حين كانت الإدارة الطبية الحكومية منشغلة بالإعلان عن أعداد الحالات الوبائية، مكتفية بتوضيح وشرح اجراءات طبية (حظر، عزل، مناطق حمراء وخضراء وصفراء.. الخ)، منشغلة عن الانجاز الطبي الحقيقي المتمثل بتجهيز المستشفيات وتحضيرها لمواجهة وباء كورونا وتحصين الكوادر الطبية من الاصابة بهذا الوباء وتحضير مستشفيات خاصة لهذا الوباء منفصلة عن المستشفيات والمراكز الطبية القائمة على علاج الأمراض التقليدية.

أقول حين كان كل ذلك، كان الجيش العربي يعمل بصمت بتوجيهات القائد، ويعمل بجد بمتابعة القائد، ويعمل بإخلاص بدعم القائد، لأن رؤيته وقناعته أن العمل بصمت وجد واخلاص هو الأنفع والأجدى والأبقى، ليفاجئنا اليوم بإعلانه أن "منطقة البحر الميت مخصصة للمصابين بفيروس كورونا فقط ولَم يعد مكانا للحجر، وأنه تم رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفى الميداني في البحر الميت من 200 سرير الى 400 سرير واليوم يعمل بطاقة 2000 سرير، وأن كلفة عزل المصابين مجانية وعلى حساب الدولة الأردنية ".

هذا هو الانجاز الطبي الحقيقي، البعيد عن الاستعراض، القريب من نبض الشعب، وليس الاعلان عن ارقام وشروحات وتوضيحات ليست من صميم العمل الطبي الحقيقي، هذا هو الانجاز الذي يحق لنا ان نفخر به وان نتحدث عنه وان نتباهى به.

هذا الواجب كان من مسؤولية الادارة الطبية الحكومية اولا، التي اكتفت بالدور الاعلامي الطبي، مع قناعتنا بأن الكوادر الطبية العاملة في الميدان (المستشفيات والمراكز الصحية) قدمت الكثير من الجهد والتعب ولكن هذا الجهد لم يجد من ينظمه ويستثمره ويؤطره ضمن جهود الدولة الاردنية في محاربة وباء كورونا.

بقي أن نقول، أن حمى الله جيشنا عنوان انجازنا وقائدنا عنوان مجدنا، وحمى الله شعبنا وكوادرنا ومؤسساتنا الطبية من الوباء والبلاء.