أيمن حامد .. استشهد والشاي على الحطب
04-03-2019 06:06 PM
عمون - في الخامس والعشرين من يناير الماضي، بادر أيمن حامد (18) عاماً، من بلدة سلواد شمال شرقي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية لدعوة أصدقائه لمرافقته إلى أرض العائلة، المصادرة من قبل سلطات الاحتلال، والواقعة على مقربة من شارع (60) الاستيطاني، لاحتساء «شاي الحطب» والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، التي تشرف عليها المنطقة، وأبرزها «شجرة البلوط» المعمّرة، التي ما زالت حتى يومنا هذا مقصداً لـ«المخطوبين» والرحلات العائلية، وهو نفسه كان وأصدقاؤه معتادون على التوجه إلى ذلك المكان.
إبريق شاي
لم يتردد أصدقاء أيمن، في تلبية دعوته، فهم اعتادوا الذهاب إلى المكان، فأحضروا متطلبات إعداد ابريق من الشاي على الحطب، وبعض المسلّيات، لقضاء يوم ممتع في الأرض التي تربوا على حبّها، وافتدوها بالأرواح والمهج.
كانت عقارب الساعة تعانق الرابعة مساء، وشمس يوم الجمعة ذاك كانت تشرف على المغيب، عندما تفاجأ أيمن وأصحابه، بقوات الاحتلال الإسرائيلي، تتسلّل من بين الأشجار، وتطلق النار عليهم، بلا سابق إنذار، ومن دون تعرّض أي من جنودها للخطر، كما زعمت في روايتها، ومثلما تزعم دائماً.
كمين قاتل
وتسرد صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الجنود اختبأوا خلف أطول شجرة بلوط في الوادي، هذا هو المكان الذي كان يتوجه إليه المراهقون الستة، وهم ينحدرون من بلدتهم سلواد، إلى الوادي العميق والمنحدر للتنزه معاً. في الطريق، قاموا بشراء رقائق البطاطا وبذور دوار الشمس والشوكولاتة، وخططوا لإعداد الشاي، فجأة، ومن دون سابق إنذار، انطلقت رصاصة، لم يكن لدى المراهقين أية فكرة عن مصدرها، وقع أيمن، تدحرج وهبط على ظهره.
رصاصة غادرة
كانت رصاصة قد اخترقت صدره من اليسار، تحت عنقه، وخرجت من وركه، عندما حاول صديقه محمد الاقتراب لسحبه من خط النار، انطلقت رصاصة أخرى أصابت محمد في ذراعه وركض للنجاة بحياته.
ازدادت حدة إطلاق النار، وحينها برز مطلقو النار من موقع الكمين خلف شجرة البلوط، وانضم إليهم جنديان آخران خرجا من سيارة جيب (ايسوزو ا) التي كانت متوقفة على الجانب الآخر من الطريق السريع رقم 60، وانطلقت زخات من الرصاص من السلاح الأتوماتيكي باتجاه الشبان الذين كانوا يفرون بحياتهم، عبر الوادي وهرعت المجموعة إلى أعلى التل.