facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليسار السياسي: أين ذَهَبْ؟!


د.أحمد بطاح
08-05-2021 04:15 PM

إنّ المتابع للظواهر السياسية يلاحظ بيسر تراجع ظاهرة اليسار السياسي وعلى مستوى العالم تقريباً، ومن الواضح أننا لم نعد نشهد ظهور شخصيات يسارية بارزة من أمثال جيفارا، وكاسترو، وناصر، ونكروما وماوتسي تنغ، وبن بلة وغيرهم ممن ملأوا الدنيا وشغلوا الناس في القرن الماضي رافعين أعلام التحرر من الاستعمار، ومناهضة الامبريالية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بل على العكس ما نشهده في العالم اليوم هو غلبة أحزاب اليمين، ففي أوروبا تحكم "ميركل" ألمانيا وهي من الحزب الديموقراطي المسيحي (يميني) منذ ست عشرة سنة، وفي فرنسا تنتقل السلطة من شيراك إلى ساركوزي إلى أولاند إلى ماكرون وكلهم من اليمين أو يمين الوسط أو ما يُسمى الطريق الثالث، وفي بريطانيا يسود حزب المحافظين في بريطانيا منذ فترة ليست قصيرة، وإذا غادرنا إلى أمريكا اللاتينة لم نجد سوى "مادورو" في فنزويلا وهو يصارع من أجل البقاء، وكذلك الحال في منطقة الشرق الأوسط فأردوغان، وروحاني، ومعظم الزعماء العرب هم أقرب إلى اليمين السياسي، وحتى في اسرائيل تراجع حزب "ميرتس" اليساري حتى أصبح هامشياً في الحياة السياسية الإسرائيلية!

ما السر وراء هذه الظاهرة الملفتة؟ إنّ هناك أسباب عديدة تستحق الإشارة إليها في هذا الصدد وهي:
أولاً: انهيار الاتحتد السوفياتي وهو القوة الكونية التي كانت تسند جميع القوى اليسارية في العالم، وقد ترتب على ذلك أن الولايات المتحدة وهي ممثلة الفكر اليميني في العالم أصبحت القطب الأوحد في السياسة الدولية بكل ما يعنيه ذلك من تأثير سلبي على كل قوى اليسار.

ثانياً: تخلي الصين وهي القوة الشيوعية اليسارية الكبرى المتبقية في العالم عن الفكر اليساري الذي جاء به "ماركس"، "ولينين" وماو، والواقع هو أن الصين ومنذ أن تسلم "دنغ شياو بنغ" السلطة في عام 1978 أصبحت أقرب إلى الفكر الوسطي (بين الرأسمالية والأشتراكية) وقد رفع دنغ شعاره البرجماتي المشهور ( ليس المهم أن يكون القط أبيض أو أسود. المهم أن يصطاد الفئران)، وغني عن القول أن الصين تجاهر بذلك وتقول أنّها تطبق "الأشتراكية ذات الخصائص الصينية"!.

ثالثاً: تحرر الأغلبية الساحقة من دول العالم من الاستعمار وتوجهها إلى التنمية الممكنة في ظل العولمة (Globalization) وإلى الديموقراطية التي يمكن أن تحقق العدالة الاجتماعية وتزيح ولو بحدٍ معقول الفوارق بين الطبقات، وبعبارة أخرى فإن اليسار السياسي لم يعد يجد قضايا كثيرة يكافح من أجلها حيث تغير العالم، وأصبحت أليات تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص مختلفة.

رابعاً: شيوع ثقافة المجتمع الاستهلاكي في ظل سيادة الرأسمالية العالمية وهيمنتها على معظم مقدرات العالم، الأمر الذي أدى إلى ظهور بدائل لليسار السياسي على شكل هيئات ومنظمات المجتمع المدني (Ngos) (Non-governmental agencies) والتي أضطلعت بمسؤولية الدفاع عن حقوق الأفراد، ومقاومة استبداد السلطات، والتأثير على مواطن الغبن الذي قد تكون ماثلة في البنيان الاجتماعي، وذلك فضلاً عن النقابات والتنظيمات الجماهيرية الأخرى التي ما زالت تقوم بدور معقول في إحداث التوازن الاجتماعي وإنّ لم يعد دورها فاعلاً كما كان في زمن بروز اليسار السياسي.

هل اختفى اليسار من الخارطة السياسية العالمية؟ ليس تماماً، ولكن من الواضح أننا نبحث عنه فلا نكاد نراه!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :