facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القرب الأسكتلندية .. موسيقى «تقتل وتخرب البيوت»


03-08-2019 09:39 AM

عمون- يرجع صدى الأنغام الرائعة المنبعثة من مزامير القرب في جنبات المبنى، ويبدو أن هذه النوعية من الموسيقى تعود للانتعاش والانتشار، على الرغم من آثارها السلبية على الصحة، كالإضرار بعضلات الشرايين، إضافة إلى وجود دليل على حدوث حالات وفاة بسبب نمو الفطريات والبكتيريا داخل الآلة، وتسببها في الآلاف من حالات الطلاق، لأنها تتطلب الوجود في الحفلات والسهرات، والغياب عن البيت ساعات وأوقاتاً طويلة.

يبدأ توني ماكليلاند، الذي تشي جميع ملامحه وقسمات وجهه بأنه أسكتلندي الهوية قلباً وقالباً، خصوصاً وهو يقف ببنيته القوية، وتنورته ذات الثنيات الطولية، وهي الملبس الوطني في أسكتلندا، ثم يبدأ في التصبب عرقاً، ويكتسي رأسه تدريجياً باللون الأحمر.

ولايزال هذا الرجل، الذي يبلغ من العمر 29 عاماً، والمنحدر من غلاسكو التي تعد الموطن الروحي لموسيقى القرب، يرى أن العزف على مزمار القرب يعد عملاً باهراً، ينم عن القوة، حتى على الرغم من أنه يمارس العزف على هذه الآلة الموسيقية منذ أن كان طفلاً.

ويقول ماكليلاند «مر علي نحو سبع سنوات قبل أن أجيد العزف على هذه الآلة»، ويدرس الرجل علم الآثار، ويعمل بعض الوقت في «مركز غلاسكو الوطني لموسيقى القرب»، الذي يمارس مهمة تعليم الراغبين في العزف على مزامير القرب، كما يستضيف متحفاً صغيراً يعرض تاريخ هذه الآلة الموسيقية.

ويضيف «إنك لا تستطيع أن تبدأ العزف في سن مبكرة، فلن تكون لديك في هذا العمر القوة اللازمة للنفخ».

غير أن العزف على آلة موسيقى القرب لا تقتصر على كبار السن، فيقول ماكليلاند إن «جميع الأجيال تحب العزف عليها»، وكثيراً ما يتم العزف على هذه المزامير في المناسبات الاحتفالية.

«ألعاب المرتفعات»

تعد آلات موسيقى القرب جزءاً لا يتجزأ من «ألعاب المرتفعات»، وهي مسابقة رياضية تقليدية سنوية، تنظم خلال فصلي الربيع والصيف من كل عام في أسكتلندا، ومن بينها رياضات تظهر القوة البدنية، مثل شد الحبل ورمي المطارق والجلة والأعمدة الخشبية. وعلى الرغم من أن موسيقى القرب ترتبط بقوة بأسكتلندا، فإن آلات القرب الموسيقية لم تكن في بداية ظهورها أسكتلندية. ويحكي تاريخ هذه الآلات قصة أكثر ارتباطاً بالعالمية.

ويوضح المؤرخ الألماني وخبير موسيقى القرب، رالف جهلر، أن «موسيقى القرب كانت تعزف في جميع أنحاء القارة الأوروبية، وتم العثور على 200 نوع من هذه الآلات حتى الآن في آسيا الوسطى وشمال إفريقيا».

وثمة نوعية أصغر حجماً من عائلة مزمار القرب نفسها، تسمى «موزيت دي كور»، وتعني مزمار البلاط الفرنسي، شقت طريقها إلى البلاط الملكي الفرنسي، حيث كانت طبقة النبلاء تعزف عليها. ويقول جهلر «ربما جاءت مزامير القرب أصلاً من منطقة شرق البحر المتوسط».

وتراجعت إلى حد كبير مكانة آلات موسيقى القرب بمنطقة وسط أوروبا في القرن الـ19، وكان رعاة الأغنام وحدهم هم من يستخدمونها أساساً كوسيلة للتحكم في تحركات قطعانهم، وفي الوقت نفسه إبعاد الذئاب.

وفي ألمانيا، اقتصرت الاستخدامات الاجتماعية لموسيقى القرب خلال العقود الأخيرة، إلى حد كبير، على الفعاليات والمهرجانات ذات الطابع المنتمي إلى العصور الوسطى.

ويرى جهلر أن هذا الاتجاه الذي كان سائداً في ألمانيا بدأ في التغير، وهو أمر سبب له سروراً بالغاً.

ويقول جهلر إن «عزف موسيقى القرب في ألمانيا ودول أوروبية أخرى صار يلقى مزيداً من الشعبية».

ويعرب جهلر عن وجهة نظره إزاء أداء آلة القرب، قائلا إن صوت آلة القرب الغليظ والقوي يعد مثالياً للتعبير عن الذكورة أو العدوانية، ويقول «إنه يمثل شكلاً معيناً من أشكال المقاومة». ويصدر حكماً يقول «إن العزف على آلة القرب يعد شكلاً ثقافياً من أشكال التمرد الشبابي».

ومع ذلك، ففي بعض مناطق أوروبا لم تختف أبداً موسيقى القرب، وعلى سبيل المثال نجد أنه في مجال الموسيقى الشعبية بالمناطق الصربية، كان لموسيقى القرب أدوار على الدوام، بينما يحب سكان جنوب إيطاليا آلة «زامبوجنا»، وهي عبارة عن أنابيب نفخ مزدوجة، وتعد أكبر نسبياً من زميلاتها الأسكتلندية، وأيضاً يحب البولنديون آلة «كوزا»، التي تبدو إلى حد ما على شكل ماعز هزيل.

آثار جانبية

العزف على آلة القرب يمكن أن تكون له أيضاً آثار جانبية غير مرغوب فيها، فعلى سبيل المثال، فإن استخدام طرق التنفس أثناء العزف بشكل خاطئ يمكن أن يتسبب في حدوث أضرار للعضلات والشرايين، وفي هذا الصدد يقول ماكليلاند «يمكن أن ينتهي بك الحال لأن تصبح رقبتك مثل رقبة الضفدعة». غير أن زولر لا يبدو مقتنعاً بهذا القول، ويقول إن «الأمر برمته يتعلق بالتقنية». ومع ذلك هناك دليل على حدوث حالات وفاة بسبب نمو الفطريات والبكتيريا داخل الآلة، وبالتالي فمن الضروري تنظيفها بشكل منتظم. (د ب ا)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :