facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أصل الصراع


محمود يوسف ابوعرقوب
28-06-2021 12:59 PM

في هذا المقال المقتضب نعرض أصل الصراع الدائر والمستمر على الأرض الفلسطينية ما بين سكانها الأصليين العرب منذ ما يقارب 5 آلاف عام حتى يومنا الحالي وما بين من ينتسب للديانة اليهودية كنسب أصيل من صلب أسباط بني إسرائيل أو الذين تهودوا ودخلوا الديانة اليهودية.

ولعل المتعمق في أصول هذا الصراع ليخلص إلى عدة أصول شكلت الصراع الحالي والذي لن ينتهي ما دامت هذه الأصول موجودة متجذرة متعمقة في النفوس والعقول والقلوب وهذه الأصول هي، أصل ديني وأصل وجودي وأصل استعماري وأصل جغرافي ذو طابع استراتيجي ، ولكن ينبغي على الباحث أن يعيد ترتيب هذه الأصول لتتوضح الرؤية بشكل منسق يساعد في تحليل القضية للوصول لأرضية تمثل الخطط الناجعة في محاولة لإنهاء هذا الصراع.

وبناء على ما تقدم فقد يرى كاتب هذا المقال أن الترتيب المنطقي هو أصل جغرافي ذو طابع استراتجي ومن ثم أصل استعماري ومن ثم أصل وجودي وأخيرا أصل ديني. أما النتائج المترتبة عليها فستكون وجودية.

أما الأصل الجغرافي ذي الطابع الإستراتيجي فيمثل في الموقع الجغرافي المثالي الذي يربط بين آسيا وافريقيا والذي يمثل حلقة الوصل في السيطرة على التجارة والتحكم بها لذلك كان الفراعنة ينظرون لفلسطين بعمق استراتيجي حيوي وظلت تحت سيطرتهم لفترات طويلة ومن جهة اخرى فكان الآشوريون والبابليون ينظرون لفلسطين من هذا المنطلق وعلى مر الزمان تعاقبت امبراطوريات متتالية للسيطرة على هذه الرقعة من الأرض فكان للفرس نصيب والرومان نصيب آخر حتي توالت في فترات الحملات الفرنجية حتى بداية القرن العشرين من خلال الاستعمار الغربي وهذا الأصل قادنا لأصل آخر مترتبط به وهو الأصل الاستعماري ؛ فالمنطق يقول ما دامت هذه الأرض استراتيجية ومهمة في السيطرة الاقتصادية والتجارية فلابد من استعمارها بالقوة تحت أي ذريعة كانت ومهما بلغت التكلفة فلابد من السيطرة عليها وهذا يدل دلال واضحة على عظيم تلك المنطقة واهميتها.

ولعلنا ندرك المقالة بما هو مهم وموضوعي وهو الوجود السكاني ، في ظل هذه المعطيات السابقة هل كانت أرض فلسطين خالية من السكان ؟! الجواب بلا . هذه الأرض كانت عامرة بسكانها الاصليين العرب المهاجرين من جزيرة العرب والذين هم أصول الكنعانيين والفنيفيين واليبوسيين وحتى سكان الشمال العراقي البابليون والآشورويون والذي يمثل ابراهيم عليه السلام عرقا منهم في الحقيقة ومن الجدير بالذكر أن جميع العرب وجميع بني اسرائيل الأسباط هم من نسل ابراهيم عليه السلام والذي هو من نسل سام بن نوح عليه السلام وبذلك فالعرب والعبرانيين من الاسباط هم ساميون الأصل .وكذلك كانت عامرة بمن قدم من جزيرة كريت والذين اندمجوا اندماجا واضحا مع السكان العرب فاختلط الدم بينهم وفيما بعد نسبت أرض كنعان باسم فلسطين نسبتا لقائد المهاجرين من جزيرة كريت.

فهذه أرض هي أرض عامرة زاخرة متحضرة لها سكان كانوا يدافعون عنها بقوة ولكن اختلاف موازين القوى للفراعنة أو البابليون أو الآشوريون كان هو الحسم ورغم ذلك لم تتمكن قوة من القوى المعادية قلع جذور العرب بل استمروا بها حتى فتحها المسلمون القادمون من الجزيرة العربية فتغير دينهم للإسلام ولم يتم استئصالهم وهذا يدل دلالة عميقة على ان الرسالة السماوية الإسلامية ما كانت إلا للمحافظة على الجذور ولكن الهدف هو تغيير العقول والنفوس والمعتقدات. ورغم ذلك بقية الكثير من أصحاب الشرائع السابقة كما هم وجوديا وعقائديا لم يمسهم ضرر.

أما الأصل الديني فهو الأعمق والأصعب في التحليل ويأخذ الوقت الكبير في بيانه وذلك لتقاسمه بين اليهود والمسلمين والمسيحيين الصهاينة.

الأصل الديني المتعلق باليهود، حقيقة الأمر لابد من التفريق بين أربعة مصطلحات هي العبرانيين، بني اسرائيل، اليهود، الصهايني.

لماذا هذا التفريق ؟ في الحقيقة التفريق هنا يساعد في فهم حقيقة الصراع وكشف الكذب والتلفيق حول أحقية اليهود بأرض فلسطين.

العبرانيون هم ابراهيم عليه السلام ومن معه ممن هاجر معه هربا بدينهم إلى مصر عبورا ومرورا بالمناطق التي تقع قبل مصر وهم كذلك ابناؤه اسحاق ويعقوب وذريتهم وهم قبائل بدوية رحل ينتقلون من منطقة لاخرى من أجل الرعي والكلأ والماء فلا يهدفون للإسقرار كالمناطق الحضرية التي حولهم. وهم كما يقول بعض المؤرخون هم بني اسرائيل الذين تاهوا في سيناء والذين دخلوا الأرض المقدسة فلسطين بعد عبورهم نهر الأردن.

بني اسرائيل هم الأسباط الإثنا عشر وهم أبناء يعقوب ( اسرائيل عليه السلام ) وهم على دين موسى أو ما بقية منه قبل تحريفه وهؤلاء عقيدتهم عقيدة ابائهم من قبل ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وداوود وسليمان عليهم السلام فعندما دخلوها كانوا مسلمين بوعد الله لهم فقط . والكاتب هنا لا يرى الفرق بين العبرانيين والأسباط فهم بنظره واحد .

اليهود هم من بقية من الاسباط ومن دخل في دين اليهودية واول من أطلق عليهم ذلك اللقب هو قورش ملك الفرس بعد التدمير الأول والثاني لهم فعندما عادوا من السبي أطلق عليهم اليهود نسبة لنبيهم يهوذا.

الصهيوني هو يهودي الأصل ( النسب ) أو المنتسب للدين اليهودي أو قد يكون غير يهودي بل من ملة أخرى ولكنه يعتنق الفكر والأيديولوجية الصهونية وهم جماعة اتخذوا من جبل صهيون اسما لهم وهم يتخذون من النصوص الدينية التوراتية والتلمودية ذريعة لاستعمار واستيطان أرض فلسطين. وفي الحقيقة وهناك خلاف جوهري عميق بينهم وبين اليهود الأرثوذكس في النظرة حول فلسطين وقيام دولتهم.

المسملون هم كل من اعتنق الدين الإسلامي الذي نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو دين جميع الأنبياء والرسل عقيدة وشريعة واخلاق مع وجود اختلاف في بعض الشرائع السابقة وهي رسالة عالمية لا تختص باحد دون الآخر فالعرب مسملون والعجم ممن أسلم فهو مسلم يترتبط بغيره من المسملين في جميع قضاياهم فلو أسلم يهودي فهو مسلم له وعليه مثل غيره من المسملين وكذلك النصراني والمجوسي والهندوسي فكل من يسلم منهم له وعليه واجبات وحقوق ضمن الشريعة الإسلامية. وحتى بني اسرائيل الأسباط هم مسلمون ولكن عندما خلع بعضهم اسلاميته وعاد للوثنية فقد فقد كل الامتيازات التي أعطيت لهم.

المسيحية الصهوينية هي حركة مسيحية متطرفة فكريا مرتبطة بالفكر الصهيوني المتعلق بالنضرية المشيحانية المخلصة فهم يتخذون من دعمهم للمشروع الصهويني ذريعة لعصر المسيح المخلص وبذلك تتقاطع مصالحهم مع الصهاينة وتختلف مع اليهود الارثوذكس.

إذن أصل الصراع الديني عميق ومتشعب فيه من التقاطعات والاختلافات الكثيرة؛ فعندما نريد بحث العلاقة بين الأصل الإستعماري مع الجغرافي فلابد من ربط االأصل الديني الصهيوني معه كي تكتمل الصورة لدينا. وفي الغرب الإستعماري تقاطعت مصالحهم مع الحركة الصهونية كون كل من الطرفين يسعى لحل يمثل الاستمرارية الوجودية لهم فالإستعمار الغربي يريد البقاء قويا اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا من خلال السيطرة على الموارد العالمية وخاصة موارد الشرق الاوسط فهم بذلك يحققوا الوجود الاستمرارية لهم ولا تتم هذه السيطرة العالمية ما دام هناك توحد في الشرق الاوسط وأفضل وسيلة للسيطرة هي السيطرة الفعلية على نقط الربط بين العالم العربي الإسلامي في الشرق مع العالم العربي الإسلامي في الغرب وهذه النقطة هي فلسطين. فكان لزاما ايجاد طريقة مثلى لتحقيق هذا الغرض ولماذا هو الامثل لهم لأنهم تعلموا الدرس السابق من خلال الحملات الصليبية الفرنجية والتي لم تحقق مصالحهم آنذاك.

لذلك وجدوا ضالتهم في الفكر الصهويني الذي كان ينادي بايجاد حل لتشتت اليهود في العالم من خلال بلد قومي لهم بغض النظر عن الموقع ولكن في نهاية المطاف تلاقت الأفكار حول اختيار فلسطين لما لفلسطين من مكانة في التراث اليهودي ووعد الله لهم فيها كما يزعمون وهو تلفيق وكذب وبهتان ولكن الامر في نهاية المطاف أخذ الشكل الديني والنزعة العقدية فأخذت الصهوينية الإستعمارية الفكرة الدينية لتغليف الحقيقة الفعلية وهي بناء وطن قومي استعماري يخدم الصهاينة واليهود والغرب معا والناظر للواقع يجد أن هذا ألامر متحقق لا شك فيه. ومن الجدير بالذكر أن الحركة الصهوينية وجدت في زمن الفكرة الإستعمارية الغربية فهمي خلقت من رحم واحد.

والدليل على ذلك أن قيام دولة اليهود في فلسطين كان في الأساس على أسس علمانية غربية وليست دينية وبذلك تصادم اليهود المتدينون الصهاينة والعمانيين ومن يدعمهم من الصهوينة المسيحية ( الانجلوصهيوني) مع اليهود الأرثوذكس حتى وقتنا الحالي حيث ما زال كيانهم بدون دستور واضح وبدون حدود واضحة.

والسؤال الذي تبادر للذهن حاليا أين ذهب اليهود المتدينون الأرثوذكس من هذه الحلقة ؟! هم في الحقيقة يختلفون فكريا وعقائديا مع الصهاينة واليهود المتدينون الصهاينة حول الأسس السليمة لبناء دولتهم فهم ينظرون للدولة الحالية دولة غير شرعية وتعدت على الدين اليهودي حيث يقولون بان بناء دولتهم يتم من خلال عودة الماشيح المخلص اولا ومن ثم يتبعه اليهود في كل العالم من اجل اقامة دولتهم سليما بحيث يخضع الكل لسلطانية لمدة الف عام .وذلك هم معترضون أشد الإعتراض على الفكرة الصهونية الإستعمارية، أما تبريرهم لسبب وجودهم حاليا في فلسطين فهو ليس من منطق اقامة دولة لهم بل من منطلق أنها مقدسة فقط .ومع ذلك فالكاتب يرى أن اليهود المتدينون سينخرطوا بالصراع إذا ما تم اعلان دولتهم كدولة يهودية وهم الذين سيخرجون مع المسيح الدجال للعودة لأرض فلسطين في زمن نزول عيسى عليه السلام.

وبالتالي فمن هم اليهود المتدينون الصهاينة هم تيار وسط يحاول التقريب بين الأرثوذكس والصهاينية من أجل تحقيق الدولة والإستقرار لها فهم كانوا من الأرثوذكس المعرضين للصهونية ولكنهم انحرفوا عنهم بعد قيام دولتهم في 1948 م وقدموا اطروحة مفادها أن الماشياح المخلص هو عصر وليس شخص فقط وأن ما قام به الصهانية يمثل بداية وتسريع عودة الماشياح المخلص وهو التيار الذي يمثل حاليا اليمين المتطرف الذي يسعى جاهدا لتحويل الدولة من علمانية إلى دينية وبالتالي جعل القدس عاصمة لهم وهذا يعني بالنسبة لغير اليهود في كيانهم أنهم على مفترق طرق خطير إما الخروج من الدولة اليهودية باعتبارها يهودية لهم فقط أو الدخول في دينهم وهذا الأمر خطير للغاية مما سيقود لحرب دينية هائلة في المنطقة.

وعلى ذلك نقول بما نختصره في هذه الفقرة أن الصراع الحالي يتجه ليكون ديني بامتياز بعدما تحققت الأهداف السابقة من السيطرة على مقدرات البلاد العربية من خلال زرع جسم غريب لا ينتمي للمنطقة معظمهم من اليهود الاوروبيين المنتسبين انتساب له والذي حق الغاية حتي هذه اللحظة تقسيم وسيطرة وتوسع استعماري مغلف دينيا يسعى في نهاية المطاف لقلع الجذور العربية من فلسطين وهو ما يمثل أصل الوجود للعرب في منطقتهم.

وقد حاولنا في هذه المقالة البسيطة ذكر رؤوس الأقلام في هذا الصراع، وهذه المقالة تفتح لنا بابا كبيرا من أجل المزيد من الدراسات والتي لابد لها من أن تثمر فكرا توعويا للعرب والمسملين مما يساعد في التصدي لهذه المؤامرة على الوجود العربي وجودا جسديا وعقيدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :