السلط .. الكرك .. الطفيلة .. وقفة مع التراث
14-07-2020 01:57 PM
عمون – محمد الخوالده - تختزن الذاكرة الشعبية في محافظة الكرك مقولة " جميد كركي ، سمن بلقاوي ، زيت طفيلي " ، مقولة دى سادت في زمن اجدادنا والاجداد الاولين وبعض من ابائنا الى ان اتت الحداثة التي غيرت الكثير من مفاهيم معيشتنا حتى في نمط غذائنا ، بل وكل تفاصيل حياتنا .
تسجل المقولة اياها لحالة وطنية جسدت عمق الاواصر والتكامل بين ابناء الوطن الواحد ، الذي تشكل مناطق الكرك والسلط والطفيلة حلقات اصيلة ثلاث في عقده الفريد ، لذا لم يكن مستغربا في ذلك الاوان الجميل ان تجد بائعا كركيا يطوف السلط والطفيلة بخرائط مليئة بالجميد ، او ان تجد بائعا سلطيا او طفيليا يجوب بخوابي السمن والزيت انحاء الكرك .
ظلت منتجات اللبن الجميد والسمن والزيت البلديان ولامد طويل ابرز ما تحرص الاسرة الاردنية على ادخاره لعامها كمؤونة غذائية اساسية لاغنى عنها ، الى ان اعترى هذا المفهوم في ايامنا هذه تغيير كبير هبط كثيرا بالمكونات اياها على سلم اولويات مؤونة اسرنا .
ان يذهب السلطي والطفيلي الى الكرك لشراء اللبن الجميد ، وان يذهب الكركي الى السلط والطفيلة لشراء السمن والزيت في ذلك الزمن الجميل رغم وجود منتج مماثل في مناطقهم ، فيعني الثقة بان السمن البلقاوي اجود ، وكذلك الجميد الكركي والزيت الطفيلي ، لثقة مطلقة بالمنتجين فلا خلط متعمدا ولا تصنيعا كيفما اتفق على حساب النكهة والمذاق ، ثم لاجشع بربح يفوق الحاجة بل ما تيسر من حلاله .
شهادة حديثه على صدقية مقولة " جميد كركي ، سمن بلقاوي ، زيت طفيلي " جاءت على لسان الاديبة الباحثة في التراث وزيرة الثقافة الاسبق ابنة السلط بسمه النسور لدى افتتاحها معرضا للاغذية التراثية اقيم في بلدة القصر شمال الكرك عام 2018 .
بالحرف الواحد قالت سلطية المولد اردنية الهوى النسور ممازحة سيدات كركيات شاركن في المعرض اياها منتجهن من اللبن الجميد " يله السمن النا والجميد الكو" ، ما قالته الوزيرة الاسبق النسور كباحثة في التراث اكد مصداقية المقولة مدار الحديث حول خصوصية السمن البلقاوي والجميد الكركي ، بانتظار باحث تراثي من الطفيله ليحضر للكرك ليعيد لتراثنا القه ويقول " الزيت النا والجميد الكو" او ان يحضر للسلط فيقول " الزيت النا والسمن الكو" .