facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثلاثة من عشرة


رمزي الغزوي
06-01-2010 06:23 PM

قال غاضباً أنه لم يعد يحتمل الناس ، لأنهم تغيروا كثيراً ، إنهم غدوا آلات صماء ، وربما كان وروداً بشوك أحياناً ، ولكنهم صاروا أشواكاً بلا أدنى وردة. يا رجل أعاملهم بما أحمل من محبة وطيبة وبراءة ، وأحاول أن أكون ودودا معهم: لكنهم لا يبادلونني المحبة ولا يكلفون خواطرهم بكلمة شكر: شو هالناس هاي،.

ولأنني أعرف أن صديقي يريد أن ينفس عن بركانه المحتقن ، ابتسمت له ابتسامة رضا: فتابع بث أشجانه: يا رجل ، في الشارع أفتح لأحدهم طريقاً ، وأنتظر أن ترتسم على شفتيه ابتسامة الشكر ، لكنه يمضي عابساً بوجه مكفهر ، أو أبعث بتهنئة عيد عبر البريد الإلكتروني ، أو الهاتف النقال ، ولكن كثيراً منهم لا يكلف خاطره بالرد ، أو قول شكرا. فهل يعتقدونني تافهاً أو راميا نفسي عليهم. أأنا محقوق لأنني صاحب مبادرة؟،.

ثم قال: وأنت يا صديقي ، لقد فشلت نظريتك ، التي كتبت عنها ذات مقال ، قلت: ذكرني بها ، فقال: نظرية الكهوف الفارغة ، التي قلت فيها إننا نتلقى دائما صدى المشاعر التي نبثها للآخرين ، تماماً كما نتلقى صدى أصواتنا ، عندما ننادي في كهف فارغ ، أو غرفة فارغة،.

أوافقك الرأي بأننا في الغالب لا نعير أهمية لكلمة الشكر ، أو ابتسامتها ، وأننا لا نعلي من شأنها في حياتنا ، رغم أهميتها في استمرار تدفق الخير والزيادة في المحبة. ولهذا حرصت أن أعلم أولادي قول شكراً ، على كل فعل خير يقدم لهم مهما كان بسيطاً ، فأصبحت الكلمة مربوطة بألسنتهم. ولا أريد أن أكون شاعريا خياليا ، ولكن أريدك أن تتعلم من الورود ، التي ضربتها لي مثلاً في بداية غضبك ، فهي تمنحنا عطرها سواء علينا شكرنا أم جحدنا. فهل رأيت وردة كفت عن بث عطرها: لأننا لم نقدم له الشكر والعرفان ورد الجميل؟،.

يا صديقي استمر بمحبتك للناس ، ودارهم كما تداري الماء في الصينية ، على رأي مطرب عراقي عاشق ، حتى أولئك الذين لم يردوا على رسائلك وتهنئتك ، فابعث بأخرى ، وداوم على مراسلتهم ، كي يتأكدوا أنك لم تفعل المحبة لأجلهم فقط ، بل لأن المحبة جديرة بك ، وجديرة بأن تفعل ، وجديرة أن تعم في الناس؟،.

ويا صاحبي ، أنت ماذا تقدم وماذا قدمت؟، ، فمما يرون أن السيد المسيح عليه السلام أحيا بإذن ربه عشر أنفس. فكم نفساً التفتت إليه ، وقالت له: شكرا يا رسول المحبة؟،. فقط ثلاثة من عشرة ، يا صاحبي ، فلا تغضب ، وابق محباً: لأن المحبة جديرة بك أولاً ، وأخيراً.الدستور

ramzi972@hotmail.com





  • 1 محمد بني نصر 06-01-2010 | 08:02 PM

    مقالك ايها الكاتب العزيز يعبر عن مكنونات داخلك ورقي اخلاقك...
    وكأنك تؤكد على المعاني الراقية في ديننا الحنيف التي اوصانا بها النبي الاكرم محمد علية الصلاة والسلام.. بقولة: انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ,
    وقوله: الا ادلكم على شيء ان فعلتموه تحاببتم ..افشو السلام بينكم.
    وقوله في موضع اخر: تبسمك في وجه اخيك صدقه.
    وقولة: لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه..

    فما اروعنا وما اعظمنا وما ارقانا اذا التزمنا بوصايا معلم الاخلاق ومهذب النفوس محمد صلى الله عليه وسلم

  • 2 ربداوي 06-01-2010 | 08:25 PM

    اعمل معروف وارمي بالبحر
    سياتي يوم ويرجون لك المحبة وعليك بالصبر " انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب"
    اعمل واحتسب عند الله

  • 3 مروان محمد الفايز 07-01-2010 | 12:21 PM

    تحياتي لك أخ رمزي ولصديقك في آن معا

    ان شئتما أن تعتبرا تحيتي المرسله صدى لمشاعرك في كهف الحياه الفارغ فهذا شأنك ألا أنني أختلف معكما في طريقة انتظاركما للمكافأه على الكلمه الحلوه أو السلوك القويم.
    نحن نفعل ما نراه صوابا تجاه الناس وبطبيعة الحال لا ينبغي أن تتحدد مدى صوابية ما قمنا به تبعا لرة فعل القوم من حولنا.

    أن المكافأه على الفعل ليست في رد الفعل بغض النظر عن كونه طيبا أم لا بل تكون بالفعل ذاته.

    عندما نتصرف برقه مع الناس يخالجنا فورا الأحساس بالرضا والشعور الجميل وهذا يندرج في باب المكافأه على مثل هذا الفعل أما أنتظارنا شعورا مكافئ ومتبادل فهذا يضعنا في خانة التجار ممن يطلبون ثمنا مقابل كل مجهود يبذل.

    أن أردنا استثمار مشاعرنا الطيبه تجاه الجموع وجب علينا التوقف عن انتظار المقابل والتخفيف من الشعور بالأحباط الذي يبدو لي أن لا محل له هنا.

    تحياتي
    ودمتم

  • 4 ٍِصابر 07-01-2010 | 12:39 PM

    EXcellent article Well done


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :