facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لحية صدام حسين المستعارة ل نادر رنتيسي


25-12-2009 01:39 AM

منذ بداية العام أجريتُ مفاضلة عن أي زمان يناسبني، ويستوعبني من دون أن أفيضَ عنه أو يطول على أطرافي كثياب أخي الأكبر. وقد اتخذتُ قرارا في نهاية العام، و"أريدكم جميعا أن تساعدوني عليه"؛ فقد قرَّرتُ أن أعودَ شابا يافعا، و"إنني على استعداد لتحمُّل المسؤولية كلها"!
فأنا الآن شاب، أقل من العشرين، في العام 1956، أجلسُ في مقهى عربي أستمع، مع كثير من الرجال، إلى خطاب جمال عبد الناصر، حين يجهرُ باسم "ديلسبس"، ويكون كلمة سر لبدء إجراءات تأميم قناة السويس، فأجدني أخرجُ في شارع طويل يخلو من إشارات المرور، أهتفُ مع جموع لا أعرفها:"ناصر يا حرية، ناصر يا وطنية"!
أريدُ أنْ أعود كثيرا إلى الوراء، حتى أصدقَ "حشرجة" أنور السادات معلنا وفاة "رجل من أعظم الرجال"، وقبل ذلك أقرأ أسماءً صغيرة في أخبار منزوية على الصفحات الداخلية، وأبدأ تتبع سير الرجال الذين لا يموتون في حروب كثيرة لا نعرف كيف تبدأ، لكننا نستطيع إنهاءها بخفقة خفيفة لراية شديدة البياض!
لستُ شغوفا في السياسة؛ لكنني سأنتهز فرصة عودتي لأفهمَ، فأبرِّرُ مشاركة سعاد حسني في فيلم "الكرنك"، وأعتبرها محاولة خاطئة لتلخيص "النكسة"، والتبشير بـ "نصر أكتوبر"!
ما زلتُ في السياسة؛ لكنني أودُّ الذهاب إلى ما هو أبعد، وأكثر دهشة؛ أنْ أسمع "أيظنُّ" أول مرة بصوت مطربة تدعى نجاة، عندما كانت صغيرة حقا، ويُعوِّلُ عليها محمد عبد الوهاب في حروبه الإنتاجية الفنية المقبلة. وحين تقول:"ما أحلى الرجوع إليه"، أتساءلُ:هل كان قبل ذلك.. ما هو أحلى؟!
أتمنى أنْ يُبهرني عنوان فيلم "أبي فوق الشجرة"، فأشاهده لأول مرة، عشرات المرّات متذرِّعا بمحاولة فك لغز الاسم، فيما أحاولُ الوصول إلى تعداد دقيق لقبلات عبد الحليم إلى ناديا لطفي وميرفت أمين، فأخطئ وأصرُّ على المحاولة ثلاثة وخمسين أسبوعا، مدة عروضه المتواصلة في السينما!
مزاجي لن يكون فنيا تماما؛ لا بدَّ أن أجري جدوى اقتصادية تقنعني أنَّ ثمانية وعشرين دينارا، وبضع نقود معدنية، تحقق لي أمنا معيشيا في "جبل عمّان"، وأنَّ ذلك لا يعني أن أفرط في البذخ وأدخن "الأجنبي" وأتعالى على سجائر "كمال" و"ريم" و"سمر"!
لن تبهرني العودة إلى الإمام؛ إلى الزمن الحاضر، سأعتقدُ أن مشاهدة مسلسل عربي بالألوان أكثر ما يمكنُ أن يخطر على بال اليابانيين، وبعض الدول الصناعية في نهاية السبعينيات، وعندما ندخل العقد الثامن بقليل سيجلس قربي ولد صغير يفسِّرُ لي بعض الأشياء الصغيرة، لكنه لن يكون ولدا شديد النباهة، فيتنبأ بقدرته على تقليب القارات بكف أزرار في كفيه!
ليس هذا فحسب، إنه ولد كسول الذهن، فلن يخبرني أن واحدا بين مجموعة كورال المسرح العسكري الذين يمجدون صدام حسين، يكون على أقصى يمين الشاشة، سامرائي لا تلتقطه الكاميرا إلا مرة واحدة، ولا تسَرُّ كثيرا برؤيته، لكنه سيكبرُ حتى تقلق الكاميرات نومه؛ فيصبح اسمه كاظم الساهر!
لا أريدُ العودة إلى الأمام؛ فبعد قليل ستنتهي حرب الخليج الأولى، وستهدأ الأمور على كل الجبهات، ولن يكون بمقدوري أن أتنبأ أي شيء، حتى الولد الذي لم يعد ولدا، لم يعد قادرا على حفظ كتاب التاريخ المدرسي المعاصر، سيلجأ إلى الحلم فيأتيه صدام في المنام، ملتحيا، ويعتقد أنها مستعارة، ثم ينسى الأمر تماما، بعد أن يجنحُ خيال اليابانيين في التكنولوجيا كثيرا!
والآن آتي إليكم من "زمان"، مندهشا فـ "عبد الناصر" بات دراما تاريخية متعددة النوايا، و"السادات" أضحى فيلما يمزج التراجيدي بالكوميدي، وصدام صار أسيرا بلحية كثة يُمعن في حّكِّها ليتبيَّن لي أنها حقيقية! الغد
Nader.rantisi@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :