facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سعد السعود و(مية) العود


رمزي الغزوي
17-02-2010 04:30 AM

فيما مضى ، كانت جدائل النساء الجميلات الحسان توصف بالحنشان ، جمع حنيش ، أي الحية السوداء الغليظة ، أما حين تكون هذه الجدائل ، ممتلئة وأكثر متانة وأشد قوة ، فلا يجدون لها وصفاً إلا (حيول) الدوالي ، وهي أغصان شجرة العنب: ولهذا كانت بعض النسوة يتسللن إلى الكروم ، في مثل هذه الأيام تحديداً ، ليجمعن العصارة التي تنز من الأغصان ، بعد عملية تقليمها وتقنيبها ، ويغسلن بها رؤوسهن ، على أمل أن تغدو جدائلهن كحيول الدوالي.

وكذلك الدوالي ، فهي مثل النساء الحسان ، تتناقل صفاتها في الناس ، والكل يسعى إلى أن يحصل على حيل من دالية موصوفة بطيب عنبها ويناعة ورقها ومقاومتها للأمراض. فهذه دالية خضارية ، سأزرع منها حيلاً في رأس البستان، ، فعنبها (نقراشي) ييقرقش تحت الأسنان ، ولا بدّ أن أزرع حيلاً آخر من دالية جيراننا: فعنبها كأصابع العروس في حنايها. وهكذا يتداول الكرامون (أصحاب الكروم) صفات الدوالي كالعطر الفواح ، وكأنهم يتحدثون عن امرأة غيداء،.

ولأننا شباط هذه السنة ، قد أفرط في تقلبه ومزاجيته ، وجلب لنا الصيف في أوسطه ، ولهذا فعلى كل من يمتلك دالية (فلا أصدق أن بيتا أردنياً لا يمتلك دالية: حتى ولو زرعها في برميل ، فالدوالي توائمنا ، وعشيقاتنا المعلنات) ، ولهذا فعليه أن يقلمها سريعاً ، وينظفها من أغصانها الميتة والضعيفة والهزيلة ، استعداداً لموسم جديد قبل أن يباغتنا (سعد السعود) ، وهو الجزء الثالث من خمسينية الشتاء ، والذي تسري فيه المي بالعود ، أي عصارة الشجر ، وعندها سيصبح التقليم غير ملائم،.

يطربونني حينما ينتشرون في كرومهم وبساتينهم ، بمقصاتهم المرهفة ، وأغانيهم الهفهافة التي تلتحم بحب الأرض الباسمة بأول دحنونها ولثغة أقحوانها، ، فيمرون بتأن وقداسة من بين دواليهم ، يرفعون جدائلها بلطف العشاق وخفرهم ، ويناغونها بهمس الكلمات ، فالذي لا يشعر داليته بأنها حبيبته الأولى والأخيرة ، لن تعطيه من عنبها كما يشتهي: أحبك يا داليتي.

لا أتوق أن تلقم (دوالينا) الهرمة المريضة المتعبة المتخمة بالأغصان الميتة ، والتي أصابها العقم والتبلد منذ زمن ، فهذه ما منها فائدة ، لا يرجى رجاؤها ، بل أتوق لو (تشلع) من شروشها ، وأصول جذورها ، ونزرع بدلا منها حيولاً جديدة ، من دوالينا الكثيرة الموصوفة بالمتانة والقوة والجمال: علنا نتجدد ، ونتمدد ، وتزداد همتنا وعنفواننا ، ويطيب عنبنا،،.

ramzi279@hotmail.com
الدستور





  • 1 The new jordanians 17-02-2010 | 05:00 AM

    اسعد اللة صباحك يااخ رمزي!
    كالمعتاد كلمات جميلة ورائعة تعيدنا الى الارض والجبل والكرم وتذكرنا بحكايات الكروم والزبيب والدبس والخبيصة. اما الدوالي التي اكل وشرب الدهر عليها واصبحت عاقر بل مريضة ومسوسة ومعدية فعلينا ان نخلعها من كرومنا من جذورها ثم حرقها دون تاخير وان نستبدلها بالصنف المحلي المعطاء.

  • 2 المحامي عبد الغني عدنان القضاة / ابو ظبي 17-02-2010 | 08:33 AM

    شكرا استاذ رمزي على هذا المقال الرائع الجميل و الف الف تحية الك .

  • 3 ابو محمد 17-02-2010 | 09:05 AM

    مقال جميل يعيدنا للأرض وجذورنا
    مقال يخرجنا من مشاكلنا ليداعب بعض مشاعرنا النبيلة
    تجاه الأرض والحياة
    تحية لهذا القلم المبدع
    شكرا لعمون التي صادت لنا هذا المقالة

  • 4 علي حباشنة 17-02-2010 | 10:42 AM

    صرت احب قرات مقالات الغزوي وين ما بقلاقيها

  • 5 khuloud 17-02-2010 | 11:17 AM

    مقالة رائعة ....

  • 6 شوبكي 17-02-2010 | 11:31 AM

    كتابة رائقة ويبدو لي هذا الكاتب متمرسا ليس بلغته الجميلة الخلاقة بل بحياتنا الشعبية والموروث وهذا ما تفتقده الصحافة الاردنية
    اريد ان احيي الكاتب من كل قلبي

  • 7 مرام 17-02-2010 | 12:24 PM

    شكرا لعمون
    انت انكم عرفتوني باجمل كاتب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :