يحتفل الوطن هذا العام بذكرى المئوية الاولى، و بدخول المئوية الثانية لدولتنا في عصرها الحديث. و قد احتفل الاردن في عام 2016 بمئوية الثورة العربية الكبرى المجيدة، و هو ريثها الشرعي، فهي الشرارة التي اشعلت نواة التحرر و ارست قيم الحرية و النهضة، و اسست نواة جيشنا العربي.

منذ نشوئه كان الاردن رسالة في وطن، و وطن في رسالة. رسالة الاردن هي التجمع لا التفرقة، المحبة لا الكراهية، و التعاون لا التحارب. و نحن نحتفل بهذه المناسبة المجيدة، يمكن لنا ايضا ان نقف و قفة ضرورية مع الذات لفهم الماضي و استشراف المستقبل. ان تحدي المستقبل الجوهري هو النظرة الداخلية العميقة و المتأنية لمعرفة اين نحن اليوم و اين نريد ان نكون غدا.

و مع الاحتفال بانجازات الوطن و على رأسها بناء الانسان و تدعيم مؤسسات الدولة خلال المئوية الاولى، حري بنا ان نجعل من 2021 عاما للتذاكر و التعلم، و كذلك الابتكار من اجل المستقبل. 2021 هو عام طرح الاسئلة الكبرى عن معالم المستقبل المرغوب، و وضع الخطط و السياسات و المؤشرات الوطنية العامة.

لدينا في هذا العام الخاص جدا فرصة فريدة لجمع طاقات الشباب تحت راية صنع المئوية الثانية لتأسيس مرتكزات النهضة المستقبلية الشاملة. لنكرس عام 2021 لاطلاق مشروع نهضوي بحجم الاردن ينقلنا بثقة و تفاؤل للمئة عام القادمة.

الاردن كبير، فلتكن طموحاتنا بحجم الوطن.

حفظ الله الادن قيادة و شعبا و رسالة.