عمون- أجرت الشرطة القبرصية عمليات بحث في بحيرتين سعيا إلى العثور على جثث نساء أجنبيات يقول سفّاح إنه ألقاها في المياه، في قضية أثارت صدمة واستنكارا في الجزيرة.

وتركزت عمليات البحث في بحيرتين في جنوب غرب نيقوسيا حيث يزعم المشتبه به الذي تعرّف عنه وسائل الإعلام المحلية على أنه الضابط في الجيش القبرصي اليوناني نيكوس ميتاكساس البالغ 35 عاما، أنه ألقى الجثث فيهما.

وأقر المشتبه به بقتل سبع نساء أجنبيات وفتيات مراهقات في الجزيرة المتوسطية، وفقا لمصادر في الشرطة.

ومنذ 14 نيسان (أبريل)، عثرت الشرطة على ثلاث جثث تعود إلى فيليبينيات يعملن في الخدمة المنزلية.

وتزامن البحث المكثف في البحيرتين في سفوح جبال ترودوس مع اليوم الذي يحيي فيه القبارصة اليونانيون الأورثوذكس الجمعة العظيمة.

وكان قائد خدمة الإسعاف في قبرص ماركوس ترانغولاس حاضرا في موقع البحث في بحيرة ميمي في كسيليانتوس لمتابعة العمليات مع عدد من كبار مسؤولي الشرطة والاستخبارات.

وأرسل غواص متصل بأنبوب هواء ليغطس في المياه العميقة ذات اللون الأخضر الزمردي التي تملأ البحيرة، وهي في الأصل حفرة كبيرة خلّفها منجم سابق.

وقال أندرياس كيتيس الناطق باسم قائد قسم الإسعاف لوكالة فرانس برس "نحن نبحث في أماكن محددة لم تستطع الكاميرا التقاط صور واضحة لها". وارتفع منسوب المياه في البحيرتين بعد هطول أمطار قياسية في قبرص هذا الشتاء، ما يشكل تحديا إضافيا للمحققين.

وقال كيتيس "إذا افترضنا أنه عندما جاء المشتبه فيه إلى هنا كان مستوى المياه أكثر انخفاضا بخمسة أمتار... فإن المعادلة مختلفة". وأوضح أن مواقع البحث استندت إلى المعلومات التي أعطيت للشرطة.

وكان المشتبه به في وقت سابق في الموقع مع الشرطة التي كان عناصرها يعملون مع شركة غوص متخصصة لتحديد مكان الجثث وانتشالها.

أما في ما يخصّ موقع الجريمة الآخر في ريد ليك في ميتسيرو الواقعة على مسافة 10 دقائق بالسيارة، فقد تطرّق كيتيس إلى احتمال إرسال معدات روبوتية أيضا للبحث في مياه البحيرة الحمضية.

وقالت مصادر في الشرطة إن السلطات تحقّق أيضا في قضايا تطال امرأة آسيوية وأخرى رومانية وابنتها فقد أثرهنّ في 2016. ودلّ المشتبه به الخميس المحققين على المكان الذي ألقى فيه جثة في بئر في ميدان للرماية تابع للجيش خارج العاصمة.

وقد وصفت وسائل إعلام قبرصية هذه القضية بأول "سلسلة جرائم يرتكبها سفّاح" في الجزيرة إثر العثور على جثتين تعودين إلى فيليبينيتين في منتصف نيسان (أبريل). وقد كشف أمر السفّاح بعدما رأى سائح ألماني كان يلتقط صورا للموقع الجثة الأولى العائمة على سطح البحيرة التي يبلغ عمقها 150 مترا والتي غمرتها الأمطار الغزيرة.

ودان الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في بيان الجمعة "هذه الجرائم الفظيعة" بحق نساء أجنبيات.

وقال إنه "مصدوم بالكشف عن الكثير من جرائم القتل التي تطال نساء أجنبيات وأطفالا أبرياء"، معربا عن "حزن عميق وقلق شديد".

وأوضح القصر الرئاسي "هناك غضب لدى المجتمع القبرصي على جرائم القتل التي يبدو أنها استهدفت العاملات الأجنبيات بشكل انتقائي لأن هذا الأمر يتعارض مع ثقافتنا وقيمنا". وكتب موقع "كاثيمريني سايبرس" الإخباري "رسالة اعتذار" موجهة إلى أسر الضحايا، وقال إن عمليات القتل كانت جريمة بحق الضحايا و"بحق البلاد". (ا ف ب)