كنت أود التحدث هذا الأسبوع عن رحلتي العلمية إلى الجزائر – حيث يعقد في رحاب جامعة جيجل مؤتمرا دوليا يبحث موضوع " الجامعة والمجتمع " ، وأبدعت كلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية في جامعة جيجل عندما خططت لعقد هذا المؤتمر كون علاقة الجامعة في المجتمع ، والمجتمع في الجامعة تعتبر ركنا أساسيا من أركان بناء الدولة العصرية المنفتحة القائمة على الفكر المتطور، وخاصة أن الجامعة تحتضن الطلبة وهم في أهم مراحل حياتهم، ويكونوا دائمي البحث عن إشباع رغباتهم لمختلف جوانب شخصيتهم فيتلقون العلم والمعرفة والخبرات وتنمية المهارات والرغبات من خلال ما يفترض ان توفره الجامعات من نشاطات لا منهجية بعيدة عن أجواء الروتين التعليمي التلقيني في قاعات الغرف الصفية ، وما تقدمه من محاضرات تتعلق في مساقات علمية أو ومختبرات وتدريبات تطبيقية، فالجامعة فيها تتلاقى وتتلاقح الأفكار ، وتتبادل الحوارات ، فالطلبة في الجامعات يتلقون كل يوم في رحابها وجبات يومية من التجربة والمعرفة والسلوك ، والتي نتمنى أن تكون وجبات كاملة الدسم لا أن تكون وجبات على طريقة ّ التيك اوي أو الفاست فود ّ، ويجب أن يتعدى نشاطها إلى خدمة الجامعة بكافة قطاعاته ، كونها منبر إشعاع ثقافي للمجتمع ، وتفتح أبوابها مشرعة أمام نشاطات وفعاليات المجتمع المحلي من خلال استخدام مرافق الجامعات المتعددة والتي قد لا تتوفر في مؤسسات مجتمعية أخرى.
ولأن جدول أعمال المؤتمر مزخم في المواضيع والتجارب العلمية الشيقة التي تتناول هذا الموضوع وتستحق الوقوف عندها والاستفادة من نتائجها وتوصياتها ، وجدت نفس مضطرا لتأجيل الحديث عن المؤتمر حتى تنتهي كافة جلساته العلمية ، وقررت الحديث عن روعة الجزائر ، فمنذ هبوط الطائرة في مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية تشعر بالفخر انك في بلد المليون شهيد ، الذين استشهدوا من أجل نيل استقلال بلادهم عن فرنسا في عام 1962؛ وتشعر أن دم الشهداء حقق للجزائر التقدم في المجالات العلمية والتنموية والتربوية كافة ، نقله نوعية وتقدم وإبداع في كافة المرافق التي تتمكن أن تزورها أو تشاهدها وأنت تنقل من مكان إلى آخر ، أو تسترق السمع عن خدماتها وتطورها ، تجد نفسك أمام الشواطئ الجميلة المحاطة في قمم خضراء وجبال ومرتفعات شاهقة، ومناظر خلابة استطاع الجزائريين أن يرسمونها لوحة جميلة على ارض الواقع ، أنفاق مسيجة من الشجر الأخضر تربط الشوارع والمفترقات يعجز ّ الطوب والاسمنت والمواد والإنشائية ّ عن تجميعها وإخراجها بهذه الطريقة الفنية الساحرة ، بيئة ساحرة يمزج فيها الإنسان أصالة تقاليده وتراثه مع صدق وفادته وترحيب، وجدت نفسي أمام استعداد وجهد مميز من خلية نحل من جامعة جيجل ، تعمل بدقة وتنظيم لاستقبال الوفود وتوفير كل ما يحتاجه المشارك من أوراق وأجهزة عرض وحواسيب وقاعات مؤتمرات حديثة جدا ووسائل اتصال وتوفير الأجواء وسبل الراحة للبحث والنقاش والحوار العلمي المتميز .
مسك الكلام ،،،، تحية وتقدير إلى أسرة جامعة جيجل على هذا الانجاز العلمي المميز . وللحديث عن الرحلة العلمية إلى الجزائر ودور جامعة البلقاء التطبيقية في خدمة المجتمع الأردني وقفة خاصة .
Ohok1960@yahoo.com