هل الحديث عن محاربة الفساد نزهة او من ترف القول ورفع العتب او اجترار الكلام دون صدق النية اذ لو كان هناك جدية لمحاربة الفساد لتوقف ولجفت منابعه ولغادرنا إلى غير رجعة وللجمنا اللصوص ورأيناهم خلف القضبان.

ولكن الواقع ان الفساد موجود بغزارة ولم يظهر الفاسدون ولم يحاسبوا وهم في أمن وأمان وسلم وسلام يصولون ويجولون ويتحدثون عن النزاهة والطهارة وهي منهم براء.

ان الفاسدين المحترفين يعرفون كيف يتسللون إلى المال العام بالوسائل الملتوية التي ربما لا تترك دليلا يدينهم احيانا من خلال اللجان التي تؤطر لصناعة الفساد بوسائل يضفون عليها غطاء الشرعية في ظل القوانين الضعيفة ولو كان القانون صارما وواضحا لوقع أولئك الفاسدين في الفخ دون عناء من خلال سؤال واحد وهو من أين لك هذا.

بعد فتور الوسائل التقليدية المطبقة لمحاربة الفساد والتفاف الفاسدين عليها أليس حري ان تراجع القوانين وتستحدث قوانين فاعلة ومنتجة في وضع حد للفساد والمفسدين وطي صفحة سوادء في نهب المال العام الذي ينعكس سلبيا على دافعي الضرائب ورسوم الخدمات وعلى جميع المواطنين الذين يدفعون ثمنه وعلى خزينة الدولة.