facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشيخ محمد بن راشد .. شاعر يبوح لحاكم


د. سمير حمدان
22-06-2010 03:59 PM

لعلهم الرجال يصنعون الأقدار ولعلها الأقدار تصنع الرجال ولعله الليل سابق النهار ولعله النهار الذي يسبق الليل. ما أروعها من جدلية قائمة على ثنائية الضد التي تقبل التصالح شرط ان يحتفظ الضد بضده. بين أن نكون أو لا نكون كما هي المسافة بين العين ورمشها أو بين الأذن والعين ولقصرها سميت بالأنملة. ولا أدري إن كان للفظ صلة بصبر النملة. من السهل أن تكون حاكماً ولكن غير السهل أن تكون شاعراً. قد يرث الانسان الحكم ولكن قد لا يرث الشعر .

ولكن قدر الشيخ أن يجمع الضدين. ففي الأولى برع كحاكم وصنع لنفسه أفكاراً خاصة مستحيلة على الورق ممكنة على أرض الواقع. شيّد إمارة ترنو لها الأفئدة من كل أطراف العالم . أيقظ بحرها الصامت وحول ليله لنهار. أمن بأن الانسان طاقة لا تعرف الحدود ، وأن فيه من الخير ما يكفي لما وراء العالم . وإلا كيف لنا أن نفهم هذا العيش الهاديء والمنظم لأجناس من البشر أتوا من كل صوب وحدب، في حين تعجز دول عمرها مئات السنين عن تأمين العيش الأمن لإثنيتين من البشر عندما توضع الهوية ضد الهوية . إنه الشاعر الذي يمد الحاكم بأكسير الحياة ويلقي في جوفة بقلب الطفل ليبقى قادراً على الإحساس بجمال العالم. فالفكرة يجب أن تكون بالأفعال والأقوال. وهنا قد يفعل الحاكم بما يقوله الشاعر ، وقد ينأى الشاعر بنفسه عما يقوله الحاكم. ثنائية تحتاج لفعل الديالكتيك لتفسيرها بل لفهمها. والسؤال المشروع ....ما الذي يريد قوله الشاعر محمد بن راشد ويريد أن يسمعه الحاكم سواء محمد بن راشد أو غيره من الحكام؟ قديماً حرص الحكام على تقريب الشعراء لأنهم حكماء ويقولون ما يقال وما لا يقال. فسيف الدولة بكل جبروته وقوته العسكرية شعر بفقدان المتنبي وشعر بأن ضميره يؤرقة والعيش بدون الشاعر أشبه بالجحيم . فكيف إذا كان الحاكم هو الشاعر فهل يستطيع أن يخاصم الواحد منهما الأخر ؟

ولعل القصيدة التي نحن بصددها " إلياذة غزّة " تناجي إلياذة هوميروس . فالإنسان هو الإنسان والوجع هو الوجع والظلم لا يمكن تجميله والقهر لا يمكن تعليله ، ولكن قدر الانسان أن يكون وفي كل الأزمان بحاجة إلى رسول يوقظ فيه الخير النائم . قد تكون القصيدة بسيطة بكلماتها ليفك حروفها من لم يمسك بالقلم ، وقد تكون القصيدة واضحة بأفكارها لتزيل غشاوة القوة التي ما أن تتلبس الإنسان حتى تحوله إلى وحش كاسر. وها نحن نعيش لحظات قاسية وغير مسبوقة في تاريخ الانسان . شعب يذبح بالنصال من الوريد إلى الوريد

" أهلها تحت رحمة الموت والقهر قلوب مجروحة واحتيار
...
أي ذنب جنته غزة حتى تضرب اليوم حولها الأسوار

إنه زمن الجاهلية يوم أن لم تسأل المولودة بأي ذنب قتلت ولا تسمع الاجابة من أحد. هي غزة
الصبر والعنفوان.... خذلها مجلس الأمن حين شرّع الظلم ونصر الجلاد على الضحية .

" أين منهم يا مجلس الأمن أمن أيدته الأعراف والأحرار"
أين منا القانون والعدل شرعاً ثم هل جاز بالدماء اتجار
إن دعوى السلام من غير فعل هي أكذوبة وكيد وعار "

هذا هو نبض الشاعر، لا يقوى على سماع أنين الطفل الذي حرمته قنابل الموت من أطرافه التي يتحسس بها العالم. فهل عاد من الجائز لأمة زرعت أقدامها في التاريخ أن تبقى مطأطأة الرأس ؟؟؟؟...ويسأل الشيخ الشاعر ..الشيخ الحاكم إن كان من الجائز السكوت عما يعاني أهلنا الذي أصبح عيشهم لهيب ونار؟؟؟.

قيمة الكلام أن يقوله رجال وقيمة الرجال فيما يقولوه من كلام ....وقيمة الرجال والكلام أن يبقى في هذا المدى الواسع ..من يقرأ باسم ربنا الذي خلق ...وعد المؤمنين الصادقين بالنصر، ووعد الظالمين بالذل والخذلان وسيبقى الكون جميلاً ما بقي الكلام الجميل متاح ...





  • 1 سويدي 22-06-2010 | 04:54 PM

    كل الشكر للكاتب الدكتور سمير حمدان

  • 2 يوسف ابو الشيح الزعبي/ اعلامي 22-06-2010 | 05:00 PM

    اخي الدكتور سمير حمدان ما كتبته يليق بما قاله الفارس الشاعر السياسي الاقتصادي الحاكم بن مكتوم
    وقد اعجبني كثيرا ما كتبته بان قيمة الرجال فيما تقوله من كلام وقيمة الكلام عندما تقوله الرجال.
    كما اثني على ما كتبت لان اقلامنا يجب ان لا تتجه دوما نحو النقد والهجوم السلبي ، بل يجب ان تتجه اقلامنا ايضا نحو التحفير والاشادة بما يكتبه ويسطره الحكام والمسؤولين من تصريحات واشعار وموقف نبيله.

    وفقكم الله على طريق الخير والبركة لما فيه مصلحة الوطن والامة ونصرة المستضعفين في الاردن.
    وشكراً

  • 3 محمد عبدالسلام البطوش 22-06-2010 | 08:01 PM

    الشيخ محمد بن راشد فارس في زمن قل فيه الفرسان يحمل السيف بيدا"ليبني لاليدمر ويدا" تحمل القلم لترسم الحلم والقصيده ياحفيد سيف الدوله ووارث سيفه وباحفيد المتنبي ووريث قلمه لك مني تحيه اعجاب واعتزاز وتقدير كيف لا وانت فارس من فرسان مدرسة زايد الخير

  • 4 محمد ربابعة 22-06-2010 | 08:53 PM

    اخي وصديقي الدكتور أبا قيس المحترم
    قرأت هذا المقال، لاجد فيه شخصية كاتبه فذه، تجيد استخدام الكلمات بطريقة لبقه، جريئة تحمل في طياتها مضامين كبيره ومعبره، تقول لهذه الامه الضاربة جذورها في عمق التاريخ، ولقياداتها من شرقها الى غربها كفى وكفى وكفى، فالامير الشاعر، والشاعر الامير، الحاكم المواطن، المواطن الحاكم، هي ثنائيات، ما احوجنا نحن في العالم العربي الى ترسيخها، الى العمل بمضمونها فالليل نهار والنهار ليل، العدل والظلم، والابيض والاسود، كلها اضداد، والشىء بالضد يتضح.

    الياذة غزة لا تقل عن غيرها من الملاحم الشعرية التاريخية، فالامير الشاعر جمع السياسة" فن الحكم والقيادة" الفروسية والشجاعة، الشعر رهافة الحس والصدق في الشعور، وعيش المعاناة، فاهل غزة شعب غزة عانى ويعاني، فجاء احساس الشاعر المرهف، ليغلب احساس الحاكم ليعبر عن ضمير هذه الامة.

    اخي ابا قيس
    وراء الكلمات سطور ومغازي واللبيب يفهم، والفهم بحاجة الى عقول مبصره، الفهم والجهل، الذكاء والغباء، الامة وواقعها، فاين نحن منهما الان


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :