عمون - لا يخف على أحد، حاجة فريق ليفربول لضم مدافع جديد خلال فترة الميركاتو الشتوي الأخيرة، وهو ما قام به بطل إنجلترا بالفعل.

ليفربول تعاقد مع المدافع بن ديفيز صاحب الـ25 عاما، قادما من فريق بريستون مقابل مليوني جنيه إسترليني.

التعاقد مع ديفيز جاء كحل لأزمة الإصابات التي ضربت خط دفاع الفريق على مدار الأشهر الماضية، بدءا من الهولندي المصاب فيرجل فان دايك ومرورا بالإنجليزي جو جوميز، ثم انضم إليهما الكاميروني جويل ماتيب يوم الخميس الماضي بعد إصابته خلال لقاء توتنهام في الدوري الإنجليزي والذي حسمه الريدز بنتيجة 3-1.

الصفقات المغمورة
لم يكن ديفيز أول صفقة مغمورة يضمها كلوب لملعب أنفيلد، منذ توليه تدريب الفريق قبل نحو 5 أعوام ونصف.

كلوب ومنذ وقته في بروسيا دورتموند الألماني، يشتهر بقدرته على تحويل نجوم الصف الثاني واللاعبين الثانويين في كرة القدم للمصاف الأول.

وحين يتعاقد أي مدرب في العالم، يقود أحد أفضل الفرق، مع لاعب مغمور، فربما يتعرض لانتقادات حادة من قبل الجماهير لكن الوضع يختلف حين يتعلق الأمر بكلوب.

الأمر يختلف، محمد صلاح مثلا عند قدومه من روما، لم يتوقع له أحد أن يتحول لواحد من أهم 5 لاعبين في العالم ويحل ثالثاً في جائزة الأفضل التي قدمها الفيفا عام 2018، بعدما توج هدافاً للدوري الإنجليزي، ليكرر نفس الإنجاز في 2019 بالإضافة للقب دوري أبطال أوروبا، ثم التتويج بالبريمييرليج العام الماضي.

روبرت ليفاندوفسكي حين انضم لدورتموند في 2010 جاء من فريق ليخ بوزنان مغمورا، في صفقة لم تكلف إدارة "سيجنال إدونا بارك" أكثر من 4.5 مليون يورو، وفي غضون عامين بات أهم مهاجم في ألمانيا وحقق لقبين للدوري المحلي هناك ثم تأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا مسجلاً 4 أهداف في ريال مدريد في نصف نهائي شهير قبل 7 سنوات، قبل خسارة اللقب لاحقا.

وحتى في ليفربول، لم يكن دييجو جوتا متوقعاً له أن يحقق تلك البداية القوية في أنفيلد، بعدما انضم من ولفرهامبتون الموسم الماضي مقابل 41 مليون يورو.

جوتا اختير من قبل جماهير النادي كأفضل لاعبي الفريق في أكتوبر/تشرين أول الماضي الماضي بعدما بات أول لاعب في تاريخ النادي يسجل خلال أول 4 مباريات.

كلوب ضم جويل ماتيب من شالكه الألماني في صفقة انتقال حر عام 2016، ليتحول بعدها لأحد أهم أعمدة الفريق الدفاعية في موسم التتويج بدوري أبطال أوروبا 2018-2019.

وعن تلك الصفقة المجانية، علّق كلوب بقوله: "ربما تكون هذه الصفقة هي الأفضل فيما يخص العمل الإداري للنادي في السنوات القليلة الماضية".

وحين انضم جيجي فينالدوم لليفربول في 2016 مقابل 23 مليون جنيه إسترليني، تعرض كلوب لانتقادات حادة لدفع مبلغ مثل هذا في لاعب هبط للقسم الثاني مع فريقه السابق نيوكاسل يونايتد.

وبعدها تحول فينالدوم إلى أحد أهم ركائز كتيبة المدرب الألماني، وكان بطل ريمونتادا برشلونة التاريخية بتسجيله الهدفين الثاني والثالث في فوز 4-0 في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2019.

ماتس هوملز مدافع بروسيا دورتموند الحالي وبايرن ميونيخ السابق تحول عند انضمامه للأول في عهد كلوب عام 2008 في سن 19 عاما، من لاعب في رديف للبافاري، لأحد أهم مدافعي ألمانيا والعالم وكان من الركائز الأساسية في تتويج الفريق مرتين بالدوري الألماني وفوز بلاده بمونديال 2014 وتحول لمطمع لأفضل الأندية.

إلكاي جوندوجان لاعب مانشستر سيتي أيضا انضم لدورتموند في عهد كلوب عام 2011، مقابل 4 ملايين يورو، ليتحول لأحد أهم لاعبي خط الوسط في ألمانيا، وينضم للسماوي بعدها بـ5 سنوات مقابل 25 مليون يورو.

لماذا ديفيز؟
ثمة أكثر من سبب دفع كلوب لضم اللاعب الشاب، أولها حاجته الملحة للاعب بشكل سريع في الخط الخلفي.

عقد اللاعب السابق مع بريستون كان ينتهي بنهاية الموسم الحالي 2020-2021، ومن ثم فإن التكلفة المالية للصفقة جاءت محدودة.

ناد كبريستون ولاعب مثل ديفيز، فضلا بشكل طبيعي الانتقال للريدز على سيلتيك الاسكتلندي الذي كان أقرب للاعب خلال وقت سابق.

ويقول جراهام فراسير الذي درب اللاعب عندما كان ناشئاً من سن 6 إلى 11 عاما في بارو تاون، قبل الالتحاق بأكاديمية بريستون: "لقد قلت له منذ اليوم الأول أنت ظهير أيسر مبهر. لقد توقعت ليلتها أنه سينضم لمنتخب إنجلترا".

وواصل: "ديفيز الآن في المكان المناسب والمثالي الذي سيقوده للمنتخب الإنجليزي".

البيانات والأرقام
على الصعيد الفني، يمتلك المدافع الإنجليزي تقييما مرتفعا فيما يخص التغطيات الدفاعية، إضافة لكونه لاعبا يساريا، أما عيبه الرئيسي فهو قلة الأهداف، حيث إنه لم يسجل إلا ثنائية فقط مع بريستون.

وبحسب موقع "أوبتا" العالمي للإحصائيات، فهو الأفضل في فريقه فيما يخص التغطيات بـ88 مرة، وصاحب نسبة نجاح في الالتحامات الدفاعية بـ36%، وفي المواجهات الثنائية يفوز بنسبة 66.2%، وفي التمريرات الصحيحة يملك نسبة 79%، وهو الأفضل بين لاعبي فريقه.

وعلى الرغم من ضعف أرقام اللاعب فيما يخص تسجيل الأهداف، فإن هناك أمرين أولهما أنه غير مجبر بحكم لعبه كمدافع على التسجيل، والثاني خاص بإمكانية زيادة رصيده التهديفي مستقبلاً مع الفريق.