استمعت إلى "العين الاسبق طلال ابو غزاله" وهو يشكك بالمطاعيم المنتجة حديثاً لكورونا واتفق معه كوني أعمل في مضمار الاشراف على الدراسات السريرية العالمية الجارية حالياً في أن مأمونية هذه المطاعيم لا زالت قيد دراسة الأمد الطويل والتي تحتاج عادة سنوات ليُبنى لها "بروفايل" مأمونية مكتمل، لكن لا أعلم من أين أتى بمعلومة أن التخزين على ٧٠ درجة مئوية تحت الصفر اسطورة ويصعب تحقيقها فيما كل الابحاث السريرية في العالم تستخدم هذا النوع من التخزين للعينات البيولوجية وبأحجام هائلة منذ عشرات السنوات؛ المشكلة أيضاً أن الرجل لا يكف عن التنبؤ غير المبني على أساس تحليلي دقيق وهذه المرة ساقه خياله إلى الجزم بأن المطعوم سيتسبب بمرض خطير بعد أشهر من الآن.

"ابو غزاله" ليس وحيداً في حلبة من يهرفون بما لا يعرفون، فالقافلة ينضم إليها عددا لا بأس به تحديداً من الأطباء الذين يخولون لأنفسهم التحدث عن المطاعيم والدراسات الجارية بناء على ما يقرؤونه هنا وهناك ويتسابقون على الظهور على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي للحديث في غير اختصاصهم.

شاهدت أحد الأطباء الأردنيين المقيمين في اميركا وقد استضافته احدى القنوات المحلية يتحدث عن المريضة التي سقطت أرضاً أثناء تجريعها المطعوم وقيّم حالتها وشخصها طبياً بناء عن لقطات اعلامية شاهدها على التلفاز وعرف عن نفسه بأنه مديراً للصحة الدولية وعلى الأغلب هو يتجنب ذكر مكان عمله خوفاً من التبعات القانونية للتصريح بما هو ليس مخولاً بالتصريح به.

ما يجري مؤلم جداً ومن المؤسف أن يفتح الاعلام مجالاً لغير المختصين ليتداولوا في شؤون تخص صحة الناس ومستقبلهم الصحي في ظل انتشار الوباء وتفاقمه فيما الناس يتلقفون المعلومات المتضاربة ويتناقلونها والطين يزداد بلّة!