من يقرأ سيرة هذا الضابط المشبع بالرجولة والحس الامني، ومسيرته المعطاءة في جهاز الامن العام في حقبة زمنية مريرة عصيبة ... حتما سيتنهد مترحما عليه، ومن عرفه عن قرب ولمس إنسانيته وطهارته الوظيفية ، وشفافيته الأخلاقية ، وغيرته الوطنية يقف احتراما لروحه الرضيه واياديه النقيه.
.
في لواء القصر الأغر المتكئ على الخاصرة الشمالية لمدينة الكرك، نشأ وشب فارسنا في عشيرة لها في مكاييل المجد اوزانا... وللوطنية والزعامة والمكارم عنوانا، تلك العشيرة التي انجبت للوطن رجال وأي رجال ...تفوح منهم خميرة الرجولة وعبق القيادة والريادة ..إذا مرت أسماؤهم أطرق الرجال اجلالا واكبارا لتلكم النفوس الكبار.

وبعد أن أنهى " التوجيهي " في ثانوية الكرك عام 1962استهل مشوار حياته المهنية معلما في وكالة الغوث حتى العام 1966 وحيث كانت الكليات العسكرية والشرطية في تلك الآونة هي قبلة الطامحين ... فقد إختار عن رغبة وإلحاح ... الالتحاق بدورة المرشحين الثانية/كلية الشرطة عام 1966متدرجا في الواجبات والمراتب وجال الوطن من شمال إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ....حتى أحيل إلى التقاعد برتبة عقيد عام 1983

كان خلال مدة خدمته مثالا في الإخلاص والانتماء، والاستعداد للتضحية والحرص على القيام بواجبه، ملتزما بروح الجندية ونواميسها وقيمها الإنسانية، مؤمنا بأن المؤسسة الأمنية هي مدرسة تعلم المرء أبجديات الوطنية، فكان نعم الحارس الامين

لقد عصفت بالوطن في حقبة السبعينات عواصف هوجاء ، وحاكته ليالي سوداء، يوم كاد أمنه يتهاوى كالعصف المأكول .. سجل فيها فارسنا البطل سجلا ناصعا مرصعا بالمواقف البطولية والتضحيات وذب العاديات عن الوطن
رحل الجسد وبقيت ذكراه العطرة تفوح في مختلف أرجاء الوطن ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته .