facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدكتورة أمل بورشك تثني على "رصيف الحياة"


17-12-2020 01:25 PM

عمون - صدر عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، لعام (2020) للكاتبة الأردنية "ماجدة نبعة" نصوص نثرية بعنوان (على رصيف الحياة) تقديم الدكتورة أمل بورشك عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين.

لمن يتأمل صورة الغلاف يرى مقعداً خشبياً طويلاً على الرصيف ، يقوده إلى تصفح أربع وعشرون عنوانا ، تشتمل على كلمات وأضدادها ، فيثيرك الفضول لسبر أغوار النصوص النثرية ، و بعد قراءة الإهداء النابض بالحياة والرقة ، تبدأ في القراءة ، والتفكر في المعاني ، فيتبين للقارئ أن الكاتبة تميزت بما يلي :

تأنق نصوصها بألفاظ أدبية بعيدة عن الصنعة ، تتسم بالإيجاز تارة و بالاسترسال تارة أخرى ، وظفت بعناية كوسيلة للإيضاح ، لتضمنها المعاني الروحية بكل إتقان.

تعالج الأمراض السائدة بحكمة مبنية على مقارنات من أرض الواقع .

انتهجت نوعا من الكتابة الأدبية المحاكية " للبدائع النثرية قليلة الحظ في الاهتمام بها" ، فأحيتها بقالب حواري وقصصي تتلمس أثره في نفسك ووجدانك وقناعاتك .

استخدمت نصوصها كأداة للتواصل مع القارئ وأحداث حياته اليومية المعاشة .

انتقت العناوين بذكاء وبراعة ، و تبعته بمحتوى جميل من الناحية الفنية وطرح الأمثلة البناءة ، ليعكس مدى عمق فهمها لأسرار وجمال ما كتبته عن القيم ، وسعة معرفتها واطلاعها وقدرتها على توظيف اللغة بكل يسر وسهولة ، لامتلاكها قاموسا لغويا ثريا بالمفردات والمصطلحات الدقيقة ، فجاء نسيجها متقن الصنع دون خلل في أي من مواقعه ، أضافة لاستكمال جمالية تنسيق الطباعة والترقيم التي سهلت القراءة والفهم في آن واحد.

تتطلع لإحقاق الفضيلة لدى القارئ ، لتفكرها المسبق في مدى ملاءمة معنى الكلمة المتوافق مع العنوان والمضمون، فكلمتها تروق وتؤنس عنوان نصوصها النثرية ، ككاتبة عصرية تهتم برقي النص وتنظيم أفكاره.

ألفاظها السهلة والعذبة والمهذبة ضمنت نصوصها رسائل ذات وجهة فنية لتكون سلطان التغيير والتوجه الاجتماعي بأسلوب مترفع عن أي ابتذال ، فتقبل على قراءتها بنهم وتشوق غريب.

اتخذت من النثر أداة لها موقع القبول للمعاني الوجدانية فتغنت بمكارم الأخلاق ، لتصحح الحياة الاجتماعية من وزر التقاليد العقيمة والفهم المغلوط للقيم في ملابسات الحياة ، فجاءت نصوصها خفيفة الوقع على نفس القارئ وذات هدف وغرض محدد له تأثيره الخاص عليه.

انتقت عناوين لا يليق بها إلا مثل هذه النصوص النثرية الصالحة لها ، ووفقت في بلاغتها لقدرتها على توظيف الفطرة لإصلاح الذات .
موضوعاتها تحتاج إلى إعمال العقل والفهم و الإدراك ، فاستطاعت نصوصها النثرية احتواء المتطلبات الفكرية للتغيير المناسب ،و لامتلاك الكاتبة لغة الشرح والايضاح و الاقناع .

طوعت النثر في نصوصها كأداة طبيعية مرنة ، لنشر الآراء في زمن يتسم بالسرعة في كل شيء لاحتياج القبول للغذاء العقلي والوجداني.

استطاعت التفرد بتشكيل نوعية أدبية خاصة باسمها وفكرها ، وعليها أن تستمر في التعمق في هذا المجال الأدبي المتعلق بالحياة اليومية المعاشة ، والحالمة بالتغيير الاجتماعي إلى الأفضل وبإيجابية .

اقتباسات تتسم بحكمة أسميها " جملة الكاتب ":

" كم مرة ذاقت الموت الصغير قبل هذا اليوم "(ص16).

" ومنذ قيام البشرية والحب موجود ، نتلمس آثاره لكن لا نراه ، نشعر به ولكن لا نعلم ماهيته ، ولا مكان وجوده " (19)،أجازت وأفصحت في موضوع كبير .

" مشاعرنا جزء من انسانيتنا ، من حقنا أولاً وأخيراً "(ص 25).

طفل نقش على سيارة والده " سأهديك العالم كله كما أهديتنا هذه السيارة ، أحبك يا أبي " فكسر الأب يده (ص39).

" الطمع يسبب القلق الدائم لصاحبه ، لتعش مرتاح البال هنيء الخاطر " (ص49).

" التسول بعد منتصف الليل لأخذ جرعة بسيطة من الحب أو إشباع رغبة الحنين" (ص80).

أما نصها النثري الأخير في زمن الكورونا بعنوان " هذه أنا " ، تجلى الابداع الحقيقي بها ، والذي أظهر قدرة الكاتبة على اختلاق قصص ذات معنى من أنوار النوافذ المشعة بالأضواء ، تنهيها " أكملت فنجان قهوتي على شباكي وأنا أتمعن في كل ضوء ، وأختلق ألف قصة لكل نافذة يقع بصري عليها هذا هو سلواني الوحيد في كل ليلة .....متمنية أن تفتح النوافذ وتعلو منها أصوات قاطنيها ، بأن هذا الوباء قد قتل وتغلبنا عليه بإصرارنا وحبنا للحياة وعزمنا الجماعي "(ص121).

لا أجد من المفردات التي توفي الكاتبة حقها سوى أن أوصي باقتناء كتابها في كل المكتبات وعلى كافة المستويات التعليمية والمؤسسات الاجتماعية ، وحبذا أن يترجم للغات أخرى ، لبلاغة نصوصها وموضوعيتها العلمية في علم الاجتماع .
مع تمنياتي لها بالتوفيق .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :