يا أول سيدة طبَعت على خدي قُبلةً,لا بل على قلبي وليس خدي...يا سيّدة الحب الأول,يا أول من عشقت سواد عينيها منذ أن فتحت عيوني...يا أول من رتبت فراشي,وغسلت قمصاني,وأول من دلقت على جسدي العطر,يا أول من ضحكت لي وليس عليّ,يا أول من بكت عليّ.

يا سيدتي يا صاحبة البدايات,يا من علمتني لغة العصافير,وتحليق الغيمات,ولقنتني طيران النحل,يا من كان طعم أصابعها كطعم العنب الأسود الذي تعتّق على دالية طوال صيف,يا من حملت عذابي,وعشقت حروفي,واحتفظت بكراريسي البالية,وصوري,وملح دموعي,وحلاوة ابتساماتي.

أوَ تدرين؟ يا سيدة الفجر,والصبح,والظهيرة,والعصر,والغروب,والليل,ومنتصف الليل,أوَ تدرين بأننا,أقصد أنت وأنا لم نلتق منذ عام وبضعة أسابيع؟!.

أوَ تدرين بأنني وبعد آخر لقاء,رحت أبحث عنكِ دون جدوى,وأحياناً أنده بهمس الصوت تارة,وتارةً بأعلاه فلا أسمع سوى ذلك الصدى المشابه لصدى قيعان الأودية التي جف ماؤها.

يا مليحة التجاعيد,يا مليحة التجاعيد التي جعلت من وجهك أجمل وجه,يا صاحبة القلب الدافئ,الكبير صدقيني يا أمي بأنه على الرغم من الشيب الذي طارد سواد شعري,وشاربي وانتصر عليه أخيراً,صدقيني يا أمي بأنني اليوم في أمس الحاجة إليكِ,يا من لا زالت رائحة حليبها تختلط بجسدي.

أحبك يا أماه ولا أطلب لكِ سوى الرحمة.