من قال لكم والجميع يشاركني الإعتزاز، بأننا لا نفخر بالإرث والإنجازات الطبية التي تحققت في مجال الطب، والخبرات الدقيقة، والإختصاصات النادرة في أردننا الحبيب؟ من قال لكم بأننا لا نفخر بكم، عندما يقصد مستشفياتنا الملوك، والأمراء، ورؤساء الدول، لتحط طائراتهم على مدارج مستشفياتنا؟ من قال لكم بأننا لا نعتز، ونفرح بالمرور بصرح المدينة الطبية، والتي وصلت سمعتها إلى جميع بقاع الأرض؟ من قال لكم، بأننا لا نفخر بدولة الدكتور عبدالسلام المجالي، والنطاسي البارع داوود حنانيا، وغيره من مدراء الخدمات الطبية، بإرسالهم للنخبة من الأطباء الى أرقى المستشفيات، والجامعات في أمريكا، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا، وأوروبا، ليكتسبوا الخبرات والعلوم الدقيقة، ويعودوا بعدها مستشارين يشار إليهم بالبنان، وهم بالآلاف بل ونعجز على عدهم؟ من قال لكم بأننا لا نفخر أيضاً، عندما نرى صرح مستشفى الأردن، والمستشفيات الأخرى الكبيرة، والتي تضم خيرة الخيرة، على مستوى الوطن العربي الكبير، والشرق الأوسط، وكذلك العالم؟ من قال لكم بأننا لا نفخر بأطبائكم، عندما نرى يافطاتهم وقد تخرجوا من أرقى جامعات العالم، وتدربوا فعلاً في مستشفياتنا العسكرية، وكذلك الحكومية، ومنهم العلماء، والوزراء، والجنرالات، في شارع الخالدي الذي دخل موسوعة غينيس العالمية؟ من قال لكم بأننا لا نفخر بكم، عندما يأتينا المريض من دول الخليج العربي، جالساً على كرسي متحرك، ليخرج ماشياً على قدميه، وعائداً إلى أهله في تبوك بنفس اليوم، أو في اليوم التالي؟ من قال لكم بأننا نستطيع بأن نحبس دموعنا فرحاً، عندما يقال لنا، ونحن في البلاد العربية، وكذلك الأجنبية، بأن الأردن مشهور بطبه، وبطيابة شعبة؟ من قال لكم بأننا لا نفخر، عندما تتحرك فرقكم، ومستشفياتكم الميدانية إلى غزة، والعراق، واليمن، وليبيا، وغيرها من الدول التي نعجز على حصرها، معالجةً لآلاف المرضى والجرحى، والمكلومين، والمقهورين؟ من قال لكم بأننا لا نفخر بكم، لأن زراعة القلب، والجراحات الخاصة والدقيقة، قد بدأت مبكرة جداً في الأردن، على الرغم من قلة الحيلة والأحوال قبل عقود كثيرة؟ من قال لكم بأننا لا نفخر بكم، عندما يتبوأ أطباؤنا مناصب رفيعة في المتسشفيات الأجنبية، وكذلك الجامعات، ومنهم العلماء، وأساتذة الجامعات هناك ؟ من قال لكم بأننا لا نفخر، عندما نشاهد المرضى من دول العالم، والدول العربية، يجوبون عمان ومستشفياتها، وعياداتها، وهم يتحدثون بلغات، ولهجات مختلفة، ليبرهنوا للعالم ولنا أيضاً، بأن عمان أصبحت العاصمة الطبية للدول العربية، والشرق الاوسط بلا منازع؟

ولكن ....
من قال لكم بأننا لا نحزن، عندما تصاب هذه الإنجازات بالوعكة، والتراجع، نتيجة تقاعس بعض الإدارات الطبية بإدارة المشهد الطبي، بالصورة التي كانت عليها قبل عشرة أعوام أو يزيد؟ من قال لكم بأننا لا نحزن، عندما تغيبب أسراب المرضى العرب، وقد كانوا بالآلاف في مستشفياتنا، وعياداتنا؟ من قال لكم بأننا لا نحزن، عندما تراجعت السياحة العلاجية في الأردن وأختطفتها دول أخرى كتركيا، ومصر، ودول أخرى؟ من قال لكم بأنه يطيب لنا، بأن نسمع عن أخطائكم، وعثراتكم، بدلاً من أن نسمع عن إنجازاتكم، وإبداعات إداراتكم كما كنتم ؟ من قال لكم أيضاً، بأننا لا نحزن، عندما نرى إستقالات وزرائكم، ومدرائكم، نتيجة القصور الذي أصاب أجسامنا وأجسامكم؟ من قال لكم بأننا لم نحزن، عندما سمعنا إستقالة مدير البشير، الطبيب الخلوق عبدالمانع السليمات، متحملاً المسؤولية الأدبية، والمهنية، وعاتباً على قرارات إداراتكم، وقد بخلتم عليه كثيراً؟

وبالنهاية أقول: من قال لكم بأن الأردنيين، لم يصبهم الفصام فعلاً، عندما يحزنوا بدلا من أن يفرحوا ؟ وكأن لسان حالهم يقول: حتى أنتم!