facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عنفٌ مجتمعي أم تربية؟


د.يوسف صفوري
24-04-2019 06:09 PM

العادات والتقاليد...
أو إن صح التعبير بما أقصده "الأعراف"
لا شك أنها تفرض احترامها ومكانتها كمنهج حياة لا مفر منه في مجتمعنا...
العنف المبني على النوع الاجتماعي...
وغيرها من أنواع العنف وما علاقتها بتلك العادات التي نكتسبها من الأهل وكأنها فطرة نُخلق عليها !!
الفهم الخاطئ للمصطلحات...
التربية، القوة، السّلطة، المسؤولية، الاحترام، الطاعة، الخوف... والحب !!!
وما علاقته في التربية؟
الدين الحنيف وعلاقته المباشرة في تهذيب الأعراف بما يندرج تحت شرعه وحكمته وما آل إليه الواقع من تفوق الأعراف وتطبيقها تطبّعا وإن كانت تعارضه !!

بدءا من الفهم الخاطئ للتربية وما يترتب عليها من جميع مفاصل الحياة، فلا شك أن للكلمة وقع لا مثيل له اذا ما أعرناها قليلا من التفكير واجدين أنها طريقة حياة للفرد بنشأته الأسرية وللمجتمع بأكمله.
إن التربية موروث ينتقل من جيل إلى جيل وكأنها الأساس للمخزون الثقافي الذي يمتلكه الفرد في تفاصيل حياته اليومية منذ نشأته عليها إلى نُضجه قائما عليها متأثرا بها ناقلا إياها لنشأة جيل آخر، بل إنها الوسيلة لنقل الدين والأعراف والمبادئ وترسيخها سيئة كانت أم خَيّرة.
إلى يومنا هذا وفي القرن ال 21 ولا زالت ثغرات التربية قائمة في مجتمعنا بما يترتب عليها من الخطط العلاجية بدلا من التأسيس الصحيح تجنبا لنفقاتها الطائلة وصعوبتها، فترى المجتمع متروسا بشتى الجمعيات لتقويمه بما فيها المتخصصة في العنف الأسري والمجتمعي والتي لا أقلل تماما من دورها في تحسين المجتمع وتقويمه من جديد، ولكنها لن تمرر النشأة والتربية الصحيحة للأجيال القادمة وتُحققها بما يمنع أو يقلل من هذا العنف.
وعلى سبيل الربط بين الأعراف ونقلها تربيةً للأبناء وبين العنف محددا إياه بالمبني على النوع الاجتماعي أو على الإناث تحديدا، فلا بد من استعراض الفهم الخاطئ للمصطلحات بما فيها القوة والسلطة والمسؤولية والاحترام وغيرها...، والعنف كمصطلح مرتبط بكل المصطلحات مُحققةً إياه اذا ما لم تُطبق بمفهومها الصحيح، أو الفهم الخاطئ لمفهوم العنف بما يجعل الفهم الخاطئ للمصطلحات مباحا لا بل طبيعيا إلى درجة عدم معرفة ماهية العنف.
سنجد أن هذا الفهم الخاطئ ينتقل إلى الأجيال وكأنه عرفا متمثلا بالعنف بلا دراية فتجد العنف على المرأة كمثال متفشيا في تلك الأسرة أو تلك البيئة التي تمثل جزءا لا بأس به من المجتمع دون وعي من قِبل منفذيه أو من قبل المرأة كمُستقبِلٍ له على أنه عنف من الأساس.
انتقالا إلى تربية الأبناء بمفاهيم خاطئة لسلطة الأب أو قوته مُتجبِّرا يطبقها عنفا فتراه قاسيا على ابنه لا سيما في مرحلة المراهقة والشباب يفرض الخوف و الاحترام والطاعة بقوةٍ خاطئة بحجة المسؤولية وتربية هذا الابن واذا ما ناقشت ذلك الأب في أسلوبه الخاطئ سيقول لك ببساطة ( أنا بربي إبني ) وإذا ما بيَّنت له أن التربية لا تكون كذلك سيقول لك ( مهو بيجيش إلا هيك ) وهنا تكمن الكارثة لأن ذلك الابن اعتاد من الصغر على تربيةٍ خاطئة بمفاهيم خاطئة فلن يستجيب للأب إلا بها...
وهنا لا بد من الاستدلال بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم- "من كان له صبيٌ فليتصابَّ له" ولا شك أن التصابي له مستحيل في ظل تربية خاطئة ونشأة خاطئة من الأساس لتؤول في نهاية المطاف إلى أعراف خاطئة. إضافة إلى التحجج بالزمن وتأثيراته وما يُحدثه من تغييرٍ للمفاهيم عبر الأجيال وضرورة الوعي، لذلك فلا بد من الاستدلال بقول علي ابن ابي طالب - رضي الله عنه- "ربّوا أبنائكم لزمان غير زمانكم".
وإذا ما تعمقنا في الدين سنجده يقدم منهجًا متكاملا للتربية بكل تفاصيلها دون أدنى حاجة للتطور أو للتكنولوجيا أو لوجودنا في القرن ال 21 فكلها فاشلة إذا ما ارتبطت ارتباطا وثيقا بالدين.
وعلى ذِكر الدين فلا بد من الاندراج تحت تعليماته بدايةً من تغليبهِ على الأعراف وسيادتها في مجتمعنا تحت شرعه لتحقيق تربية دينية لا محل إلا للأعراف الصحيحة فيها.

واختصارا لهذا المقال على عكس حاجته من وفرة الكلام و الأمثلة فلا بد من ترسيخ الدين في أعرافنا كي لا تكون خاطئة، ولا بد من تكريس خطبة الجمعة ومناهج مدارسنا على أسس الدين في التربية تركيزا عليها بدلا من التركيز على غيرها من شتى أمور الدين والدنيا، فلا فائدةَ من مخزونٍ ديني ثقافي دون تحقيق الأساس في نشأة مجتمعاتنا وتقدمها تحت شرعه، والأساس بلا شك هو التربية تحت تعاليم الدين لا غير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :