حلوق " هؤلاء ممن يكرهون أنفسهم وان أقسمت يمين الولاء لخدمة بلدي اميركا واضعة يدي على القرآن الكريم او اي كتاب اخر فهذا قراري الشخصي .

سوف يشهد الكونجرس الاميركي من الان فصاعدا صولات وجولات ومواقف لم يشهدها من قبل لعضو جديد في الكونجرس . رشيدة طليب التي استطاعت تشكيل تآلف من الأعضاء الجدد قبل ادائها القسم بأسابيع لاصطحابهم في جولة تقصي للحقائق لاوضاع الفلسطينين في الضفة الغربية وخاصة مسقط رأسها بيت "عورا الفوقى" . وقالت انها ستعمل على إقناع عدد من الأعضاء المخضرمين في الكونجرس لزيارة الضفة وان نجحت في مهمتها هذه تكون قد اخترقت حاجزا صلباً لا يقوى على اختراقه الا اليهود الممتدة جذورهم عميقا داخل الكونغرس وان مثل هذه الزيارات لا يجروء احد القيام بها الا بتوجيه من "الايباك" أقوى منظمات الضغط الاسرائيلية- الاميركية في الكونجرس. .

رشيدة طليب المحامية المدافعة عن الحقوق المدنية للأقليات العرقية خدمت عضوا في برلمان ولاية مشيغين لدورات ثلاث متتالية تؤكد ايمانها القاطع بمبدأ فصل الدين عن الدولة ، وتقول ان استخدامها القران الكريم لإداء" قسم الولاء "للخدمة في الكونجرس الاميركي لم تقصد تسجيل موقف ديني او انحياز لعقيدتها بل هي رغبة منها للفت انتباه الاميركين الى أهمية الخلفيات المتعددة الدينية والثقافية والمتنوعة التي يتشكل منها المجتمع الاميركي لاننا جميعا بني البشر مسلمين ومسيحيين ويهود وهندوس نمتاز بحبنا للحرية والعدالة مؤكدة ان احاديث الرسول الكريم كانت دائما تتركز حول الحرية والعدل "من العدل أن يكون الإنسان حرا، كما أن الحرية لا تكتمل إلا بالعدل.