عمون – محمد الخوالدة - يتعايش مواطنو اغوار الكرك هذه الأيام مع اشكاليتين افرزتهما الطبيعة تحلان عليهم - كما يقولون- ضيفان ثقيلان، وهما بحسب المواطنين إشكالية فيروس كورونا الذي لازال رغم تراجعه النسبي في المنطقة يشكل خطرا مهددا يستدعي إجراءات احترازية تستقطب الكثير من جهد الناس ووقتهم وتؤخر أعمالهم، اما الإشكالية الثانية فترتبط وفق المواطنين بالانتشار الموسمي الكثيف للذباب المنزلي والذي يتزامن عادة مع بدء التحضير للموسم الزراعي في المنطقة من مستهل شهر أيلول ويستمر حتى شهر شباط من العام التالي.

يقول ممثل المنطقة في مجلس المحافظة فتحي الهويمل مجملا اراء مواطنيه ان مخاطر الذباب المنزلي الصحية لا تقل فداحة عن مخاطر فيروس كورونا، فالاثنان مسببان للمرض وناقلان للعدوى ، و"تابع" الهويمل : اذا كان فيروس كورونا بما يثيره من ضجة وحراك عالميين مرشحا الى حد ما للرحيل بكل مايخلفه من ماس ، فان ما يمكن وصفه بوباء الذباب المنزلي قائم في المنطقة بكل مضاره ومخاطره منذ زمن طويل ، اذ لا جهد كافيا من قبل الجهات المختصة بحسب الهويمل للجمه.

وعرض الهويمل مضار الذباب المنزلي وسبب الشكوى منه، وقال لا يقتصر اذى الذباب المنزلي على ازعاج المواطنين وتعكير صفو نهارهم ، وتلويث غذاءهم وشرابهم ، بل يؤذي هذا الذباب المزعج المواطنين القادمين للتنزه في المنطقة من مختلف انحاء محافظة الكرك والذين تتكاثر اعدادهم في فصل الشتاء للتمتع بالأجواء الدافئة ، فإسراب الذباب التي تتطاير حولهم ومن فوقهم وتحط فوق كل شيء من متاعهم وطعامهم ، تفرض على اكثرهم الإسراع في مغادرة المكان ، هذا على الصعيد العادي قال الهويمل ، اما على الصعيد الأهم فان الذباب بطبعه ناقل للجراثيم والفيروسات المؤدية لأمراض مختلفة بعضها خطر ، ما يعني تهديدا صحيا يضاف للتهديد الناتج عن فيروس كورونا في هذه الأيام.

سبب تكاثر الذباب المنزلي ناتج بحسب الهويمل عن تخمير السماد البلدي الذي يستخدمه المزارعون لتسميد زراعاتهم دون التقيد بالاشتراطات الصحية اللازمة ، اذ يظل هذا السماد مكشوفا تحت اشعة الشمس ما يجعله بيئة خصبة لتوالد الذباب وغيره من الحشرات الضارة كالبعوض مثلا ، هذه مشكلة مزمنة تتكرر سنويا ، وتزداد خطورتها هذا العام بمصاحبتها لتفشي فيروس كورونا قال الهويمل ، اذ برغم علم الجهات ذات العلاقة بها وبالأخطار الصحية والبيئية المترتبة عليها فان هذه الجهات يلفت الهويمل لم تقم بعمل جاد لمعالجتها ، وهذا برايه مطلب شعبي ينبغي على وزارات الصحة والبيئة والزراعة اخذه بعين الاعتبار والتوافق على خطة شاملة لعلاج دائم.