عمون - أظهرت دراسة حديثة أن أقدم سلف مشترك لفيروسات كورونا كان موجوداً منذ أكثر من 21 ألف عام.

وانتقلت فيروسات عائلة كورونا إلى البشر مرتين في العقد الماضي، مما أدى إلى تفشي "سارس" القاتل عام 2002 ووباء "كوفيد -19" الحالي، الناجم عن فيروس كورونا المستجد.


وأظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة "أكسفورد" أن أقدم سلف مشترك لهذه الفيروسات كان موجوداً منذ أكثر من 21 ألف عام، أي ما يقرب من 30 مرة أقدم من التقديرات السابقة.

وخلال الدراسة، التي نُشرت الجمعة في العدد الأخير من دورية "كرنت بيولوجي"، أبلغ الباحثون عن طريقة يمكنها استعادة عمر الفيروسات على فترات زمنية أطول.

ووجدوا أن تقديراتهم التي تستند إلى بيانات التسلسل الفيروسي، منذ أكثر من 21 ألف عام، تتوافق بشكل ملحوظ مع تحليل حديث لمجموعة بيانات الجينوم البشري التي تشير إلى الإصابة بفيروس كورونا القديم في نفس الوقت تقريباً.

وتوضح الدراسة أيضاً أنه في حين أن النماذج التطورية الحالية فشلت في قياس الاختلاف بين أنواع الفيروسات على مدى فترات من بضع مئات إلى بضعة آلاف من السنين، فإن الإطار الذي تم تطويره في هذه الدراسة نجح في تقدير موثوق لتباعد الفيروس عبر نطاقات زمنية شاسعة.

ويقول تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة "أكسفورد" إن النموذج الجديد لا يتيح لنا فقط إعادة بناء التاريخ التطوري للفيروسات المتعلقة بكورونا، ولكن أيضاً نطاقاً أوسع بكثير من فيروسات الحمض النووي الريبي والحمض النووي خلال الفترات البعيدة في الماضي، مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي سي.

وتتفق التنبؤات النموذجية لفيروس التهاب الكبد الوبائي "سي"، وهو سبب عالمي رائد لأمراض الكبد، مع فكرة أنه تم تداوله منذ ما يقرب من نصف مليون سنة، وبالتالي، ربما انتشر التهاب الكبد الفيروسي في جميع أنحاء العالم كجزء جوهري من هجرة البشر المعاصرين "خارج أفريقيا" منذ حوالي 150 ألف عام.

وقال البروفيسور بيتر سيموندز من جامعة "أكسفورد": "من خلال هذه التقنية الجديدة، يمكننا أن ننظر على نطاق أوسع بكثير في الفيروسات الأخرى، وإعادة تقييم الجداول الزمنية لتطورها الأعمق واكتساب نظرة ثاقبة لعلاقات المضيف التي تعتبر أساسية لفهم قدرتها على التسبب في المرض".

(وكالات)