خطاب مفتوح الى التلفزيون الاردني ، بمجلس ادارته ، وادارته ، والى وزير الدولة لشؤون الاعلام:

مدرسة الروابي هو ثاني مسلسل اجتماعي اردني يبث على منصة نتفلكس التي يمكن مشاهدة مئات الافلام والمسلسلات عليها باشتراك شهري يناهز 15 دولارا.

الذين لم يشاهدوا العمل اكثر بكثيرين ممن شاهدوه. وبغض النظر عن محتوى المسلسل الاجتماعي ومدى ملاءمته للواقع المجتمعي في بلدنا ، والضجة المعهودة التي بدأت تطفو على السطح، أودّ ان اخاطب مسؤولي الاعلام الرسمي في بلدنا:

معظم الاعمال الفنية الاردنية في الوقت الحاضر هي مسلسلات "بدوية"وقد برعت بعض الشركات الاردنية في انتاج وتسويق هذه الاعمال والتي ليست كلها بدوية فعلا ،بل خليط من حياة البدو والغجر،، وما تزال فرص تسويقها محدودة وموسمية ، اذ تطغى المسلسلات الاجتماعية العربية على السوق.

وبكل صراحة وصدق، فان معظم المحاولات الجديدة التي قام بها منتجون محترمون لانتاج اعمال درامية معاصرة عن مجتمعنا في مدنه او قراه، لم تلق القبول الواسع في محطات التلفزة العربية لأسباب عديدة لا داعي لسردها الان.

اسوق هذا الكلام لأنني سمعت ان تلفزيوننا الاردني يخطط لإنتاج مسلسلات بدوية !

بكل صدق، هذا التوجه يفاجئني ويفجعني.

بدلا من دعم جهود المنتجين الاردنيين التسويقية وتوفير الدعم لهم ليتمكنوا من الصمود امام ظروف اقتصادية صعبة، ومع التقطير الشديد في اسعار شراء الاعمال الاردنية، وتجاهل الاتفاقية الموقعة بين التلفزيون واتحاد المنتجين الاردنيين والمتعلقة بأسعار شراء الاعمال الفنية الاردنية، يفكر التلفزيون الرسمي في منافسة هؤلاء المنتجين فيما ينتجونه بانتاج مسلسلات بدوية اضافية.

والسؤال الموجه الى ادارة التلفزيون الرسمي :

هل المسلسلات البدوية هي ما يراه التلفزيون الرسمي ممثلا للمجتمع الاردني في القرن الحادي والعشرين وفي مئوية الدولة الاردنية؟

وهل مهمتكم السامية هي ترسيخ نمط من الحياة لا يمارسه في الوقت الحالي المواطنون الاردنيون في باديتنا الكريمة؟

لا يا سادتي المسؤولين عن الاعلام الرسمي في الاردن.

ان مهمة التلفزيون الرسمي هي ان ينتج مسلسلات اجتماعية معاصرة تعالج كل ما يواجهه مجتمعنا من ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية ، وأن يغوص في اعماق مجتمعنا في مدنه وقراه وباديته لينتج لنا اعمالا درامية نتفاعل معها وتهدف إلى ابراز حضارتنا وسياستنا واقتصادنا وسياحتنا ، ومشاكلنا ايضا.

ليس مطلوبا من التلفزيون والاعلام الرسمي ان ينتج اعمالا بدوية لتسويقها في الخارج، لأن لها سوق.

المطلوب منه ان يسوق نفسه في الداخل وان يشعر المواطنين حقا انه اعلام الوطن، لا اعلام الاهازيج والتسحيج .

ان لم تعجبكم اعمال نتفلكس، انتجوا لنا عملا فنيا راقيا عن مجتمعنا المعاصر.

فشلتم في انتاج عمل مشرف بمناسبة مئوية الدولة الاردنية، وهو امر مثير للاستغراب ودليل على الفشل الذريع ،فهل ستنتظرون مائة سنة اخرى كي تخرجوا علينا بعمل تلفزيوني درامي يقنع المشاهدين؟

الا تعلمون ان المحلية الصادقة هي بوابتنا الى العالمية؟.

أين انتم من العالم الذي نعيش فيه؟؟!