facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مساراتٌ تعليمية جديدة لتعليمٍ متجدد .. هل نجددُ أنفسنا؟


د. شيرين حامد
27-10-2021 03:48 PM

مساراتٌ تعليمية جديدة لتعليمٍ متجدد هو عنوان جلسة عصفٍ ذهنيّ نظّمها المركز الوطنيّ لتطوير المناهج بدايةَ الأسبوع الحالي ضمن أعمال لجنة تطوير امتحان شهادة الدّراسة الثانوية العامة والتي تشكلت منذ ثلاثة أشهر. وتعمل هذه اللجنة ضمن ثوابتٍ ومبادىء عامّة أهمها أن عملية تطوير الإمتحان العام تتداخل وتتفاعل مع عملية تطوير النظام التعليمي ككل، وأن عملية إصلاح التعليم هي حالة مستدامة مترابطة ومتشابكة. من هذه الرؤية جاءت هذه الجلسة بهدف الإطلاع على تجربة التعليم الخاص في تدريس برامج التعليم الأجنبية في المرحلة الثانوية، وبشكل محدد مكونات البرامج الأجنبية وفلسفتها، ومسارات التعليم، والمباحث التي يدرسها الطلبة، وكيفية تقييم تعلمهم. شارك في الجلسة ممثلون عن كافة الشرائح التربوية المعنية بمرحلة التعليم الثانوي بما في ذلك طلبة ومعلمين ومديري مدارس حكومية وخاصة، إضافةً لمجلس التّربية والتعليم، وعدد من أصحاب المعالي والعطوفة راسمي السياسات التّربوية في التعليم العام والعالي.

لمرحلة التعليم الثانوي أهدافٌ وغاياتٌ إنسانية وأكاديمية ونمائية تنبثق عن حقوق الإنسان إضافة إلى فلسفة منظومة التنمية البشرية في الدولة. أردنيًّا، يركز قانون التربية والتعليم رقم (3) لسنة 1994 وتعديلاته على أن قدرات الطلبة وميولهم هي معايير الالتحاق بمرحلة التعليم الثانوي ليحصل الطلبة على خبرات ثقافية وعلمية ومهنية متخصصة تلبي حاجات المجتمع الأردني القائمة أو المنتظرة، وتساعد الطالب على مواصلة التعليم العالي أو الالتحاق بسوق العمل. وبالنظر إلى واقع مرحلة التعليم الثانوي من حيث كيفية تشعيب الطلبة في فروع التعليم الأكاديمية والمهنية، والممارسات التعليمية التعلمية الحقيقية في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، والتي ندرك جميعا أنه يقودها ويوجهها بالدرجة الأولى امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي)، نقول أن أمامنا الكثير من العمل لتطوير هذه المرحلة ضمن مساعي تطوير الامتحان العام.

للأردن خبرة طويلة في تدريس البرامج الأجنبية في مرحلة التعليم الثانوي والإعتراف بها ومعادلتها، والتي تأتي ضمن نهج القيادة الهاشمية منذ التأسيس بضرورة الانفتاح على العالم والاستثمار في الانسان بمحاكاة أفضل البرامج الأكاديمية عالميا، وقد أتت هذه الرؤية أكلها لسنوات طويلة، واستطاع النظام التعليمي انتاج مخرجات بشرية مميزة في الحقول العلمية والإنسانية والإجتماعية، إلا أنّ التغيرات المتسارعة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، إضافة إلى تلك التي تحدث يوميا في عالم التكنولوجيا والاتصال والتواصل فرضت نفسها على نظامنا التعليمي فأصبح حتما علينا الاستجابة السريعة بتغييرات جذرية في طريقة إدارة التعليم أردنيا. إن ادراك لجنة تطوير امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لهذه الحقيقة دفعتها لعقد جلسة عصف ذهني، استضافتها مدرسة الأهلية والمطران، واستهدفت مديرين ومعلمين من المدارس الخاصة التي تدرس البرامج الأجنبية (البكالوريا الدولية، الشهادة البريطانية، البرنامج الأمريكي) إضافة لأقرانهم من المدارس الحكومية. تلاقحت الأفكار وتنوعت الآراء في هذه الجلسة التي اتسمت بالتشاركية والمرونة والانفتاح والموضوعية، وتمتْ إدارتها كمجموعات تركيز تضمنت كل مجموعة مشاركين يمتلكون خبرات تربوية متنوعة ومختلفة جلسوا وتحاوروا للإجابة عن مجموعة من التساؤلات المعدة مسبقا حول محتوى وبِنية التعليم الثانوي الوطني مقارنة بالأجنبي، وكيف يمكن أن تكون مسارات التعليم الثانوي في الأردن، والخطة الدراسية المنشودة للمرحلة الثانوية.

من أبرز ما جاء في المقارنة بين بنية البرنامجين أن البرامج الأجنبية تركز على مواد الفنون والعلوم الإنسانية والاجتماعية وليس المواد العلمية فقط، بينما يعطي البرنامج الوطني للمواضيع والمواد العلمية مكانة أعلى من مكانة مواد الفنون والعلوم الإنسانية والاجتماعية مما يؤثر على النمو الشامل للطلبة ويوجه خياراتهم في الجامعة. كما وأن الطالب في المرحلة الثانوية في البرامج الأجنبية لديه فرص أوسع لاختيار المواد بحسب ميوله واهتماماته وتفضيلاته ولكن ضمن آلية توازن بين تعلم العلوم والإنسانيات. أما من حيث المهارات في البرنامجين، فتركز البرامج الأجنبية على منظومة شمولية متكاملة من المهارات، إضافة إلى بناء القدرات العقلية العليا لدى الطلبة من خلال مهارات التفكير الناقد والابداعي وبطريقة بناءة تراكمية. ولا تقل أهمية المهارات في تعلم البرامج الأجنبية عن أهمية المفاهيم العابرة للمنهاهج والمواد بما يعزز قدرات الطلبة على التواصل والتطور الانفعالي والاجتماعي والمعرفي. إن للجوانب العملية أهمية توازي الجوانب النظرية في البرامج الدولية على اعتبار أن التعليم حديثا يهتم بما يستطيع الفرد عمله وليس ما يعرفه، ويتم تأهيل الطالب في البرامج الأجنبية بمدى واسع من المهارات التي تجعل التحاقه بالتعليم الجامعي أو سوق العمل ميسرا إضافة إلى منظومة الإرشاد المهني التي تقدم لهم في مراحل عمرية مبكرة. هل يمتلك طلبة في الصف الثاني عشر من نفس مستوى القدرة يدرس مجموعة منهم في البرنامج الوطني ومجموعة أخرى في الأجنبي القدرة ذاتها على إجراء بحث علمي أو مشروع، أو كتابة مقالة طويلة أو حتى توثيق خبرات تعلمية؟

لدينا خبرات أردنية عميقة ومميزة تدير مدارسنا الحكومية وتدرّس فيها، ولدينا خبرات أردنية عميقة ومميزة تدير البرامج الأجنبية وتدرّس فيها، ولهذه الخبرات مساهمات في تطوير برامج التعليم الأجنبية دوليا، إضافة لانجازاتهم في تكييف هذه البرامج للسياقات الثقافية واللغوية في الأردن والدول المجاورة، فهل نستفيد منهم في تطوير التعليم في المرحلة الثانوية بما في ذلك ادراك أبناءنا وبناتنا لخياراتهم المهنية والأكاديمية إدراكا واضحا وسليما ليحققوا ذاتهم، ويصلوا لأقصى قدراتهم في التعلم بغض النظر عن شكل الامتحان العام وتفاصيله؟

الشراكات والتعاون أهم ممكنات تحقيق التنمية المستدامة، فالعالم اليوم أكثر ترابطا وتأثرا، لذا فإن التكامل بين القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني حتميًا لمواجهة التحديات وسد الثغرات في منظومة الموارد البشرية. فإن لم يكنْ اليوم، فمتى؟ وإن لم نكن نحنُ، فمن؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :