الساعة تقارب على العاشرة صباحا ، دقائق معدودة وتصبح العاشرة تماما، تلك الساعة الموعودة من ذاك السبت المنتظر، انفاس تزداد خوفا من مواجهة نتائج وارقام لم تكن بالحسبان، لهفة الام على مستقبل ابنها وهي تكابد الليالي معه لتشعره بانها تسانده بكل لحظاته مع تلك الكتب المرصوصة على الطاولة المستديرة التي لا تخلو من النقاشات الحادة بين الطالب وذاته وبين الطالب ومن حوله.


فمنذ ان بدأت امتحانات التوجيهي والطالب يعيش حالة من التوتر الشديد وخاصة ان هنالك تشكيك بصحة الاسئلة مما اثار الثقة في نفس الطالب واشعره بان عملية الظلم واردة في طرح الاسئلة، لم يقف الامر عند الاسئلة التي طرحت بل في متابعة النتائج بدقة ليتم عرض النتائج ومن ثم سحبها بعد ساعة على خلفية اخطاء تمت في هذه النتائج بين ماتم نشره على المواقع وماهو مدون على الاوراق.

من الممكن ان يخطئوا في صياغة الاسئلة لان الاسئلة قد تكون مفتوحة من حيث الاجابة وتدخل مدارات واسعة، الا ان الخطأ في النتائج شئ لا يمكن قبوله فهو عبث في مشاعر الطالب الذي ينتظر نتيجته ولم ينام ايام لينتظر هذه الساعة.


فالنتائج التي اعلنت ابدت الشك في نفس المواطنين والمهتمين بمتابعة النتائج بالرغم من ان هذه النتائج على حد تعبيرهم نتائج مشابهة لنتائج السنوات السابقة، هذه الاخطاء المتوالية بدءا من صياغة الاسئلة وسحب النتائج قد هزت من مصداقية وزارة التربية والتعليم والكادر المتخصص بامتحان الثانوية العامة .


مما لفتني حقا ليس الخطأ الذي حدث بل مدى الحرية التي يشعر بها الشاب الاردني لاجد في ذلك اليوم مجموعة خاصة على "الفيس بوك" تم تشكيلها من قبل الطلبة الذين عانوا من هذه المسرحية التي استخدمتهم كدمى ولكن على ارض الواقع،


وتدعى تلك المجموعة " نطالب جلالة سيدنا بإقالة وزير التربيه والتعليم" وقد وصل عدد هذه المجموعة اربعة الاف وثلاثمائة وسبعة وستين طالبا الى اللحظة التي رأيتها فيها، والهدف من هذه المجموعة هو مطالبة جلالة سيدنا حفظه الله ورعاه بإقالة وزير التربيه والتعليم من منصبه وذلك بعد عدة اخطاء قام بها كان آخرها خطأ في كشوفات العلامات للدوره الشتويه.


من الجميل جدا ان تجد الشباب يثقون بالقيادة الهاشمية وبالحرية التي منحت ليشاركوا في صناعة الرأي العام، ليطالبوا بصريح العبارة باقالة وزير التعليم دون الخوف من هذه المطالبة لثقتهم الواسعة بجلالة الملك، ما تم من خلال الوزارة مشين جدا، وهز كل الاردنين الذين ينتظرون نتائج ابناؤهم بفارغ الصبر، ولا نستطيع ان ننسى ايضا اهمية قطاع التربية والتعليم في الاردن وسمعته في باقي الدول وما حدث عمل خلخلة بهذه الصورة.


ومطالبة رئيس الوزراء سمير الرفاعي باجراء تحقيق بالحادثة التي جرت و تسخير كافة الامكانات لتحقيق العدالة واعادة الامور الى نصابها بسرعة ودقة متناهية لا تسبب الارباك او الظلم لاي كان، واكد الرفاعي بانه سيتعامل بحزم شديد وسيحاسب من اخطأ ، في حين ان وزير التربية والتعليم يرى ان الامر كان مجرد خطأ في عملية الادخال وانه لم ولن يقدم استقالته مادام الامر بيد جلالة الملك ومن ثم رئيس الوزراء.


هنا نقف منتظرين النتيجة وهل ستظل مناشدة الطلبة عبر المجموعة التي اقيمت مجرد مناشدات لا نتيجة منها؟ وهل سيتم اسقاط الخطأ الذي حدث على اي موظف بالوزارة؟ وهل سيبقى الوزير؟ والاهم من ذلك كله ماهو القطاع الذي سياتي بالمرحلة التالية للعبث فيه؟؟


تساؤلات نتركها للمسؤول والقارئ للاجابة عليها؟؟؟