facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حسين دعسة يناقش «طريق القلوب إلى النهر» بصدى ذاكرة القصة


06-01-2021 10:59 PM

عمون - يستضيف موقع صدى ذاكرة القصة المصرية، الكاتب الصحفي والقاص حسين دعسة، لمناقشة قصته "طريق القلوب إلى النهر".

يدير الأمسية الناقد والأكاديمي مصطفى الضبع بحضور كل من الروائي والناقد سيد الوكيل، والناقد حمدي النورج، والشاعر والناقد عمر شهريار، والقاصة والناقدة مرفت يس، وذلك في السادسة مساء غد الخميس عبر خاصية الزووم.

جدير بالذكر أن الكاتب والروائي حسين دعسة مستشار إعلامي سابق لوزير الثقافة الأردني، وله العديد من المؤلفات منها "دليل المؤسسات الثقافية في الأردن، فخر النساء زيد، متصوفة الفن والجمال، الحياة مع السينما، فى الاتجاه الصحيح".

طريق القلوب إلى النهر…قصة: حسين دعسة(قصة الأسبوع )

المشهد الاول – المشي على حافة الحلم
ظل يتذكر تلك الممرات التي فيها وجد نجاته، وقت كان الضياع يسلب اللاجئين صوابهم، غيبتهم الحرب التي نقشت تفاصيل مختلفة لاتجاهاتهم بحثا عن مكان آمن، متاعهم اطفالهم الذين شلعتهم القذائف ، جرجرتهم عائلات تاهت في غياهب السهول والاودية ومخاضة النهر.
كاد النوم يسلبها ما حملته، طفلة لم تتجاوز الخامسة، صرة من بقايا مصاغ وبقايا خبز وجبن اصفر جاف.
في حلمها الكابوسي اضاعت ابنتها مريم، رأتها تنام في ظل شجرة برتقال على حافة الشريعة، تئن، تغفو من جوع ومن متاهتها.
ترى في حلمها انها تهيل التراب، تعفر رأسها وتندب الخواء، اكملت رحلة اللجوء ،عبر حواف النهر، رفيقها الخوف وجسدها جف من عري تفضحه الوحدة ،كانت تغوص في طين المخاضة وحيدة، شقق التراب والصخر قدميها تفقدت كل خيام الحافة، ضاعت مريم.
بقيت تهذي سنوات وغالبها همّ الفقد.

المشهد الثاني – رائحة الشيح
في آخر رسائلها الى مريم ، طلبت منها ان تبعث بريدها الى حفيدها ، تأملت صورة تلك الطفلة وقد التهمها غول الجبل،فكتبت ما وهن من احساسها.
– حفيدي، لم أراك منذ آخر جائحة ، احب ان انسى جوائح العالم، قلبي فيه من الدمامل ما تعجز عنه الحكايات؟
..ومع تلك البقايا من اثوابها المطرزة،كانت أوراق الشيح ،ورسالة لم ترسل تقول لحفيدها ان صورة مريم تلاحقها وقد أصبحت سيدة تتراقص حلماتها مع كل ضحكة، تجدل شعرها بعد كل رقصة، يحتضنها الغرباء، وفي الرسالة ترجو ان يرسل لها ما تبقى من صور العائلة، كتبت انها تموت حنانا وحميمية لكل من غاب بعد موسم الهجرة، والشتات في مخيمات المتاهات، الركض وراء تعبئة جالونات الماء والتدافع على ممرات صناديق ومطاعم وكالة الاعاشة.
رسمت من خيط الدم عدة قلوب على ورق لا يحس حرارة الدم.
..قبل حمامها الاخير،قالت الداية انها شاهدت في عيونها المصقولة ،لمحات لحقيبة ساعي البريد(…)وصل ساعي البريد وغيبتها نشوة الصور فركنت جسدها تضم الأثر ولا تتنفس.
رائحة الشيح كفنتها مع الحناء والبلسم، طلبت من القابلة _بحسب اقوال القابلة الداية التي أخرجت مريم الى الحياة-التي غسلتها بوضع الصور على صدرها وتعطيرها بورق ندي من شيح نبت الى جوارخيمتها في طرف المخيم.
على صفحة النعي، ادارت مريم قلم الكوبيا على ورق تئن رتوش الصورة التي غلقت مسام وجعها.

3 المشهد الثالث – صمت المغني
..قهقة حارس المخيم تتواصل في كل أوقات الحراسة، يتحرش بأسرار تلك الخيم الوحيدة التي تغلق ابوابها عكازات ، ذات ليلة شاهد العجوز تمسح خصرها بزيت السيرج ومنقوح الشيح،مد رأسه داخل الخيمة وصمت ،عقد لسانه من فرط ما تخفي العجوز من محاسن الجمال وان ترهل على ألم،خاف ان يحلم بها فيصاب بالجنون، أذهلته تلك الوشوم التي تناثرت حول حضنها وما بان من زغب يخفي عجائب ما زالت ترشح بالمسك والعنب.
في جولته الصباحية ، مر الحارس وغنى لتلك المرأة في سدرة الخرج الحامي لأسطورة النهر الذي أكل مريم…ننبهته الى ان اغنيته القديمة لا تموت، تاه يتذكر ما تبقى من أهازيج كان يرددها مع الثوار، وكيف علمتها الامهات للاطفال الذين تشردوا وتيتموا، ركز يده على عمود الخيمة وسرح في بيارة البرتقال:
«مهما طـال عتم الليل… بتجليه شمس ا لحرية»
..واه يمة قلبي تاه والقمر غاب، تركناها وغصنا في سيل المتاهة وضاعت يا ام، بكى وغنى:
«مهما طـال الليل وطال…. وغطى سواده ع الأطلال»
..يا غائبة «عنا فــي الوطن أبطال… بتعيد شمـس الحرية»
مسحت دموعها بطرف ثوبها، غمست سخام القنديل ودهنت وجهها، رددت مع المغني الصامت همهمات تشلع القلب:
«لأجـل الزيتونه والتوت…. وأشجـــار المندلينا»
..يا يمه، زمليني، جف الدمع وهاجت يماماتي:
«بدنا نحارب حتى نموت…. أو ترجـــع فلسطينيا».. في اليوم التالي، كان المغني ينفخ على اليرغول ضاربا في شعث المخيم، وحيدا.
يدك أردان خيمة العجوز ويشاهد صورتها الاخيرة في “لجن “النحاس المشبع بزيت معتق,
……….
* كاتب وناقد أردني،.
مدير تحرير في جريدة الرأي الأردنية.
عضو الهيئة الادارية لمختبر السرديات الاردني-امين الإعلام والاتصال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :