سنة سمير أمل كبير لمستقبل منير .. بقلم المحامي جمال الخطاطبه
mohammad
07-03-2010 01:48 PM
*هذا الشاب "الحليوه" بالعامية( الشقفه) ليس سوبر مان ونائبه ليس بات مان ووزير داخليته ليس سبايدر مان ووزير ماليته ليس ساسوكي..
.......................
من السابق لاوانه ان نطلق احكاما على حكومة ما زالت بعمر الطفولة لم تلبث ان تسلمت مهامها ولكن المكتوب مبين من عنوانه ، فالطفل يبرز ذكائه منذ طفولته ويُستبشر به خيرا ، وهذه الحكومة للتو بداءت عملها ولا نتوقع النتائج بسرعة الضوء فليس فريقها الشخصيات الكرتونية المشهورة التي تسرق عقول اطفالنا ، فهذا الشاب "الحليوه" بالعامية( الشقفه) ليس سوبر مان ونائبه ليس بات مان ووزير داخليته ليس سبايدر مان ووزير ماليته ليس ساسوكي فهم بشر مثلنا يعملون وفق معطيات الواقع الموجود .
ومن المستحيل على اية تشكيلة كانت عليها اية حكومة جديدة ان تنال رضاء الناس ورواد الصالونات السياسية العاطلين عن العمل السياسي والباحثين عن الشواغر الحكومية والمناصب الترضوية ، فارضاء الناس غاية لا تدرك
ويختلف مقياس كل شخص عن الشخص الاخر وكل تيار عن التيار المعاكس في مدى نجاح او فشل الحكومة في عملها، اما المواطن الصامت قليل الحيلة الذي يجري وراء لقمة عيشه فينظر الى كل حكومة جديدة بنظرة الغريق الذي يمد يده اليها لتنقضه من الغرق في برك الوحل العميقة التي بدأ يغرق فيها تدريجيا
رغم كثرة حكومات الانقاذ التي استخدمت اساليب عدة لانجاح عملية الانقاذ ، فمنها من رمى بخيط ليتمسك به الشعب ومنها رمى بحبل سميك ما لبث ان افلته ليزداد الوضع سوء ومنها من قفز بالوحل ليصبح المنقض بحاجة لانقاذ ، ولكن الانقاذ لا يتم الا بطريقة واحد فقط وهي وضع اليد باليد والتعاون للوصول الى بر الامان .
ونلاحظ كمواطنين مع تسلم حكومة التغيير مهامها بعض الحركات الجديدة علينا وخاصة في موضوع مكافحة الفساد وموضوع التغيرات الجذرية لقيادات تقليديه لبعض المواقع والمجالات ، و نرجوا ان لا تكون الحكومة تكثر من شرب مشروب الطاقه بايسن كلك حركات وانما ان تكون هذه الحركات بداية جديدة لمسار الدولة الاردنية الراغبة في النهوض من غفوة طويلة استغلها لصوص المال العام الذين انتشروا في ارجاء عمان بقصورهم وسياراتهم وشركاتهم وبنوكهم وافرغو جيب الحكومة وقبله جيب المواطن .
المحير في الامر اننا كمواطنين نطالب الحكومة بمحاربة الفساد والمفسدين دون اي نوع من المحاباة ولكننا في بعض الاحيان نمارس افعالا تحمي او تدافع عن من يشوبه شبهة فساد اذا كان يخص عشيرة معينة او منطقة معينه وهذا تناقض من شأنه التأثير بشكل كبير على المنهج القويم للقضاء على الفساد ، لماذا لا نترك الامر للقضاء الاردني النزيه ليبت في الامر فاذا ثبتت تهمة الفساد نكون قد أنجزنا ، وان ثبت عكس ذلك نعطي كل صاحب حق حقه ونعطيه الدرس بالابتعاد عن مواطن الشك والريبة .
واذا كان التفاؤل بالخير واجبا علينا كمسلمين ويدفعنا الى النظرة الايجابية للامور حتى يبقى الامل موجودا ولا يتسرب اليأس الى قلوبنا فيمنعنا من العمل والعطاء فالواجب علينا ان نستفيد من اخطاء الماضي ونعترف بها كحكومة ومواطنين وصولا الى علاجها والخلاص من اضاعة الوقت والجهد بتكرارها .
فالنجاح لا يأتي من الفراغ وانما يولد من القرارات الصائبة,والتي تأتي من التقدير الســليم للامور النابع من التجارب الماضية و الابتكار والإبداع والاختلاف ركائز مهمة لاستمرار النجاح والحفاظ عليه .
ولن يكون في يوم من الايام معيار النجاح مقتصر على الخبرة أو العمر أو الوزن السياسي بقدر ما هو مرتبط بالفكر وآلية تطبيقه على ارض الواقع وسد الثغرات التي قد تعيق تنفيذه وترتيب الاولويات وحشد الطاقات والتركيز على النتائج لا على البروتوكولات .
واننا في هذا الوقت العصيب من تاريخ المنطقة العربية والظروف الصعبة التي يمر بها هذا الوطن العزيز فالامل يحدونا بانجاز عملية الانقاذ التي بدأت خطواتها المنظمة بكتاب التكليف السامي الذي يعد خطة طويلة الامد للاصلاح والتحول الى منحى جديد يتبنى النهج الاقوم لسياسة الدولة والافراد في كافة مجالات الحياة للنهوظ بالاردن الى مصاف الدول القادرة على مواجهة التحديات والتغلب على المشاكل والصعاب بحثا عن الاردن الافضل الاقدر الاقوى والاجمل .
Jamal_alkhatatbeh@yahoo.com