من نافلة القول وبدهيات الحياة ان المسؤول سواء في القطاع العام أو الخاص مؤتمن على ما يتولاه ؛ وهو امانة في رقبته وان لم يحاسبه ضميره على القيام بمهامه على أكمل وجه أو تجاوز قد يرتكبه عامدا متعمدا أو استجابة لاهوائه ومزاجيته ورغباته الشخصية قد يحاسبه مسؤوله الأعلى ... لكنه بكل تأكيد سيحاسب يوم الموقف العظيم .
المسؤولية أمانة : قد يترجمها صاحبها الى أبهى صورة من الانتماء أو تتحكم فيه أهواؤه ومزاجيته ورغباته وشططه !!
قادتني الى هذه المقدمة مجموعة وقائع وأحداث منها على سبيل المثال ما قام به معالي سفيرنا لدى مصر الدكتور هاني الملقي .
كان الزملاء في الصحافة المصرية يهاجمون بشدة مشروع قناة البحرين ... ظنا منهم ان القناة قد تنافس قناة السويس أو انها نكاية بمصر التي تتميز علاقتها مع الأردن بأبهى صورة ... فما كان من السفير الملقي الا أن وجه دعوة لممثلي الاجهزة الاعلامية المصرية كافة لزيارة الأردن ورتب لهم برنامج مكثف التقوا عددا من كبار المسؤولين واستمعوا الى شرح مفصل عن الوضع المائي في الأردن والخطر الذي يتهددنا نتيجة وضعنا المائي حيث يأتي ترتيبنا المائي في مقدمة أفقر أربع دول عالميا .. وأبدع حينها المسؤولون المائيون في شرح الحقائق مدعمة بالارقام والخرائط والصور وتفاصيل مشروع قناة البحرين الأنبوبية ومشروع جر مياه الديسي الى العاصمة حيث أصيب الزملاء الاعلاميون المصريون بعيد تلك اللقاءات والشرح العملي الموضوعي بالوجوم والدهشة بل وبالصدمة الى درجة حدت بالاستاذ أمين محمد أمين مساعد رئيس تحرير الاهرام ومسؤول الطبعة العربية ورئيس وكالة الاهرام الى القول في اليوم التالي " لم أستحم اليوم لأني اعتبر ذلك ترفا لا لزوم له في ظل الاوضاع المائية الصعبة في الاردن . وعندما عاد الوفد الى مصر لم تبق وسيلة اعلام مصرية الا ان أيدت بشدة مشروع قناة البحرين ... وهكذا تغير موقف الاعلام المصري بفضل خطوة وذكاء الدكتور الملقي .
وخلال الشهر الماضي قام وفد مكون من كبار المستثمرين المصريين بزيارة الأردن بناء على دعوة من السفير الملقي ... حيث اطلعوا على الفرص الاستثمارية العديدة في ارجاء المملكة والمناخ الاستثماري السائد ... فعادوا لدراسة تنفيذ عدة مشاريع استثمارية تأكدوا من جدواها بناء على دراسات علمية معدة مسبقا .
هذه الترجمة الحقيقية لاهتمامات سفير ما كان يضيره ان يخدم وطنه في أي موقع بعدما اسندت له عدة حقائب وزارية كان آخرها وزيرا للخارجية أضمر له دعاة النميمة والفساد كل شر فما تغير ولا وهن أو بدل قناعاته .
وفي المقابل ؛ أذكر ما روى لي أحد الدبلوماسيين والاكاديميين الثقات عن تصرفات سفير أردني خلال فترة استهداف سفرائنا التي نشطت فيها خفافيش الشطح وعصابات الاجرام اعداء الحياة ... اذ كان ذلك السفير " شمام هوا ... قطاف ورد " وعند تنقله كان يجبر سائقه على الجلوس في المقعد الخلفي بينما يقوم سعادته بقيادة السيارة !!
كم من أصحاب المعالي والسعادة السفراء الذين لا يعتبرون فترة تمثيلهم للاردن " جمعة مشمشية " ... و " فترة نقاهة " ويقومون بما يقوم به معالي السفير الملقي ؟؟

ssakeet@hotmail.com