facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اتجاهات جديدة في الفيديو كليب العربي


د. تيسير المشارقة
28-04-2019 12:01 PM

الأغنية العربية المصوّرة في العالم العربي بدأت تلجأ إلى البساطة والحركة والفكرة الناجحة، للوصول إلى قلب وعين وأذن المشاهد. فإشكاليات التلقي وظهور منصات التواصل الاجتماعي ودخول الأجهزة الخلوية الصغيرة في منافسة مع شاشات العرض الكبرى الفضية الصغرى والكبرى، أوقع صنّاع الفيديو كليب (الأغنية المصورة) في أزمات إنتاجية بدءاً من الفكرة وضخامة الأسعار والطواقم الفنية واللوجستية. فالأغنية العربية المصورة تعاني في بعضها من لزوميات غير ملزمة أوقعها في أخطاء إنتاجية كبرى وخسائر مالية فادحة، رفضت بعض القنوات (موسيقى، روتانا كليب، طرب..) شراء حقوق بثها.

حتى الآن، كبار المطربين لا يميّزون بأن العالم الجديد وفي ظل سطوة الوسائط المتعددة (ملتيميديا) ومنصات التواصل الاجتماعي، والاستخدام الكبير للهاتف النقّال ومواقع الإنترنت على أوسع نطاق، كل ذلك أوقع الأغنية الطربية العربية في أزمة وجودية. فما كان في زمن التماثلية (الأنالوج) لم يعد مقبولاً أو ممكناً في ظل الإعلام الرقمي (الديجيتال). لذا وجب تجاوز المحنة والأزمة والتعرف على الإمكانات الجديدة المتاحة.

لدينا هنا خمسة نماذج من الأغنيات المصوّرة العربية التي شقت طريقها نحو المشاهد العربي بأريحية شديدة. فمثلاً، المطربة نانسي عجرم، في أغنية "ما تيجي هنا "، أدخلت البطيخ في شريط الأغنية المصوّر (الفيديو كليب)، وصارت قصة البطيخ الأحمر وجمع النقود وطريقة التكسّب هي المحاور البصرية في حكاية الفيديو كليب المبهر من الناحية اللونية البصرية ومن ناحية الحركة والفكرة والحكاية. ولبست المطربة الأحمر كناية عن لون البطيخ وظهرت كلمات ويافطات بسيطة في الشريط تقول "ملكة البطيخ" و "عالسكين يا بطيخ" وهي كلمات من وحي الحارات والأجواء الشعبية القريبة من صخب الشارع.

أما المطربة إسراء الأصيل من العراق الشقيق، فقد قدّمت أغنية مصوّرة غاية في الروعة من ناحية فكرتها والخامات البصرية المستخدمة والمرافقة للكلمات. مخرج فيديو كليب "العروسة" للمطربة إسراء أدخل البندورة وتصنيعها في نسيج الكلمات، وتجلّت جماليات الأغنية بوضوح في التعامل مع تصنيع البندورة وفرمها وحفظها.

وبالرغم من أن تكاليف أغنية الفنان ملحم زين المصوّرة بعنوان "الجرح اللي بعدو"، وتم انتاجها في أكرانيا، وكلفت ما يقرب ربع المليون دولار، حسب تصريحات المخرج فادي حداد في لقاء معه ضمن برنامج (يا هلا من بيروت) يوم 2/08/2010، الا انها لم تحظ باهتمام المشاهدين كما حظيت أغنياته الأخرى في جبال لبنان بصوته الجبلي الرخيم. وبالرغم أيضاً من الكلف العالية والبهرجة الأكرانية، إلا أن المتابعين لتجربة هذا الفنان الشاب يرون أن البساطة وفخامتها هي الأقرب إلى النفس، والأكثر معقولية وانتشاراً.

تجربة الفنان المصري تامر حسني غنية وثرية هي الأخرى وقد استفاد مؤخراً من التصوير بطائرة صغيرة في ربوع الإسكندرية، في أجمل أغنية وطنية، تتحدث عن حُبِّه المنسي بعنوان "ناسيني ليه" بمعنى لا تنساني وتعال الإسكندرية في أغنية دعائية سياحية، والقصة المصوّرة منسوجة بشكل رائع، وتظهر الإسكندرية بكامل فخامتها في ظلال أغنية حب.

أما الفنانة نجوى كرم فقد لجأت في إحدى أغانيها لصحن التبولة الكبير الذي دخل موسوعة غينيس كأكبر صحن تبولة في العالم وتطابقت أغنيتها الشهيرة لتتوافق من ناحية اللحن والكلمات مع المشاهد البصرية المرجوّة. وفي أغنية أخرى لجأت إلى الشارع في أغنية عفوية لمخرج ذكي بفكرته، حين جعل الشارع يتفاعل مع أغنية الفنانة التي ترجلت فجأة من الحافلة وغنيت ورحلت بعيداً علن المذهولين من المارة وهم يلوحون بكاميرات هواتفهم لها ويلتقطون السيلفي.

نفس الشيء فعل الفنان راغب علامة حين صَعَّد المرافقات(الموديلز) على جناح طيارة وتجوّل في متحف أو معرض للطائرات (أغنية: اللي باعنا خسر دلعنا).

هذه الاتجاهات والتقنيات والأفكار الجديدة في صناعة الفيديو كليب (الأغنية المصوّرة) تجعلنا نقول، إن البساطة هي أناقة بحد ذاتها، تدفع المخرج لوضع توقيعه عليها بكل فخر واعتزاز، بعيداً عن نمطية الأغنية المرافقة أو المصاحبة لفرقة راقصة وقريبة من سفينة أو قارب في مياه البحر، وتشتعل نيران هناك بالرغم من الصيف الحارق الذي يحرق الأغنية في نمطيتها وسذاجتها البصرية.

(د. تيسير المشارقة / جامعة البترا/ كلية الإعلام / قسم الإذاعة والتلفزيون)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :