عمون - لم يكن يعرف عبد الرحمن أنه سيخرج من المستشفى في العاصمة كما دخل اليه، بعد 13 عاما من انتظار لحظة وصوله لاحد مستشفيات عمان متأملا الخلاص لم يخرج بنتيجة.

عبد الرحمن القادم من محافظة جرش شمال المملكة كان يظن أن ما يعيقه عن العلاج من مرضه الذي يضطره لسلخ جزء من جلده كلما أراد تغيير ملابسه هو الوصول إلى العاصمة فقط. فابن الـ 13 ربيعا لا يعرف بعد أن تعقيدات الواسطة والمحسوبية لا تعرف شفقة ولا رحمة..

غادر عبد الرحمن سريعا بعد دخوله مستشفيات الصحة، عاد إلى كفر خل بائسا، فهو كما الوطن لا ينفعه علاج حكومات تسعى لاخفاء الجرح لا التئامه..

الطفل يعاني من تسلخات وتقرحات في كافة أنحاء جسده، تجعل من الملابس تلتصق فيه كلما أراد الدفئ، وتنتزع ما تبقى من جلد كلما نزعها.

مرض عبدالرحمن جعل منه كما الصنم لا يستطيع الحركة فيخسر غطاء لحمه، ولا يستطيع والده إسعافه في مستشفى يقدم له رعاية صحية حقيقية وهو يكاد يقوى على اطعامه.

لم يشخص أحدا من المسؤولين الحالة وربما لا يعرفون اين عبدالرحمن ولا اين تقع كفر خل، لكن هناك من وصل اليه ليسمع صوته، مجموعة من الشباب جالوا في القرى البعيدة ليوزعوا معاطف الشتاء على من لا يجدها، فوجدوا عبد الرحمن إلا أنهم لم يعطوه معطفا خوفا من التهام ما تبقى من جلده...